هل تفكرين في زيارة وجهة سياحية تجمع بين الطبيعة البرية الخلابة والثقافة الغنية؟ هل تساءلتِ يوماً: ماذا تقدّم لكِ ناميبيا في رحلتكِ الأولى؟ تقع ناميبيا في جنوب غرب أفريقيا، وتُعَد واحدة من أكثر الدول إثارة لعشاق المغامرة؛ حيث تتميز بصحاريها الشاسعة ومناظرها الطبيعية مثل: صحراء ناميب، وساحل الهيكل العظمي. فما الذي يجب أن تعرفيه قبل أن تبدأي رحلتكِ في هذا البلد؟
في حين أن المناظر الطبيعية والحياة البرية الوفيرة في ناميبيا تشكّل عوامل جذب رئيسية؛ فإن البلاد تتمتع أيضاً بتراث ثقافي غني يمكن الوصول إليه بسهولة بفضل شبكتها من المتاحف الحية. لذا، سواء تبحثين عن العزلة والمغامرة في الصحراء، أو رحلة سفاري أكثر تقليدية للحياة البرية، أو الانغماس الثقافي، أو مزيج من كل هذا؛ فمن المؤكد أن ناميبيا ستلبّي احتياجاتكِ.
متى يجب زيارة ناميبيا؟
يُعَد الوقت الأكثر راحة للزيارة هو خلال الأشهر الأكثر برودة وجفافاً من أواخر يونيو إلى سبتمبر، وهو موسم السفر المرتفع وأفضل وقت لمشاهدة الحياة البرية؛ حيث تبحث الحيوانات العطشى عن مصادر المياه المتناقصة. يوفّر موسم الربيع القصير في ناميبيا درجات حرارة معتدلة، كما يمكن للمسافرين خلال هذه الفترة رؤية أشجار شوك الجمل والجاكاراندا.
ترتفع درجات الحرارة نحو نهاية العام؛ حيث تكون الفترة من ديسمبر إلى فبراير هي الأشهر الأكثر سخونة، هذا هو وقت الذروة للعطلات على طول الساحل؛ حيث تستمتع العائلات بالعطلات المدرسية والأيام الخالية من الضباب.
يتم كسر حرارة الصيف بأمطار ناميبيا، التي تسقط بين يناير ومارس؛ خاصة في الشَمال؛ حيث يمكن أن تجعل الطين والفيضانات المفاجئة السفر في بعض المناطق صعباً. بحلول أواخر أبريل وحتى مايو، تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض؛ مما يجعل هذا وقتاً ممتعاً آخر للسفر.
كم من الوقت يجب أن تقضي في ناميبيا؟
من 10 إلى 14 يوماً هو الوقت المثالي لقضائه في نامبيا؛ مما سيتيح لكِ الوقت بزيارة أبرز المعالم السياحية. بعد قضاء يوم أو يومين في العاصمة ويندهوك، توجّهي إلى منتزه إيتوشا الوطني لرحلة سفاري للحياة البرية. اقضِي بقية أسبوعكِ الأول في التوجُّه إلى ساحل الهياكل العظمية عبْر منطقة دامارالاند، غرب البلاد، بما في ذلك التوقف لمشاهدة الفن الصخري في موقع تويفيلفونتين المدرَج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وبمجرد وصولكِ إلى الساحل، لا تفوّتي زيارة محمية كيب كروس.
إذا كنتِ تجمعين بين زيارتكِ إلى ناميبيا والرحلات الإقليمية، فكّري في الاستمرار باتجاه الشمال الشرقي من إيتوشا لاستكشاف منطقة زامبيزي، مع مشاهدة الحياة البرية على الماء والنُزل الواقعة على ضفاف النهر، أو يمكنكِ التوجُّه من ويندهوك إلى مدينة سواكوبموند والساحل عبْر جبل سبيتسكوبي قبل الانعطاف جنوباً نحو بحيرة سوسوسفلي، ثم إلى وادي فيش ريفر ونهر أورانج، لمغامرة التجديف بالقوارب التي تستغرق عدة ليالٍ.
التنقل في ناميبيا
تخدم الرحلات الجوية الدولية والإقليمية اليومية مطار هوزيا كوتاكو الدولي في ويندهوك؛ حيث تستغرق الرحلة حوالي 40 دقيقة بسيارة الأجرة إلى وسط المدينة. ستجدين في المطار وفي المدينة مجموعة من وكالات تأجير السيارات الدولية والمحلية. المسافات في ناميبيا طويلة، ومع ذلك فإن شبكة الطرق وهي مزيج من الأسفلت والحصى، تتم صيانتها جيداً، كما تشكل البلاد وجهة ممتازة للقيادة الذاتية. يوصَى باستخدام سيارة دفع رباعي لمعظم الرحلات، والحذر من أن الطرق الحصوية يمكن أن يكون لها أسطح فضفاضة وجوانب مائلة بشكل حاد. لتجنب الانزلاق والانقلاب، تُعتبر أقصى سرعة قيادة آمنة 80 كم/ ساعة، 50 ميلاً في الساعة.
السفر إلى ناميبيا مع الأطفال
إذا كنتِ مسافرةً مع أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً؛ فستحتاجين إلى حمل نسخة مصدَّقة من شهادة ميلاد الطفل، التي تُظهر اسمي الوالدين. إذا كان أحد الوالدين فقط مسافراً؛ فستحتاجين أيضاً إلى إظهار إذن من الوالد للسفر مع طفلكِ؛ إضافة إلى نسخة مصدّقة من بطاقة هوية الوالد أو مستند مصدق يثبت أنكِ تتمتعين بالحضانة الوحيدة.
ماذا يجب أن تحزمي؟
تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل روتيني من أواخر يونيو إلى أغسطس، وخاصة حول ويندهوك والمناطق المرتفعة الأخرى، إلى ما دون الصفر. لذا أحضري معكِ ملابس دافئة. إذا كنتِ ستذهبين للتخييم؛ فلا تتفاجأي عندما تجدين زجاجة المياه الخاصة بكِ متجمدة عند استيقاظك.
أفضل الأنشطة التي يمكنك القيام بها
أثناء زيارتكِ إلى ناميبيا، سيكون من الصعب الاختيار بين المناظر البحرية والنجوم أو اكتشاف الحياة البرية.
تسلقي الكثبان الرملية حول سوسوسفلي
استمتعي برؤية بحيرة سوسوسفلي، واحدة من أكثر المناظر الطبيعية شهرة في ناميبيا، عند الفجر قبل أن تشتد الحرارة وتبدأ الحشود في التزاحم. احملي معكِ كريم الوقاية من الشمس والماء، ولا تتوقعي أن يكون الأمر سهلاً؛ فالصعود إلى القمة ومواجهة المنحدرات أمرٌ شاق.
التخييم على نهر زامبيزي
على عكس بقية ناميبيا؛ فإن نهر زامبيزي، الشريط الضيق في الشمال الشرقي، المليء بالممرات المائية هي التي يقصدها السائحون للتخييم. في النهار، استمتعي بمشاهدة الحياة البرية على الماء في رحلات السفاري بالقوارب التي تقدمها العديد من المعسكرات والنُزل على ضفاف النهر.
اكتشاف الحياة البرية
يوفّر منتزه إيتوشا الوطني فرصاً ممتازة لمراقبة وحيد القرن والحيوانات الأخرى بعد حلول الظلام؛ حيث تقترب من مسافة قريبة للشرب. في دامارالاند، راقبي الأفيال التي تتكيف مع الصحراء. في جميع أنحاء البلاد، حاولي رصد المها المهيب، الحيوان الوطني لناميبيا. لا تفوّتي أيضاً زيارة متنزه سكيليتون كوست الوطني، الذي يتميز بالطبيعة الخام والعزلة التامة.
رصد النجوم
من الصعب أن تجدي مكاناً أفضل من مرصد سوليتير الصغير لمشاهدة النجوم. فمع اقتراب الظلام، تتلألأ الكواكب ويتساقط عددٌ لا يمكن تصوُّره من النجوم على جانبي القبة السماوية إلى حواف الأفق. تعَد مزرعة رويساند الصحراوية، الواقعة على حافة سلسلة جبال جامسبيرج، والتي يسهل الوصول إليها في الطريق بين ويندهوك وسوسوسفلي، واحدةً من عدة أماكن بها مرصد.