حكاية زوجين تونسيين رحالين وتحديات السفر رفقة طفلهما

الثنائي التونسي عبير الغربي وكريم دامي
الثنائي التونسي عبير الغربي وكريم دامي

يُعتبر السفر أساس وحاجة بالنسبة للكثيرين، فالتعرف إلى ثقافات جديدة وخوض تجارب معينة يعمّق فهم الأفراد للحياة أكثر، ويمنحهم حالةً من الاسترخاء والاستمتاع بالبُعد عن المشاغل والضّغوطات، كما يفتح السفر أمام الإنسان آفاق تعلُم جديدة، ويريح النفس.
أصبح السفر راهنًا ضرورة، وليس ترفًا، قد ساعد صناع المحتوى على وسائل التواصل الإجتماعي والرحالة في تشجيع الأفراد على اختيار التجارب السياحيّة المنوعة، من خلال نشرهم على حساباتهم الخاصة لصور عن الأماكن الجديرة بالاستكشاف والوجبات التي تستحق التجربة حول العالم، كما الفنادق التي تتنافس في ما بينها لتقدم وسائل الراحة والترفيه للنزلاء.
ومن بين الرحالة الذين يجوبون العالم، حاورت "سيدتي" الثنائي التونسي عبير الغربي وكريم دامي، واطلعت منهما عن تجاربهما في السفر والتحديات مع طفلهما خلال الرحلات السياحية.

السفر عامل مشترك


عبير الغربي هي مهندسة مُتخصّصة في تكنولوجيا المعلومات، ومُقيمة في فرنسا منذ 9 سنوات وزوجها كريم دامي يعمل في شركة اتصالات، وهو مُقيم في فرنسا منذ 20 سنة. تعرفا على بعضهما من خلال الفيسبوك، وأول ما لفت انتباه عبير صور كريم حول العالم المنشورة على صفحته الخاصّة، بحيث كان السفر والترحال النقطة المشتركة بينهما. ومن هنا جاءت فكرة إنشاء صفحة "بروفايل" مشتركة للثنائي على تطبيق الإنستغرام عن السفر ونشر النصائح، والمعلومات في هذا المجال بحكم سفرهما المُتكرر وحبهما لاستكشاف العالم، وخوض تجارب جديدة. وفي هذا الإطار، يشرح الثنائي أن "صانعي المحتوى والمؤثرين في مجال السياحة والسفر أصبحوا مهمين اليوم، ويكون سبب اختيارنا للوجهة في البداية هو رؤية الصور للأماكن السياحية على إنستغرام، وكذلك بالنسبة للفنادق المعروفة، وهذا ما يمنح صناع المحتوى والمؤثرين دورًا أساسيًّا في تحديد وجهات سفر المتابعين.
ويُضيف الثنائي أن: "السفر بالنسبة لنا كان هواية وأصبح اليوم نمط حياة وحلمنا أن يصبح في يوم من الأيام عملنا الرئيس. نسعى دائمًا إلى التخطيط للسفر مرّة كل شهر أو شهرين، ونحاول التنسيق بين إجازاتنا في العمل، والوجهة التي نرغب زيارتها".

بالي وجهة الثنائي خلال شهر العسل

اختار الزوجان جزيرة بالي بإندونيسيا الرومانسية حيث قضيا شهر العسل عام 2022. وقد أُعجبا بطبيعة الجزيرة، فهي غنيّة بالمناظر الخلابة من البحر إلى الجبال والشلالات... كما أن الشعب الإندونيسي طيب وصادق ويتعامل مع الزائرين بطريقة حضارية وراقية. ويقول الثنائي إن: "السياحة في بالي منوعة وترضي جميع أذواق المُسافرين، والأكل منوع، وأماكن الإقامة في الوجهة مُميّزة، فهي مُزودة بمناظر خيالية معظمها خال من الجدران لتعزيز التواصل مع الطبيعة وسهولة رؤية المناظر الخارجية المذهلة خصوصًا عند الصباح فور الاستيقاظ".

سفر الثنائي رفقة طفلهما


بحسب الثنائي، هناك تحديات عدّة خلال السفر، فأولها تحديد الوجهة خصوصًا أنهما يرغبان بزيارة دول العالم كافة. ويقول الثنائي إن "التكلفة تساعدنا في تحديد الوجهة، إذ نحاول دائمًا اختيار أفضل سعر لتذاكر الطيران وذلك من خلال شراء التذاكر قبل 5 أشهر تقريبًا، بالإضافة إلى تحقيق التوازن بين الوقت والنشاطات السياحية المرغوب القيام بها، خصوصًا أن الأسفار التي نختارها لا تتعدى الأسبوعين لكل وجهة بحكم ارتباطنا بعملنا". ويضيف الثنائي أنه "بالنسبة لأماكن الإقامة، فهما يحاولان تحقيق التوازن بين اختيار الفنادق الجذابة، والتي تؤمن وسائل الراحة المطلوبة، والمتوافرة بتكلفة مقبولة، كما يُبدلان الكثير من الفنادق أثناء إقامتهما في الوجهة بهدف اختبار أشياء جديدة". ويُشير الزوجان إلى أنهما يُرسلان طلب تعاون للفندق الذي يعجبهما ويقترحا على القيمين إعداد محتوى خاص بالفندق ونشره على صفحتهما الخاصة على مواقع التواصل إجتماعي، مقابل أن منحهما إقامة مجانيّة".
ويول الزوجان إن "التحدي الأكبر اليوم هو السفر مع طفلنا "جود"، علمًا أن التجربة صعبة ومُختلفة، ولكننا نتعلم دائمًا ونحاول أن نُقدم نصائح للمتابعين عن طريقة السفر مع الأطفال وكيفية التعامل معهم خلال الرحلات".


بحسب الثنائي، فإن أي بلد يُمكن أن يكون مناسبًا لزيارته مع الأطفال، علمًا أنه على الأهل التأقلم مع الطفل ومحاول التوازن بين المُتعة وحاجات الطفل. وفي هذا الإطار، يوضح الثنائي أن "مدينة إشبيلية في إسبانيا كانت أول وجهة مع طفلهما عندما بلغ الشهرين من عمره، وكانت التجربة رائعة خصوصًا أنهما قصدا الوجهة خلال أكتوبر حيث كان الطقس لطيفًا ومعتدلًا. وقد زارا المعالم السياحية سيرًا على الأقدام من دون الحاجة إلى استئجار سيارة".
ويُضيف الزوجان أن "السفر مع طفل هو تحدّ، إذ يحتاج إلى تحضيرات كثيرة، تشتمل على توضيب احتياجات الطفل من الأغراض إلى الوجبات والحليب والملابس، ثم تحقيق التوازن بين الأماكن المرغوب زيارتها ورغبات وحاجات الطفل".
ينصح الثنائي الوالدين الراغبين بالسفر مع أطفالهم، بأن يخوضوا التجربة من دون خوف أو قلق، علمًا أن الطفل لا يجب أن يُعيق رغبتهم بالسفر بل على العكس، يجب أن يسافروا ويكتشفوا مع أطفالهم.
السفر مع الطفل ليس مستحيلًا، المُهم هو التأقلم مع مزاج الطفل، ومحاول فهمه، واحترام رغباته، فمثلًا ليست مشكلة عند زيارة ثلاثة معالم في اليوم بدل خمسة.