mena-gmtdmp

لون بانتون الجديد مستوحى من قصور سياحية في العاصمة الرياض

قصر المصمك في مدينة الرياض
قصر المصمك في مدينة الرياض

هل يمكن للّون أن يحكي قصة؟ وهل تستطيع درجات الطين المشرقة وأطياف الشمس المتسللة إلى جدران قديمة، أن تُترجم إلى رمز يحمل هوية وطن وتاريخه؟
في الرياض، العاصمة التي تشهد تحولات ثقافية وسياحية متسارعة، وتحديدًا في قلب الدرعية، انطلقت مبادرة غير مسبوقة بالتعاون بين هيئة تطوير بوابة الدرعية وشركة بانتون العالمية، أسفرت عن ولادة لون جديد: لون الدرعية.
فما الذي يعنيه أن يكون للمدينة لونٌ خاص بها؟ وكيف يمكن للون أن يصبح بوابةً لرواية التاريخ وأداة لتسويق الحاضر وجسرًا نحو المستقبل؟
اللون الجديد ليس مجرد درجة لونية تُستخدم في الطلاء أو التصميم، بل هو تجسيدٌ رمزيٌ عميق لهوية مكانٍ ارتبط بنشأة الدولة السعودية الأولى وانبعاث الإرث النجدي من قلب القصور العريقة. لونٌ يُستلهم من حي الطريف التاريخي وقصر سلوى ويُلقي الضوء على روعة قصر المربع وهيبة المصمك.
في هذه الرحلة، لا نكتفي بتتبع اللون، بل نتتبع جذوره في الجدران الطينية، في الزخارف المنقوشة، في وهج الشمس الذي شكل ملامحه، وفي الطموح الذي رسم مستقبله.
فلنغُص في تفاصيل لون الدرعية، لنتأمل كيف يتجسّد الوطن في ظلٍّ، في طيف، في لمسة تصميم.

لون الدرعية

هو تعاون بين شركتي الدرعية وبانتون العالمية، لإنتاج لون الدرعية، بهدف تجسيد جوهر الدرعية وروحها المتجذّرة في التاريخ، حيث انطلقت ملامح الهوية السعودية؛ تعزيزاً لأهمية هذا اللون المستوحى من أرضها وما يُمثّله من أهمية لمكانتها بصفتها مركزًا ثقافيًا وسياحيًا عالميًا رائدًا وتحقيق مستهدفاتها بالوصول إلى 50 مليون زيارة سنويًا بحلول عام 2030. ويعتبر لون الدرعية الجديد رمزًا يعكس أسلوب الحياة في مشروع الدرعية ويُعدّ جزءًا من الهوية البصرية التي تُلهم الزائرين وتُسهم في إيجاد علاقةٍ عاطفيةٍ مع المكان.

جانب من مدينة الدرعية

مميزات لون الدرعية

سيجمع لون الدرعية بين دقة التصميم في الحفاظ على التاريخ الغني للمملكة وإرثها الاجتماعي والثقافي والرؤية الطموحة نحو المستقبل، كما يسعى لإبراز الدرعية كوجهة عالمية تجمع الثقافات ومنارةً للمعرفة، تحتضن الإبداع وتُلهم الأجيال الشابة ليكونوا قادة المستقبل. ومن المنتظر توظيف بانتون قوة اللون والتصميم في جميع أعمالهم بالدرعية، من خلال التقاط لون الدرعية المُعقد والمستوحى من تأثير انعكاس أشعة الشمس الذهبية التي تخترق السماء الزرقاء لتضرب الجدران الطينية الشهيرة في قصور حي الطريف التاريخي.

قصور في الرياض بلون الدرعية

قصر المربع في الرياض

قصر المربع هو أحد المباني التاريخية في الرياض


إذا كنتِ تودين السفر عبر الزمن أثناء زيارة الرياض، يُنصح بالتوجه إلى قصر المربع. عُرف القصر بهذا الاسم؛ لأنه يتميز ببناء مربع الشكل محاط بالأسوار، يصور ويجسد طبيعة المجتمع المحلي الذي يحافظ على خصوصية المنازل. يتكون القصر من 32 غرفة موزعة على طابقين، إضافة لمجالس استقبال ضيوف الملك ومكاتب إدارية لأعوانه وحرسه. خلال جولة استكشاف هذه القصر ستأخذك التفاصيل المعمارية الآسرة إلى التصميم الذي تأثر بالبيئة المحيطة، حيث ستلاحظ تغطية الغرف التي يتوسطها فناء داخلي وأسقفها بجذوع الأثل، كما زينت بجريد النخل وسعفه، بينما أنشئت قواعد القصر من الحجر واستقامت جدرانه من الطوب اللبن المخلوط بالقش، كما زينت بنقوش وزخارف مطبوعة على الجص.

قصر سلوى في الدرعية

قصر سلوى في حي الطريف


يُمثل حي الطريف التاريخي، الذي بُنى في القرن الثامن عشر باستخدام الطين اللبن والمواد الطبيعية من بيئة الدرعية، الأساس للون الدرعية. ويضم الحي واحدًا من أبرز المعالم التاريخية وهو قصر سلوى، الواقع بالجهة الشمالية منه ويعتبر واجهة الحي، حيث مساحته إلى 10,000 متر مربع. يأخذ قصر سلوى الزائرين في جولة لاكتشاف الفنون المعمارية المميزة التي شيدت منذ قرون، حيث تم تشييده عام 1766 وتميز بناؤه بالرصانة والضخامة والدقة. خلال تفقد أرجاء القصر، ستلاحظ تميز واجهاته بفتحات مثلثة الشكل وزخارف مرتبة بشكل هرمي، لتوفر الضوء والتهوية، إضافة لشكلها الجمالي.
تقع بجانب القصر ساحة مفتوحة، كانت تستخدم لاستقبال زوّاره، أرضيتها مرصوفة بالحجارة، وفي جهتها الجنوبية يقوم حائط مرتفع وسميك، يمتد عليه جسر يصل بين قصر سلوى ومسجد الطريف. داخل القصر يمكن الانطلاق في رحلة استكشاف تاريخية في متحف الدرعية، الذي يضم مخطوطات يدوية، قطع أثرية.

قصر المصمك في الرياض

قصر المصمك


يعد قصر المصمك، الذي بُني في القرن الرابع عشر الهجري، وجهة سياحية مميزة في الرياض، لأولئك المهتمين بالتاريخ. تعني لفظة القصر المصمك البناء السميك والحصين، لذا ستلاحظ تميز القصر بالرصانة وارتفاع جدرانه، كما أنه ليس له نوافذ أو شبابيك أو فتحات، سوى مدخلين ومنافذ صغيرة تتسع لفوهات البنادق وقت المعارك، حيث كانت من بين مهامه استخدامه مستودعًا للذخيرة والأسلحة، حتى تقرر تحويله إلى معلم تاريخي ثم إلى متحف. خلال جولة المتحف، ستشاهدين بعض القطع التراثية العتيقة المعلقة على جدرانه. يقسم المتحف إلى 6 أجزاء تضم محتوياته الأساسية وهي: بوابة القصر من الجهة الغربية، المسجد، الديوانية، البئر في الجهة الشمالية الشرقية منه، الأبراج التي تتوزع على أركان الفناء الأربعة.