هل زرت من قبل مدينة الإسكندرية في الشتاء؟، في حالة الإجابة بـ لا، فقد فاتك الكثير من المغامرات والحنين لأجوائها الخاصة في هذا الفصل، إذ تكون المدينة أقل ازدحامًا، بالتالي ما يجعلك تستمتع بها بهدوء دون الشعور بحالة من الضيق من الازدحام الشديد.
في السطور التالية، شرح للدليل الشامل لزيارة مدينة الإسكندرية في فصل الشتاء، كونها ضمن المدن الساحلية الأشهر في مصر، والتي ينجذب إليها المواطنون المحليون بالإضافة إلى جميع السياح من كافة أنحاء العالم للاستمتاع بأجوائها الباردة.
أسباب زيارة الإسكندرية في الشتاء
الطقس رائع للغاية ويمكنك أن تشعر بهواء البحر الأبيض المتوسط المنعش، إذ تكون الحرارة في فصل الشتاء معتدلة خلال ساعات النهار، بينما قد تنخفض درجة الحرارة قليلاً في الليل.
الناس مشغولون خلال فصل الشتاء، على الرغم من أن الشمس مشرقة ويمكنك أن تشعر بالراحة من خلال ارتداء الملابس غير الثقيلة، إلا أن السكان الأصليين يميلون إلى ارتداء ملابس أكثر ملاءمة للشتاء، مثل: الاستعانة بالسترات والأوشحة وسترات طويلة الأكمام.
خلال فصل الصيف، تمتلئ الشوارع وبالتالي يزداد الازدحام والحشود مقارنة بالشتاء.
يذهب الأطفال إلى المدرسة ويصبح السكان الأصليون أكثر تركيزًا في العمل، على عكس الصيف، عندما يكون الناس خارج المنزل طوال اليوم حتى ساعات متأخرة من الليل.
تقل حركة المرور إلى النصف، نظرًا لأن الإسكندرية تعتبر المكان المفضل لقضاء الصيف في العديد من المدن في مصر، فقد تصبح مزدحمة في بعض الأحيان، يميل سكان القاهرة والمدن الأخرى الواقعة في الجنوب، الذين يفتقدون رفاهية البحر الأزرق، إلى القيادة شمالًا وقضاء بعض الوقت في المدينة الساحلية خلال شهري يوليو وأغسطس، حيث يمكن أن تصبح صاخبة للغاية على عكس فصل الشتاء.
ينصح بالاستمتاع بالآيس كريم اللذيذ، والذي تشتهر به المدينة خلال فصل الشتاء، وخاصًة أنه يكون أكثر ثباتًا بسبب عدم ذوبانه على الأكمام أو اليدين على عكس الصيف.
يمكنك زيارة الأماكن السياحية، مثل: مكتبة الإسكندرية الكبرى وشواطئ المنتزه الجميلة دون الشعور بالاندفاع أو الجفاف، وبالتأكيد دون موجات حرارة.
تعد مصر الدولة الأكثر أهمية في العالم العربي عندما يتعلق الأمر بالكتب والسينما والموسيقى، والإسكندرية هي مركزها الثقافي، لذا يمكنك التوجه إلى مناطق الجذب الحديثة مثل مكتبة الإسكندرية المذهلة، واختر الكتب باللغة الإنجليزية في سوق الشارع في شارع النبي دانيال، أو كن هناك أثناء مهرجان الإسكندرية السينمائي الشهير عالميًا في سبتمبر.
تتمتع الإسكندرية أيضًا بأكثر مشهد ديناميكي للمطاعم في مصر، إذا كنت من محبي المأكولات البحرية، فلا تفوت زيارة المطاعم المحلية المفضلة، ولا تفوت أيضًا زيارة المقاهي الأدبية.
عناوين جذابة في الإسكندرية
عمود بومبي: نصب تذكاري لدقلديانوس
يعد هذا العمود المنتصر واحدًا من أكبر الأعمدة الضخمة التي أقيمت على الإطلاق في عصر الإمبراطورية الرومانية، وهو آخر نصب تذكاري قديم متبقي في مدينة الإسكندرية، يبلغ ارتفاع هذا العمود الضخم المصنوع من الحجر الرملي الأحمر أكثر من 80 قدمًا ويزن مئات الأطنان، وهو مذهل وفي الجوار، تختبئ إحدى عجائب العالم في العصور الوسطى تحت الأرض، وهي مقابر كوم الشقافة، هذا الموقع للدفن، الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، مدعوم بأعمدة رومانية ومرسوم بزخارف مصرية، كما أن هذه الساحة تكون مناسبة للغاية للتجول والاطلاع على التراث التاريخي للمدينة.
مكتبة الإسكندرية
تقع هذه النسخة المعاصرة من مكتبة الإسكندرية على البحر الأبيض المتوسط الرائع، وتحاول إحياء مجد نظيرتها القديمة التي احترقت تمامًا خلال العصور القديمة، إن حجم المبنى الجديد هائل، مع هندسة معمارية مشهورة عالميًا مبهرة من الرأس إلى القدمين، يضم هذا القصر ملايين الكتب، كما تشتمل مساحات غرف القراءة على مرافق للمكفوفين، وكذلك للأطفال، كما يوجد بالداخل المتحف الوطني وقبة فلكية.
قصر المنتزه
يقع هذا القصر وسط الحدائق ويطل على شاطئ البحر الأبيض المتوسط المتلألئ، وهو من الأماكن التي يجب زيارتها، يجمع تصميمه المعماري بين التأثيرات التركية والفلورنسية، وهو ما يشير إلى التكتل الثقافي الموجود في الإسكندرية على مر العصور، القصر مزخرف ودقيق. الحدائق الملكية مفتوحة للجمهور لساعات من الترفيه، والقاعات المفتوحة الطويلة المدمجة في الهيكل تقود الزوار إلى مناظر البحر.
قلعة قايتباي
لعدة قرون، اعتمد دفاع الإسكندرية على هذه القلعة التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر، وهي واحدة من أهم التحصينات على ساحل البحر الأبيض المتوسط بأكمله، تم بناء هذه القلعة على موقع منارة الإسكندرية المدمرة، والتي كانت ذات يوم إحدى عجائب العالم القديم، وقد صمدت أمام اختبار الزمن، يمكن للزوار التجول بين الأسوار القديمة والاستمتاع ببعض السياق التاريخي في متحف قايتباي البحري، وللذهاب في رحلة أبعد من ذلك، يمكنك زيارة قصر رأس التين الذي يبعد ثلاثين دقيقة فقط.
كوم الدكة
يعتبر المدرج الروماني في كوم الدكة من أبرز المعالم الأثرية في الإسكندرية والأطلال الوحيدة من نوعها في مصر، تم اكتشافه تحت كومة من الرمال في القرن العشرين، عندما تم العثور على أعمدة ضخمة مدفونة في مكان قريب، تم بالفعل إسقاط معظم الأطلال خلال القرن السادس بسبب زلزال كبير، ولكن تم إعادة بناء الموقع منذ ذلك الحين، تزين الفسيفساء المذهلة الأرضيات، والمشي عبر الأطلال العظيمة يأخذك إلى الماضي.