«الحياة» تعيش في وهم الحصري


كلمة «حصرياً» أصبح تداولها شائعاً لدى جميع المحطات بداعٍ وبدون داع، ولا شك أنّ الكلمة تعني حسبما يُفهم من مدلولها أنّ العمل المقدّم يعرض بشكل حصري على هذه الشاشة أي أنّ القناة قد حصلت على أسبقية عرض العمل, أو أنها ستنفرد بعرضه دون غيرها.

ولعل قناة «الحياة» من أشد معجبي ومستخدمي هذه العبارة، فقد أصبحت ملازمة لها في جميع إعلاناتها عن أعمالها، لكنها أساءت إلى الكلمة وأفقدتها قيمتها خاصة عندما بدأ الإعلان عن بداية عرض الجزء الرابع من المسلسل الكوميدي «راجل وست ستات»، فقد أعلنت أنّ العرض سيكون حصرياً, ولن يتمكن المشاهد من متابعة هذا الجزء سوى على شاشة «الحياة»، علماً بأنّ قناة «أبو ظبي» كانت تعرض نفس الجزء في نفس الوقت، إلا أنّ «أبو ظبي» عرضته بهدوء دون صخب زائد ربما لأنها تعلم أنّ هناك قناة أخرى تعرض العمل.

 وسؤالنا لـ«الحياة»: ما تفسير هذه الإعلانات الحصرية؟ هل هذا جهل من المحطة؟ أم تجاهل واستخفاف بعقل المشاهد؛ لإقناعه بأنه لا توجد سوى قناة «الحياة» التي تعرض هذا العمل؟ أم هو إهمال من القائمين على القناة, وعدم تأكد وتروٍّ قبل البدء في هذه الـpropaganda الزائفة.