هل تبحث عن وجهة تجمع بين التاريخ العريق والجمال الطبيعي الخلاب؟ هل تود اكتشاف بلد يعج بالمدن القديمة والقلاع المهيبة والمنتزهات الوطنية؟ قد تكون بولندا هي الوجهة المثالية لك.
تقدم بولندا قائمة رائعة من المعالم السياحية، حيث تضم 17 موقعاً مدرجاً على قائمة التراث العالمي لليونسكو ومواقع طبيعية متنوعة من الجبال والمتنزهات والسواحل، وحتى الكثبان الرملية ستجد أيضاً بعض المعالم غير المتوقعة، مثل أقدم منجم ملح في العالم وحديقة لازينكي وقلعة فافل الملكية.
بفضل هندستها المعمارية التي تعود إلى العصور الوسطى وتاريخها في الحرب العالمية الثانية، والعديد من القرى التي تبدو وكأنها عالقة في الزمن، تعد بولندا وجهة مناسبة لعشاق التاريخ، كما أن مدنها تزخر بالعديد من الأنشطة التي يمكن ممارستها؛ كونها تنبض بطاقة الفن والثقافة.
حديقة لازينكي
تغطي حديقة لازينكي 76 هكتاراً من وسط مدينة وارسو؛ مما يجعلها واحدة من أكبر الحدائق الحضرية في بولندا، بدأت لازينكي كحديقة حمامات لأحد النبلاء في القرن السابع عشر، الآن؛ تضم مسرحاً كلاسيكياً وعدداً من القصور والمباني الأصغر حجماً التي تعمل الآن كمتاحف أو معارض، كما يوجد في أراضي الحديقة تمثال كبير للملحن البولندي الكلاسيكي فريدريك شوبان، في كل يوم أحد بعد الظهر، تقام حفلتان موسيقيتان مجانيتان للبيانو عند سفح التمثال في الساعة الرابعة مساءً.
قلعة فافل الملكية
تعتبر فافل قلعة معمارية انتقائية، حيث يتميز بناؤها بعناصر العصور الوسطى الممزوجة بتفاصيل الباروك وعصر النهضة، وهي جزء من المركز التاريخي لمدينة كراكوف وأحد الأماكن الأولى في العالم التي تم إعلانها كموقع للتراث العالمي لليونسكو، كان الملك سيجيسموند الأول، الذي عاش في القلعة في القرن السادس عشر، جامعاً للفن، لذا تُعد القلعة متحفاً فنياً مهماً، يركز بشكل أساسي على اللوحات والأعمال الفنية، وتشمل المجموعات الإضافية الأسلحة والدروع والخزف والسيراميك والكثير من المنسوجات والمطبوعات وكمية كبيرة من الأثاث القديم، يمكنك مشاهدة مناظر بانورامية لمدينة كراكوف ونهر فيستولا من خلال تسلق برج ساندومييرسكا في أراضي القلعة، إذا كنت مهتماً بالزواحف الأسطورية، فتوجه إلى عرين التنين المظلم، بعد الخروج، يمكنك مشاهدة رذاذ نار حقيقي يخرج من فم تمثال تنين عمره عقود من الزمان.
منجم الملح فيليتشكا
يعد فيليتشكا أحد أقدم مناجم الملح وأطولها عملاً في العالم، وقد توقف عن العمل التجاري في عام 1996 وأصبح منذ ذلك الحين معلماً سياحياً مليئاً بالمنحوتات المصنوعة من الملح. قم بجولة في المنجم لترى الممرات والثريات وغيرها من المساحات التي نحتها عمال المناجم من الملح الصخري على مر القرون، أعمدة المنجم والممرات الأصلية بعضها يصل عمقها إلى 327 متراً تحت الأرض وتسمح للزائرين باستكشاف الحفر والغرف، في أعماق المنجم، تتلألأ بحيرة تحت الأرض على الجدران المضاءة بالشموع، تستمر الجولة إلى غرفة إرازم باراكز، حيث ستجد بحيرة أكثر ملوحة من البحر الميت وستشعر بالقشعريرة عندما يقوم المرشد السياحي بتشغيل عرض الضوء على موسيقى شوبان، تنتهي التجربة في متحف يشرح تعدين الملح وكيف كانت الحياة في المناجم، احرص على ارتداء أحذية مريحة فالتجول في منجم الملح فيليتشكا يتطلب النزول على مئات السلالم، لن تحتاج إلى الصعود سيراً على الأقدام مرة أخرى فسوف يتولى المصعد القيام بالعمل الشاق، ويعيدك إلى فوق الأرض.
الغابة الملتوية
تقع الغابة الملتوية خارج بلدة جريفينو الصغيرة، هنا، تقف مجموعة من أشجار الصنوبر بمفردها، وتنمو بزاوية 90 درجة عند قاعدتها وكلها منحنية باتجاه الشمال على شكل حرف J. تم زرع 400 شجرة صنوبر في ثلاثينيات القرن العشرين، لكن الأمر استغرق حوالي 10 سنوات قبل أن تبدأ جذوع الأشجار في إظهار انحناءها المميز، وعلى الرغم من العديد من النظريات، هناك نقاش قائم حول ما إذا كان الانحناء قد تم إنشاؤه بشكل مصطنع عن طريق التلاعب بالأشجار، أو ما إذا كان حدث بشكل طبيعي أو عن طريق الصدفة.
كثبان رمل سلوينسكي
تُعَد الكثبان الرملية المتحركة التي تبلغ مساحتها 500 هكتار جزءاً من متنزه سلوينسكي الوطني على ساحل بحر البلطيق في شمال بولندا، وقد اشتق اسمها من حقيقة أن الكثبان الرملية يتغير شكلها وتتحرك على طول 32 كيلومتراً من الشاطئ على مدار العام، مع ارتطام الرياح والأمواج بالشاطئ، اعتماداً على الطقس، يمكن للكثبان الرملية أن تتحرك بسرعة تصل إلى 10 أمتار سنوياً وتصل إلى ارتفاعات تصل إلى 30 متراً في حين أن الكثبان الرملية المتحركة هي عامل الجذب الرئيسي في الحديقة، ستجد أيضاً الغابات والمستنقعات والبحيرات وحوالي 140 كيلومتراً من مسارات المشي لمسافات طويلة، وبمجرد أن تصل إلى الكثبان الرملية، ستجد شاطئاً جميلاً ومياهاً زرقاء صافية.