يُعدّ البحر الأبيض المتوسط إحدى أبرز الوجهات التي يقصدها السياح لقضاء عطلاتهم، فهو زاخر بجزر خلابة. يُعتقد أن عددها الإجمالي يبلغ حوالي 10,000 جزيرة، ويجذب طقسها الدافئ المشمس وشواطئها الرملية ومأكولاتها الشهية ملايين الزوار كل صيف. يحدّ هذا البحر الشاسع، بجزره، دولٌ لا تُحصى من أوروبا وآسيا وأفريقيا، وقد قام بدور مهم في تاريخ الحضارة الغربية. وبما أن شعوباً وثقافاتٍ لا تُحصى سكنت المنطقة على مرّ آلاف الأعوام، فإن مدنه وبلداته ومعالمه الأثرية فريدةٌ ومثيرٌ للاستكشاف. في حين أن الجزر الكبيرة مثل قبرص ومايوركا وصقلية تجذب معظم الزوار، إلا أن هناك العديد من الجزر الأصغر التي تستحق الزيارة. غالباً ما تتميز بمناظر طبيعية خلابة ومياه صافية، وهي المكان المثالي للاسترخاء والراحة في أجواء ساحرة.
سانتوريني
تشتهر سانتوريني، التي تصدرت صفحات مجلات السفر العالمية، بمبانيها البيضاء الزاهية ومناظرها البركانية الخلابة وغروب الشمس الآسر. تقع هذه الوجهة اليونانية الأنيقة في جنوب بحر إيجه، وهي وجهة سياحية لا غنى عنها للكثيرين. في الواقع، هي أرخبيل، تشكلت جزره الخمس حوالي عام 1600 قبل الميلاد بعد انفجار بركاني هائل. جزيرتها الرئيسية، ثيرا، والتي غالباً ما يشار إليها ببساطة باسم سانتوريني، هي الأكبر والأكثر اكتظاظاً بالسكان؛ حيث يقيم معظم الزوار فيها. تتوزع مدينتا فيرا وأويا على طول حافة كالديرا الوعرة، وهما بلا شك من أكثر المدن شعبية للزيارة. إن التسلق على مساراتهما المنحدرة وسط المباني البيضاء والكنائس ذات القباب الزرقاء تجربة لا تُنسى حقاً. ومن مطاعمهما على سفوح التلال، يمكنك مشاهدة غروب الشمس ببطء في مشهد مذهل فوق جزر سيكلاديز.
مايوركا
لطالما كانت مايوركا واحدة من أشهر وجهات العطلات في أوروبا، وهي أكبر جزر البليار. بشواطئها الذهبية وجبالها الشامخة ومأكولاتها الشهية، من السهل إدراك السبب. يمتد ساحلها المتألق على طول أكثر من 550 كيلومتراً، وتصطف على جانبيه مئات الشواطئ الجميلة. وعلى طول خلجانها الصغيرة والكبيرة، تنتشر قرى الصيادين الهادئة والمنتجعات السياحية النابضة بالحياة. وبينما تزدحم شواطئها المشمسة ومطاعمها في الصيف، فإن مناطقها الجبلية وداخلها أكثر هدوءاً وسكينة بالمقارنة. إلى جانب الاسترخاء على شواطئها الرملية، يمكن الاستمتاع باستكشاف عاصمتها بالما ورؤية هندستها المعمارية القديمة. فهي أكبر مدينة في الأرخبيل، وتضم كاتدرائية قوطية ضخمة وقلعة دائرية رائعة ومركزاً تاريخياً ساحراً للتجول فيه.
صقلية
تقع صقلية الخلابة في أقصى جنوب إيطاليا، على الجانب الآخر من مضيق ميسينا الضيق. وتتميز بمزيج آسر من التأثيرات الفنية والثقافية والمعمارية، وتُعد مدينتاها الرئيسيتان، باليرمو وكاتانيا، من أبرز معالمها. وهي أكبر جزيرة وأكثرها اكتظاظاً بالسكان في البحر الأبيض المتوسط، تتخذ شكلاً مثلثياً تقريباً. ونظراً لكونها المنطقة الأكثر حرارة في أوروبا، فإن العطلات الشاطئية المريحة على ضفاف مياهها المتلألئة تحظى بشعبية كبيرة. ونظراً لأن الجميع، من الفينيقيين واليونانيين إلى الرومان والعرب والنورمانديين، حكموا هذه الجزيرة، فهناك العشرات من المواقع القديمة الرائعة التي تستحق التجول فيها. ومن بين هذه المواقع، يُعد وادي المعبد، وفيلا رومانا ديل كاسالي، ومقبرة بانتاليكا من أكثر المواقع إثارة للإعجاب في صقلية.
غوزو
تتميز غوزو بجمالها الأخّاذ وهدوئها مقارنةً بجزيرة مالطا الرئيسية، وتشتهر بتلالها الخلابة ومعالمها التاريخية ومنتجعاتها الساحلية. مثالية لمن يبحثون عن تجربة فريدة، فجمالها الطبيعي وطابعها الأصيل يضمنان لضيوفها إقامة لا تُنسى. بالمقارنة مع جارتها، تبدو غوزو، ثاني أكبر جزيرة في الأرخبيل، نائية وريفية للغاية. تختبئ بين ريفها وعلى طول ساحلها وديان وشواطئ وتكوينات صخرية خلابة تستحق الاستكشاف. كما أن قرى الصيد الصغيرة والهادئة المنتشرة فيها تُعدّ أماكن رائعة للاسترخاء والراحة. لا تفوت زيارة معابد غانتيجا، التي يُعتقد أنها من أقدم الهياكل القائمة بذاتها في العالم. يعود تاريخ هذه الصخور الضخمة إلى حوالي 3600 قبل الميلاد، وهي آسرة للتصوير والاستكشاف، وتُمثل جزءاً بالغ الأهمية من تاريخ البشرية.
قبرص
قبرص، ثالث أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، تُعدّ شواطئها المُشمسة ملاذاً شاطئياً رائعاً. بمدنها الصاخبة، وريفها الهادئ، ومعالمها التاريخية المُذهلة، تُقدّم قبرص ما يُناسب الجميع. جمهوريةٌ قائمةٌ بذاتها، لهذه الدولة الجزيرة تاريخٌ مُعقّدٌ لا يزال يُشكّل هويتها وحدودها الداخلية حتى اليوم. فبينما تُشكّل تركيا شمالها، فإنّ جنوبها قبرصيٌّ يونانيٌّ، وعاصمتها نيقوسيا مُقسّمةٌ بينهما. مع ذلك، يُمكنك عبور الخط الأخضر للأمم المتحدة بسهولة، وتجربة ثقافاتٍ ومأكولاتٍ مُتنوّعة. بعيداً عن عاصمتها المُتنازع عليها، تزخر قبرص بشواطئ ومنتجعاتٍ رائعةٍ للاسترخاء. بين حمامات الشمس والسباحة، توجد مواقع أثريةٌ رائعةٌ تعود إلى آلاف الأعوام، مثل كاتو بافوس ومقابر الملوك. وسط جبال ترودوس، يُمكنك أيضاً التنزه سيراً على الأقدام، والتزلج، وزيارة بعض الكنائس المُزخرفة الرائعة.
كورسيكا
تقع كورسيكا الساحرة، المُشمسة، شمال سردينيا الإيطالية مباشرةً. تُعدّ من أقل جزر البحر الأبيض المتوسط زيارةً؛ حيث تُتيح مناظرها الطبيعية الخلابة وطبيعتها البكر الغنية خياراتٍ مُتنوعة من المغامرات الخارجية المُثيرة. تُوصف هذه الجزيرة الوعرة غالباً بـ"جبل في البحر"، بتاريخها العريق وثقافتها ومأكولاتها الشهية. كانت مسقط رأس نابليون بونابرت، وحكمتها بيزا وجنوة قبل أن تخضع للسيطرة الفرنسية عام 1758. في مدينتيها الرئيسيتين، أجاسيو وباستيا، يُمكنك استكشاف ماضيها العريق من خلال زيارة قلاعها وكاتدرائياتها وموانئها. وخارج مُدنها الكبرى، تُتيح لك رحلات المشي لمسافات طويلة والتسلق والرحلات الطويلة التي تستغرق عدة أيام الاستمتاع بها وسط جبالها الشامخة. على طول ساحل كورسيكا، يمكنك ممارسة رياضة ركوب الأمواج الشراعية والغوص، بينما يمكنك الاستمتاع بالأطباق المحلية اللذيذة أينما ذهبت.
هفار
تقع هفار قبالة ساحل دالماتيا مباشرةً، وهي واحدة من أشهر وأجمل وجهات العطلات في كرواتيا. تبعد الجزيرة حوالي ساعة بالعبارة عن سبليت. تحيط بها مياه البحر الأدرياتيكي الصافية، وتقع هذه الجزيرة الجبلية المكسوة بغابات الصنوبر بين براك وفيس وكوركولا. مدينة هفار هي الوجهة الرئيسية التي يقصدها الناس للاستمتاع بمركزها الجذاب وعمارتها التي تعود إلى قرون مضت. تشمل معالمها الرئيسية كاتدرائية القديس ستيفن الرائعة وحصناً كبيراً يطل على مينائها الفاخر المليء باليخوت. إذا كان لديك الوقت، يمكنك أيضاً القيام برحلات بالقارب حول جزر باكلينسكي الخلابة في طرفها الغربي.
جربة
تُعدّ جربة التونسية جزيرةً قاحلةً شديدة الحرارة. مناظرها الصحراوية الخلابة، وعمارتها الساحرة، وتراثها الثقافي الفريد، تجعلها وجهةً ممتعةً وساحرةً لقضاء العطلات. تقع جربة، أكبر جزيرة في شمال إفريقيا، في خليج قابس المتلألئ، قبالة الساحل الجنوبي للبلاد. بفضل موقعها، تُجسّد جربة الآن مزيجاً ساحراً من التأثيرات الأفريقية والعربية والبربرية. تشتهر الجزيرة بشواطئها الرملية وغروب شمسها الأخّاذ، كما تُتيح ركوب الجمال والرياضات المائية. إلى جانب الاستمتاع بكرم ضيافتها العربية الأصيلة ومأكولاتها الشهية، يحلو استكشاف أسواقها الزاهية ومدنها البيضاء التي تُبرز جمالها الأخّاذ على امتداد الصحراء.
