لحفل الزفاف، عادات وقواعد ثابتة، لذا الفارق بين عرس وآخر لا يكون في مجرّد تنظيم طاولات وكراسٍ وزفّة، لأن صناعة الحدث عمليّة متكاملة تشتمل على إخراج وابتكار جوّ للحدث، بمعنى آخر صنع الاختلاف في مفهوم الديكور ووسائل الاستجمام والتوصل إلى صوغ تجربة فريدة يختبرها العروسان والضيوف. في هذا الإطار، يقوم منسق حفلات الزفاف الفخمة طوني بريس، من خلال الحفلات التي ينظمها، بنقل المدعوين، إلى عالم حالم.
في الآتي، حوار منسّق الحفلات العالمي طوني بريس، مع "سيدتي. نت".
لوحة فنية ونمط خاص
تتميّز بنمط خاص بك، في مجال تنسيق حفلات الزفاف الفخمة. كيف تُفسّر الأمر؟
تحمل شركتي، في مجال تنسيق حفلات الزفاف، بصمتي وتشبهني، كما تشبه فريق العمل. بصمتي الخاصة وأسلوبي الفريد في مجال تنسيق حفلات الزفاف نابع من قلبي ومن شخصيتي. لذلك، أفكاري تتشابه مع طريقتي المحدّدة في العمل، هذا ما يميّز طوني بريس. هناك الترف الذي أضمنه لحدث الزفاف لتتحول المناسبة إلى خيوط من حلم في الواقع والمكان إلى لوحة فنّية تأسر بنغمات الوانها المرهفة ومعالمها الفخمة مع الزهور المتلألئة بومضات الكريستال الرومانسية. الأفكار مختلفة ومنوّعة ومتعدّدة ومن يدخل إلى حفل الزفاف المنظم من جانب شركتي يعرف على الفور أنني المنظّم بسبب البصمة الواضحة الخاصة بي، سواء من خلال الترتيب أو الأفكار. الزفاف هو قصة العروسين مرسومة بيدي.
ما هي الخطوات الأساسية التي تضعها لدى تسلّمك مهام تنسيق الحفل؟ وما هي اللمسة الخاصة التي تضيفها إلى كل حفل زفاف؟
الخطوات الأساسية التي أضعها لدى تسلّمي مهام تنسيق الحفل، سواء في الإمارات العربية المتحدة أو السعودية أو أي بلد عربي أو حتى غربي، هي أولًا الاستماع إلى العروسين؛ ما هو حلمهما؟ وماذا يحبان أو يفضلان؟ما هي الصور التي يضعونها في رأسيهما ويريدان إنجازها في حفل زفاف؟ بذا، أكوّن فكرة عن شخصيتيهما وعن الزفاف بشكل عام، لأبدأ بطرح الفكرة (أو المفهوم) الممكنة والمنسجمة معهما تمامًا أي فكرة الزفاف الرومانسي أو الزفاف الملوّن، بالأبيض، والهادئ أو "المودرن" أو الكلاسيكي...
لناحية اللمسة الخاصة التي أَضيفها إلى كل حفل فهي ضرورة توفّر عنصر الشياكة، بالإضافة إلى التركيز على التفاصيل، مع أهمية انسجامها مع بعضها البعض حتى يبدو المكان أكثر من رائع وجذّاب. لذلك، أشير إلى أن اللمسة أو البصمة الخاصة تكمن في التركيز على تناغم كل التفاصيل مع بعضها، من دون أي أخطاء وبعيدًا عن الزحمة.
لكل حفل زفاف فخم تنسقه أسلوب مختلف عن غيره؛ كيف يحقق طوني بريس هذا الأمر؟ وكيف تبتكر حفل زفاف فخم لا تنساه أنت شخصيًا ولا ينساه العروسان؟
لا شكّ أن كل زفاف فخم يتمتّع بفكرة مختلفة عن غيره، خصوصًا أن التحضيرات تسبق موعد الحفل بنحو 4 أو 6 أشهر. فكرة الحفل المنسّق من شركتي، تنتشر على الصعيد العالمي. بكل تواضع، وصلت إلى مرتبة راقية في هذا العالم، وهناك العديد من الشركات التي تنتظر ما الذي سأقدّمه في مجال هندسة حفلات الزفاف. لدى تسلّم مهام تنسيق الحفل، أعتبر أنني سوف أدخل عالمًا جديدًا مختلفًا تمامًا عن العالم الحالي، انطلاقًا من الفكرة كما سبق وذكرت وصولًا إلى هذا العالم الجديد من الزينة، الورود والمزهريات والألوان المتناسقة مع بعضها والتفاصيل المختلفة. أهتم بأن يدخل الناس إلى الحفل، وكأنهم انتقلوا إلى عالم مميّز ومختلف وأن يعيشوا تجربة فريدة وجديدة تمامًا. لذلك، أعتبر أن كل حفل زفاف هو مختلف عن الآخر، ولا أكرر ما أقوم به في أي حفل على الإطلاق.
تعرّفي إلى المهندسة فاطمة آل أسعد:تصاميمي في الميتافيرس تعكس السلام والهدوء
صعوبات وتحديات
لكل مهنة صعوباتها وتحدّياتها. كيف تفسّر أهمها وكيف تواجهها؟
الصعوبات والتحديات التي واجهتني كثيرة، فكلما عمل الإنسان ووصل إلى مراتب ومستويات مميّزة تكبر التحديات. من هنا أقول إن أولى التحديات هي الـProduction. بعد تحديد الفكرة والموافقة عليها من جانب العروسين، تبدأ مهمة التنفيذ والطريقة التي نتميّز بها، فريق العمل الموهوب وأنا، تتمثل في التوقف عند كل تفصيل مهما كان صغيرًا حتى يكون الحفل مطابقًا للصورة التي يريدها العروسان لا بل أحلى بكثير.
التنفيذ قد يكون صعبًا أحيانًا، لذلك قد نلجأ إلى خبراء واختصاصيين قد يتواجدون في أميركا أو أوروبا أو الشرق الأوسط لتقديم يد المساعدة في مجال معيّن قد يتعلّق بتفاصيل تدخل في مجال تنفيذ فكرة الحفل. أما التحدي الثاني هو مسألة الوقت، خصوصًا أن مرحلة التركيب قد تكون محصورة في أيام معينة، خاصة أن مرحلة التركيب تحتاج إلى ساعات طويلة، وهنا، قد يمتد العمل أحيانًا حتى ساعات الليل المتأخرة لإنجازه، من دون أن ننسى بالطبع عامل المناخ وتغيراته، فقد تهطل الأمطار في مكان مفتوح. لذلك، يجب أن تكون لدينا خطة بديلة لتدبير المسائل كافة.
كيف تظهر تأُثرك بالحضارات الأوروبية، خصوصًا أنك عشت فترة طويلة هناك ونسقت حفلات الزفاف الفخمة؟ وما هو دور هويتك الشرقية، في هذا الإطار؟
أعيش في باريس منذ 25 عامًا ومكتبي الأساسي فيها، علمًا أن للشركة فروعًا عدة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في المملكة العربية السعودية ولبنان... بما أنني لبناني وعشت في بيروت، ثم في باريس، وحاليًا أتنقل في الإقامة بين دول أوروبا، أملك هذا المزيج الشرقي الغربي أي أجمع في أسلوب عملي بين العربي والأجنبي. أحب فخامة وشياكة العرب وبراعتهم، بالإَضافة إلى براعة ونعومة الأوروبيين أيضًا. لذلك، يكون حفل الزفاف مميّزًا إلى أقصى الحدود بسبب هذا المزيج العربي والأوروبي، فنراه يتضمّن تفاصيلًا كثيرة بشكل منظّم ومرسوم بدقة وعناية فائقة.
ما الذي أَضافه طوني بريس إلى تنسيق حفل زفاف تيفاني ترامب ابنة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب؟ وكيف كان التعامل بينكما حول تفاصيل الحفل؟
هذا الحفل كان تجربة مميّزة كما أن الحدث اعتبر عالميًّا لأنه يخص ابنة الرئيس السابق، وهو الحفل الأول لي في الولايات المتحدة. كانت التجربة مميّزة والقبول كان رائعًا، حتى أن التعاطي مع عائلة الرئيس كان راقيًا جدًا ولا أنساه.
الجدير ذكره أنه كان هناك قواعد معينة بالأمور المسموحة والممنوعة، لأن حفلات الزفاف السياسية تختلف عن الحفلات الأخرى بالطبع. كانت هذه التجربة من بين أفضل التجارب.
هل من موضة محدّدة تطبع حفلات الزفاف الفخمة اليوم في كل بلد في ظل هذا التطوّر الكبير الذي نشهده في شتّى المجالات؟ وما هي الأكسسوارات التي يجب أن تكون حاضرة في كل خفل زفاف ولماذا؟
بعد انتشار جائحة كورونا، لم يعد هناك موضة محدّدة تطبع حفلات الزفاف الفخمة، لأن الموضة اليوم في المجال عبارة عن فكرة. تبعًا للاختلاف والتغيّر الذي يشهده العالم، بات منسّق الحفلات يخترع مواقف وتجارب وأفكارًا تبعًا لأذواق العرسان، كما البلد والموقع أو مكان الحفل. لا موضة بل هناك مفهوم أو Concept من المهم الالتزام به مع العناية بكل التفاصيل، الكبيرة منها والصغيرة. أحاول أن أقدّم لكل فكرة طابعًا خاصًا بي، مع لمسات من الطراز "المودرن" السائد في هذا العصر. حتى لو كان حفل الزفاف كلاسيكيًا، الجأ دائمًا إلى جعله مواكبًا لهذا الزمن عبر التفاصيل.
الزفاف تقليد موجود منذ القدم، له عادات وقواعد ثابتة، لذا الفارق بين عرس وآخر لا يكون في مجرّد تنظيم طاولات وكراسٍ وزفّة. صناعة الحدث هي عملية متكاملة تشتمل على الإخراج وابتكار جوّ للحدث، بمعنى آخر، صنع الاختلاف في مفهوم الديكور ووسائل الاستجمام والتوصّل إلى صوغ تجربة فريدة يختبرها العرسان إلى جانب الضيوف كأننا ننقلهم من العالم الخارجي اليومي والمألوف إلى محور الحدث المهم.
تابعي ما هي الافكار لاستخدام الشموع المعطّرة في تزيين المنزل المودرن؟ من خلال هذا الرابط
___
- الصور تظهر أعمال منسّق الحفلات طوني بريس