تزخر محافظة الداخلية العمانية بعدد من المعالم الطبيعية والتاريخية والثقافية التي بدورها تجعل المحافظة وجهة سياحية للزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها خلال الموسم السياحي الشتوي الذي يبدأ في شهر أكتوبر ويستمر حتى نهاية شهر أبريل، حيث تقوم إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة المعنية بتكثيف الجهود والحملات للترويج السياحي للمحافظة خلال هذه الفترة.
تنوع سياحي
وبحسب وكالة الأنباء العمانية فإنه يوجد بمحافظة الداخلية تنوع سياحي يجمع بين التاريخ والطبيعة، حيث إنَّ النزل السياحية الموجودة في مواقع مختلفة من ولايات المحافظة تجعل السائح يعيش تجربة استثنائية تمكنه من قضاء وقت ممتع يتعرف خلاله على أصالة الحضارة العُمانية العريقة من خلال هذه النزل، كما أنَّ الاستمرار في تطويرها يجعل منها نزل إيوائية بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وكان "علي بن سعيد العدوي" مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية قد أوضح لوكالة الأنباء العمانية بأنّ الإدارة وبالتعاون مع شركائها في القطاع السياحي تواصل جهودها لإنجاح موسم السياحة الشتوية بمحافظة الداخلية من خلال تنفيذ الأنشطة السياحية وتوظيف كل الوسائل والأدوات التي تعزز مكانة المحافظة باعتبارها واحدة من أبرز الوجهات في سلطنة عُمان، حيث تعد محافظة الداخلية ضمن أفضل الوجهات السياحية التي تتميز بمعالم تاريخية وثقافية ومواقع أثرية وتنوعٍ سياحي، ما يجعلها خيارًا للسياحة طيلة العام وخاصة خلال فصل الشتاء، ووجهة مفضلة لدى السياح الباحثين عن جمال الطبيعة ومحبي الآثار والقلاع والاستكشاف.
كما بين أنَّ محافظة الداخلية تزخر بالعديد من المعالم الطبيعية والتاريخية والثقافية، فهناك عدد من القلاع والحصون الشهيرة الضاربة في عمق التاريخ كقلعة نزوى التي تتميز بشكلها الدائري الضخم وتعد واحدة من أقدم القلاع في سلطنة عُمان، وقلعة بهلا التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، وحصن جبرين الذي يتميز بالمزيج الرائع من فن البناء الدفاعي والذوق الرفيع المعقد، وحصن سمائل الذي يعد صرحًا تاريخيًّا شامخًا ووجهة سياحية لزوار المحافظة، بالإضافة إلى عدد من الأفلاج مثل فلج دارس وفلج الخطمين وفلج الملكي التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، وهناك كذلك مجموعة من الأسواق القديمة كسوق نزوى وسوق بهلا وسوق فنجا والقرى والحارات القديمة.
كما تحتوي المحافظة على العديد من المفردات الطبيعية والجيولوجية المتمثلة في الجبال الشاهقة كالجبل الأخضر وجبل شمس اللذين يعتبران أحد أهم المزارات السياحية بالمحافظة نظرًا لمناخهما المتميز والأشجار النادرة الموجودة بهما وعلوهما الشاهق، وبالتالي فهما أماكن محببة للزيارة من قبل السياح ليس من أجل الترفيه فقط وإنَّما كذلك للتخييم والارتحال وممارسة الكثير من الأنشطة عبر سياحة المغامرات كركوب الدراجات والمشي عبر المسارات الجبلية وحب الاستكشاف.
وهناك عددًا من الأودية مثل وادي تنوف الذي يقع بمنطقة تنوف التابعة لولاية نزوى، ووادي فنجا بولاية بدبد ووادي المعيدن ببركة الموز بولاية نزوى، ووادي حلفين الذي يمتد من ولاية إزكي حتى ولاية أدم، وقرية مسفاة العبريين في ولاية الحمراء، وجميعها تتميز بجمال الطبيعة الخلابة التي تضم في جنباتها الأشجار الوارفة والمياه المتدفقة وواحات النخيل وتحفها الجبال الجميلة الشاهقة مما يزيدها جمالًا وروعة ويجعلها أماكن مفضلة للاستمتاع بجمال الطبيعة، مؤكدًا أنَّ هذه الكهوف تعد من ضمن المفردات التي تسهم في جذب السياح للاستمتاع بهذه المقومات مثل كهف الهوتة الذي يقع تحت سفح الجبل الأخضر في الجانب الغربي للمنحدر الجبلي وعلى الطرف الآخر من ولاية الحمراء، وهو تكوين طبيعي تكون قبل آلاف السنين، ويعد مشروع كهف الهوتة من المشاريع السياحية التي عززت القطاع السياحي بمحافظة الداخلية نظرًا لما يتمتع به من مقومات متعددة من الطبيعة والجمال.
تدفق سياحي
تجدر الإشارة إلى أنَّ محافظة الداخلية تشهد تدفقًا سياحيًّا في الموسم الشتوي وهناك جهود تبذل للترويج عن المقومات السياحية التي تتمتع بها المحافظة وتهيئة المواقع السياحية بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، كما أنَّ هناك تواصلًا مستمرًا وتنسيقًا دائمًا بين الوزارة ومختلف المنشآت الإيوائية في المحافظة بشأن الاهتمام والمحافظة على مستوى الجودة من الخدمة المقدمة للسائح، مشيرًا إلى أنَّ المشاريع التي تنفذها الوزارة والمشاريع الخاصة أسهمت في تنشيط الحركة السياحية في المحافظة، حيث سعت الوزارة خلال الفترة الماضية بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة لإقامة مشاريع تطويرية وتنظيم عدد من الفعاليات والمهرجانات الأمر الذي انعكس في زيادة عدد السياح والزوار للمحافظة.