السياحة في الجزائر... 10 أنشطة متنوعة في قلب شمال أفريقيا

تمنراست، الجزائر
تدمج الجزائر بين الأصالة والتنوع الطبيعي والثقافي في عروضها السياحية

ماذا لو كانت وجهتك القادمة مليئة بالتاريخ العريق والمناظر الطبيعية الخلابة والتجارب التي لا تتكرر في أي مكان آخر؟ تعتبر الجزائر واحدة من البلدان التي تدمج بين الأصالة والتنوع الطبيعي والثقافي في عروضها السياحية؛ إذ توفر مزيجاً من المعالم الأثرية، الشواطئ، المغامرات الصحراوية والجبلية، مما يجعلها ملاذاً لمحبي الاستكشاف.
هل سبق لك أن تخيلت أن تسير بين الآثار الرومانية القديمة في تيمقاد أو أن تقضي يوماً رائعاً في الجسور المعلقة لمدينة قسطنطين؟ ربما تفضل قضاء وقت ممتع في رحلات المشي لمسافات طويلة في عنابة أو زيارة مواقع تاريخية تعود إلى العصور الوسطى في تلمسان، في الجزائر يمكن أن تكون مغامرتك القادمة زيارة جبل هقار أو رحلة إلى مدينة تيميمون التي تشتهر بجمالها الصحراوي، إضافة إلى ذلك، توفر الجزائر فرصاً للاستمتاع بالتاريخ الفرنسي عبر العاصمة أو استكشاف الأماكن الأثرية في سطيف وجميلة، في هذا المقال، سنكتشف معاً أفضل 10 أنشطة سياحية في الجزائر التي يجب عليك تجربتها في رحلتك القادمة، فهل أنتم مستعدون لاكتشاف أسرار هذه البلاد المدهشة؟

جولة لمحبي الآثار الرومانية في تيمقاد

تيمقاد، وجهة مفضلة لمحبي الآثار الرومانية


تم بناء الآثار الرومانية المدرجة في قائمة اليونسكو بمدينة تيمقاد من قبل الإمبراطور تراجان عام 100 ميلادي، تقع هذه المدينة عند ممر عبر جبال أوراس وهي نقطة استراتيجية منحت روما السيطرة على الوصول إلى الصحراء، تُعد تيمقاد نموذجاً للتخطيط الحضري الروماني، حيث إن المدينة مصممة مثل رقعة الشطرنج على مساحة تزيد على 123 فداناً، ستحتاج إلى يوم كامل لاستكشاف جميع المعابد والأسواق والحمامات والمسارح والمحاكم والفيلات هنا، إضافة إلى مكتبة عامة نادرة، يحتوي المتحف الموجود في الموقع على 200 فسيفساء أرضية محفوظة جيداً، أثناء الزيارة ستحتاج إلى قبعة وكمية وفيرة من الماء في الصيف وسترة في الشتاء أو الربيع حيث يمكن أن يكون الطقس بارداً وعاصفاً.

يوم رائع في جسور قسطنطين المعلقة

تستقطب قسطنطين السائحين لاستكشاف جسورها المُعلقة


بمجرد الوصول إلى شوارع قسطنطين، المشهورة بمدينة الجسور المعلقة، سيأخذك المرشدون المحليون في جولة لزيارة الجسور الشهيرة بالمدينة الواقعة في الشمال الشرقي للبلاد وأبرزها صالح باي، ملاح سليمان، سيدي راشد، سيدي مسيد، إضافة إلى ذلك يمكنك زيارة القصر العثماني المزين بدقة لأحمد باي والمتحف الوطني ومسجد الأمير عبد القادر المعاصر، أحد أكبر المساجد في القارة ومدينة تيديس الأثرية، بجانب مسجد الاستقلال.

المشي لمسافات طويلة في عنابة

عنابة أو بونة وتُلقب بجوهرة الشرق الجزائري وهي إحدى أكبر مدن الجزائر، حيث تتمتع بأجواء ساحلية جميلة تضم بعض الشواطئ الرملية، تتميز عنابة بموقعها الجيوستراتيجي وإمكاناتها الطبيعية وبنيتها التحتية المختلفة وتاريخها، هُنا يمكن الاستجمام عبر بلدية شطايبي، التي أصبحت قبلة جديدة للشباب بعد غابات سرايدي من حيث طبيعتها الخلابة وهوائها النقي لممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة.

التجول في منتزه تاسيلي ناجر

تبلغ مساحة منتزه تاسيلي ناجر الوطني 72000 كيلومتر مربع من المناظر الطبيعية، كما تتميز بغابة صخرية من الحجر الرملي مغطاة بـ15000 نقش صخري من عصور ما قبل التاريخ ورسوم صخرية قرمزية اللون تصور قطعاناً من الفيلة والزرافات والجاموس، توفر هذه الصور تذكيراً بسهول الصحراء الكبرى، حيث تجول الرعاة في العصر الحجري الحديث جنباً إلى جنب مع الحيوانات البرية الضخمة منذ حوالي 10-15000 عام. لرؤية جميع كنوز تاسيلي، ستحتاج إلى 10 أيام كاملة، على الرغم من إمكانية القيام بجولات لمدة 5 أو 6 أيام أيضاً، تعتبر مدينة جانت النائية، بمثابة البوابة إلى المنتزه، كما سيحتاج المسافرون الذين يتجولون في الصحراء إلى مرافق أو مرشد للأمن.

الاستمتاع بالتاريخ الفرنسي عبر العاصمة

تطل العاصمة، الجزائر، على خليج هلالي وهي مليئة بالأجواء والعمارة العثمانية الفنية المثيرة للاهتمام، بجانب المقاهي التي تعزف موسيقى هابي في أزقة المدينة، خلال زيارة المدينة، يمكن رؤية أثر الفرنسيين بالجزائر، من خلال شوارع على الطراز الباريسي؛ وزيارة حديقة التجارب النباتية ومتحف باردو الوطني وكاتدرائية نوتردام دافريك.

زيارة مواقع تاريخية في تلمسان

تلمسان، مدينة معمارية ذات أهمية روحية للزائرين


تلمسان، جوهرة معمارية من المساجد والقصور التي تعود إلى العصور الوسطى؛ إذ تقع في غابة صنوبر خضراء، في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، كانت المدينة مركزاً للتعلم والتجارة تنافس فاس وتونس وغرناطة، مما يفسر الهندسة المعمارية الإسبانية المغاربية لمعالمها السياحية والتي من أبرزها المسجد الأعظم وقلعة المشور، التي تشبه قصر الحمراء في إسبانيا. تظل المدينة ذات أهمية روحية كبيرة بسبب قبر سيدي بومدين الذي يقع على بعد 1.6 كيلومتر جنوب شرق المدينة، من هنا، يمكن الوصول إلى شلالات الأوريت في غضون 10 دقائق بالسيارة، كما يمكن الوصول إلى كهوف بني عاد المرصعة بالهوابط في غضون نصف ساعة بالسيارة.

مغامرة في جبال هقار

تعد جبال هقار الواقعة في منتزه وطني يحمل الاسم نفسه، عبارة عن تلال بركانية من البازلت، حيث ترتفع بشكل مذهل من أرض الصحراء وتصطف على جانبي وديان الأنهار القديمة التي تمر عبرها في طريقها إلى بحيرة تشاد المزيد من النقوش الصخرية ورسوم الحيوانات البرية، تنطلق رحلات ركوب الجمال التي تستغرق أسبوعاً ورحلات السيارات ذات الدفع الرباعي من تمنراست إلى هضبة أسكريم المرتفعة 2728 متراً والتي تُترجم إلى نهاية العالم، لا تفوت فرصة الإقامة في النزل لمشاهدة فجر ممتع فوق كتلة أتاكور.

رؤية قصور غرداية

غرداية، مدينة القصور التاريخية في الجزائر


تتكون مدينة غرداية من خمسة قصور بُنيت بين عامي 1012 و1350. يسكن المدينة المحصنة اليوم المزابيون وهم أعضاء قبيلة أمازيغية، يلتزمون بقواعد اجتماعية وملابس مميزة ولا يسمحون بدخول الغرباء إلا مع مرافق، يمكنك الاستعانة بمرشد لاستكشاف هذه المجتمعات المغلقة ورؤية مسجد سيدي إبراهيم، لا تنسَ إلقاء نظرة على السجاد في سوق غرداية، حيث يعد النسيج حرفة تقليدية هنا، لزيارة غرداية، تشترط الحكومة أن يكون السائحون في جولة جماعية مع التصاريح المطلوبة، داخل القصور، ستحتاج أيضاً إلى احترام قواعد المجتمع والتي تشمل الملابس المحتشمة وعدم التقاط صور للأشخاص.

التعرف إلى سطيف وجميلة

سطيف، جوهرة الشرق الجزائري


يضم متحف سطيف الأثري بعضاً من أفضل الفسيفساء الرومانية في العالم، بما في ذلك تمثال انتصار ديونيسوس، تأتي معظم القطع الأثرية في سطيف من مدينة جميلة، التي كانت تُعرف سابقاً باسم كويكول وهي مدينة رومانية مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي وتقع على تل خلاب في جبال القبائل الصغيرة، يمكنك التجول في الآثار الجميلة في نصف يوم، لكنك ربما ترغب في البقاء لفترة أطول للاستمتاع بالمناظر الخلابة، يمكن زيارة مدينة جميلة بسهولة من جارتها سطيف، حيث تستغرق ساعة واحدة.

استراحة دافئة في تيميمون

تيميمون، واحة الاسترخاء والاستجمام


لقبها بعض الفرنسيين بالواحة الحمراء، نسبة إلى بيوتها الملونة بالأحمر وهي مدينة جميلة تمتاز بطابعها المعماري الإسلامي، يحيط تيميمون من كل الجهات هضاب وتلال صغيرة ذات تربة حمراء ويوجد بها قصور قديمة مترامية الأطراف بين كثبان الرمال، كما أن مغاراتها وقصباتها القديمة وواحات النخيل الكثيفة والأشجار والنباتات الصحراوية، تشكل فسيفساء لوحة فنية مفتوحة على الطبيعة الصحراوية الشاسعة، تختزل مدينة تيميمون التاريخ في قصورها العتيقة وتجلب السكينة في واحاتها الشاسعة ويقصدها الباحثون عن استراحة دافئة في الشتاء البارد، حيث تعرف تيميمون حركة نشيطة على مدى الموسم السياحي الشتوي الممتد من شهر أكتوبر حتى شهر مايو من كل سنة، ويعد الأوروبيون من أكثر السائحين انجذاباً لهذه المنطقة الواقعة في الجنوب الغربي الجزائري، نظراً لطبيعتها الخلابة وخصوصياتها الجغرافية، إلى جانب مناخها المعتدل في هذه الفترة من السنة.