ربّما سمعتِ من قبل عن الطراز الانتقالي، في التصميم الداخلي، أو الدمج بين أنماط الديكور الكلاسيكية والمعاصرة، النحو الرائج أخيرًا. يُعبّر النمط الانتقالي، في جوهره، عن توازن مدروس بين الخصائص المختلفة والجماليات العائدة للتصميمات التقليدية والحديثة. هو يُمثّل إضافة جديدة نسبيًّا إلى عالم التصميم الداخلي، إذ ترجع أصول النمط إلى خمسينيات القرن الماضي وعصر ما بعد الحداثة الذي أعقب ذلك بسرعة؛ فقد أدى السأم من العناصر الصارخة والمبسطة للحداثة وما بعد الحداثة إلى اعتماد قطع أكثر راحة، في المنزل، بصورة تُذكّر بالأسلوب التقليدي، الذي يجمع دائمًا بين الراحة والأناقة والرقي.
الجدير بالذكر أن التصميم الانتقالي يتغيّر عبر الزمن، فهو يتضمّن عادةً لمسات من الطراز المعاصر، الذي يتطور بدوره، باستمرار.
لـ"نسج" النمط المذكور، في منزلك؛ الطريقة السهلة هي جعل قطع متوارثة من منزل الجدة، تحل جنبًا إلى جنب أخرى حديثة ومعاصرة، فتحقيق التوازن بين الماضي والحاضر هو المفتاح لإتقان هذا الأسلوب.
ما هو الطراز الانتقالي في الديكور الداخلي؟
يدمج الطراز الانتقالي، في الديكور الداخلي، عناصر رسمية ومزخرفة عائدة للكلاسيكية، بلمسات مُريحة مُميّزة للأسلوب المودرن، وذلك لجعل مساحات المنزل الداخلية تُشعر ساكنيها وزائريهم بالكلاسيكية والحداثة، في آن واحد. يؤثَّث المنزل ذو الطراز الانتقالي، بقطع أثاث مُريحة وانسيابية الأشكال ومُنجّدة بأقمشة فاخرة ذات ألوان محايدة. تُطعّم الأخيرة ببعض الألوان الجريئة العائدة إلى إكسسوارات التزيين أو القطع الصغيرة من الأثاث.
الجدير بالذكر أن كل مُصمّم داخلي يصيغ الطراز الانتقالي بحسب رؤيته؛ ففي حين أن البعض يختار أن يجعل المساحات التي يشتغل عليها بحسب الطراز الانتقالي ذات مظهر أكثر تقليدية، يتبنى البعض الآخر مظهرًا أكثر حداثة.
من جهة ثانية، قد يجمع الطراز الانتقالي في الديكور تصميمات ليست كلاسيكية ومودرن، فحسب، بل عناصر عدة من طرز مختلفة منتمية إلى حقب قريبة (المينيماليست ستايل، مثلًا، ومنتصف القرن...).
في النتيجة، يبدو الطراز الانتقالي ذو تعقيد بسيط؛ ففي المنزل الذي يتبع الطراز المذكور، قد تحل أريكة صغيرة كلاسيكية ذات مقعد عميق محملة بوسادة مغلفة بنسيج معاصر، وثريا مستوحاة من العصر الفكتوري وستائر من الكتان الأبيض الخفيف...
خصائص وألوان شائعة في المنزل ذي النمط الانتقالي
- تبدو المساحات الداخلية الانتقالية نظيفة وهادئة وفخمة، من خلال الألوان الطاغية عليها، مثل: الرمادي الداكن أو الأسمر أو الفانيليا... تُطعّم الألوان المذكورة بدرجات الأزرق العميق والبني الغني والأخضر، للحصول على العمق.
- لناحية الأثاث، فإن القطع مريحة وعملية وممتازة بالمنحنيات والخطوط المستقيمة، ومُنجّدة بأنسجة التنجيد الطبيعية الناعمة والمُقاومة للبقع.
- حضور الحدّ الأدنى من الإكسسوارات.
- التماثل والخطوط النظيفة والتشطيبات المصقولة.
- طبقات من المعادن والزجاج، مع مواد طبيعية، مثل: الخشب والروطان.
التوازن في الديكور
في الطراز المذكور، الأولوية للتوازن في الديكور، مع البعد عن المبالغة في التزيين بالإكسسوارات، علمًا أن هذه الأخيرة تجذب الأبصار، مثل: السجاد والوسائد المزخرفة والنباتات والصواني ووحدات الإضاءة الرائعة والفن النحتي... أضيفي إلى ذلك، الألوان "صامتة" إلى حد ما، فيما الثراء في الديكور يتحقق من خلال الأقمشة، ومنها: الجلد المدبوغ والشنيل والجلود. مواد الديكور الصلبة، بدورها، مثل: الخشب والزجاج والروطان تُساهم في إبراز الطراز. لكن، لا قواعد "صارمة" لتصميم ديكورات المنزل ذي الطراز الانتقالي.
كيفية جعل غرف المنزل انتقالية الطراز؟
- المطبخ: تحلّ في المطبخ الانتقالي، مجموعةٌ من الخزائن الأنيقة والبسيطة، والمُلوّنة بألوان محايدة، كما تبدو ثريا في المكان، بالإضافة إلى التشطيبات الحديثة. تبدو الخطوط نظيفة، مع تنجيد الكراسي والاهتمام بمفرش الطاولة.
- غرفة المعيشة: تتلوّن العناصر، في غرفة المعيشة الانتقالية، بألوان دافئة، مع حضور منسوجات خشنة (الراتان، مثلًا) والسجاد المزخرف.
- غرفة النوم: في غرفة النوم، فكري في إضافة قطع حديثة من الأثاث، مع إقرانها بإكسسوارات تقليدية، ومنها: الثريا السقفية...