لم يَعُد حضورُ المدفأةِ العصريَّةِ رهناً بوظيفتها حصراً، أي تدفئةُ المناطقِ المنزليةِ، فهي اليوم عنصرٌ أساسٌ أيضاً في تجميلِ التصميمِ الداخلي، بما يُعزِّزُ التواصلَ عبر تحلُّق صاحبَي المنزل، وزائريهما حوله والسَّمر. وسواءً كانت معلَّقةً على الجدارِ في منطقة المعيشة، أو تتوسَّطها، أو مُرتَّبةً في زاويةٍ بغرفة النومِ، أو حتى متَّصلةً بالجلسة الخارجية، تواكبُ المدفأةُ مستجدَّات التصميمِ من نواحي الموادِّ، وتتبُّع التكنولوجيا الحديثة، لا سيما في التحكُّم بها، إلى جانب مراعاةِ البيئةِ في إطارِ الطاقة التي تُسيّرها.
تتعدَّد أنواع المدافئ بحسب الطاقة التي تُسيّرها، إضافةً إلى اختلافاتِ التصاميم، والأشكالِ، والأحجامِ. في هذا الإطار، يتحدَّث مصدرٌ من شركة Wood and gas اللبنانية لـ «سيدتي» عن الفروق بين المدافئ، فيذكر الآتي.
المدفأةُ الإيثانول
لا يحتاج تركيبُ المدفأةِ الإيثانول إلى إمداداتٍ، علماً أن الإيثانول مادةٌ سائلةٌ مركَّبةٌ من موادَّ طبيعيةٍ مُساعدةٍ في الاحتراقِ والاشتعال، ما يعطي لهبَ نارٍ حقيقياً، ويضفي جماليةً على ديكورات المنزل. هناك مقاساتٌ عدة للمدفأة الإيثانول، التي لا تتطلَّب الحلول ضمن فراغٍ كبيرٍ.
المدفأةُ الكهرباء
على غرار المدفأة الإيثانول، لا يحتاج تركيبُ المدفأةِ الكهرباء إلى إمداداتٍ، وتتوفَّر بمقاساتٍ وأشكالٍ مختلفةٍ، علماً أن اللهبَ المبثوثَ منها مُزيَّفٌ. تمتلك المدفأةُ الكهرباء جهازَ تسخينٍ - مروحة، يعملُ على إصدار الهواء الساخن للتدفئة.
المدفأة الحطب أو الغاز
تختلفُ الإمداداتُ العائدةُ للمدفأة الحطب، وتلك المُسيّرة بالغازِ، إذ يجبُ إيصال قساطل الحطب إلى أعلى نقطةٍ في البناء، فيما تتميَّز إمدادات الغازِ بسهولتها، إذ يجبُ إيصالها إلى أقرب نقطةٍ خارجيةٍ. تجدرُ الإشارةُ إلى أن المدفأة الحطب تحتاج إلى قسطلٍ واحدٍ، فيما تتطلَّب المدفأةُ الغاز حضورَ قسطلين، الأوَّل لإخراج ثاني أكسيد الكربون، والثاني لإدخال الأوكسجين للمدفأة.
مقارناتٌ بين المدافئ العصرية
بحسب المصدر في Wood and gas، هناك ضرورةٌ لتركيب المدفأةِ خلال المرحلةِ الأولى من عملية التصميم الداخلي، وتحديداً بعد إكساءِ الأرضيات، وقدَّم مقارناتٍ بين المدافئ العصرية:
تتميز المدفأةُ الحطب بأنها أكثر فاعليةً لناحية التدفئة، إذ تغطي من 60 إلى نحو 250 متراً مربعاً، حسب الحجم ومساحة الفراغ المعماري.
بعد عمليةِ تركيب المدفأةِ والإمدادات، يحين دورُ الديكور الخاصِّ بها. في هذا الإطار، يقوم مصمِّمُ الديكور عادة بتصوُّر وحدةٍ فريدةٍ، وينفِّذها بصورةٍ، يقعُ نظرُ أي شخصٍ عليها فور دخوله المنزل. لناحية الكفاءة، تُعدُّ المدفأة الحطب الأعلى كفاءةً، وتأتي في المرتبة الأولى، تليها المدفأةُ الغاز، ثم المدفأةُ الإيثانول، وتلك المسيّرة بطاقة الكهرباء.
جديد المدافئ في 2024
توضح مهندسةُ العمارة والتصميم الداخلي الإسبانية إيزابيل جوميز Isabel Gomez لـ «سيدتي»، أن «العام الجاري، يشهدُ تحوُّلاً كبيراً في تصميم كلٍّ من المدفأةِ، والتكنولوجيا الطارئةِ على تشغيلها بطريقةٍ، تعكسُ احتياجات أسلوب الحياة المُتغيِّر باستمرارٍ كما الاهتماماتُ البيئية"، وتقول: "واحدةٌ من الصيحات الأبرز المدفأةُ الصديقةُ للبيئة، الإيثانول، إذ تلبي أمرَ تزايد الوعي بتأثيرات خياراتنا على البيئة».
تستطردُ جوميز في الحديث عن التكنولوجيا الذكية بالمدفأةِ، فتذكر أن «المستخدم يمكن أن يتحكَّم بالأخيرة عبر أوامرَ صوتيةٍ، أو من خلال الهاتفِ الذكي، مع ضبطِ درجة الحرارة، وحجم اللهب الذي يتَّخذُ صورةً ثلاثيةَ الأبعادِ، وحتى الإضاءة، ما يُوفِّر راحةً تامةً، وكفاءةً غير مسبوقةٍ. هذا التكامُل، يجعل من المدفأةِ جزءاً أساسياً من نظام المنزل الذكي، وليس مجرَّد مصدرٍ للدفء».
تكتسبُ المدفأةُ الخارجية، بدورها، زخماً، حسب توضيحات جوميز، فهي تتيحُ توسيعَ مساحة منطقة المعيشة، لتمتدَّ إلى حديقة المنزل، أو أي مكانٍ في البيئةِ المنزلية مفتوحٍ على الهواء الطلقِ، على مدار العام، مع إيلاء الديكور المحيط أهميةً خاصةً عبر تعزيزه بالمقاعدِ المدمجة إلى نظامِ الصوت المتكامل.
حضور المدافئ في التصميم الداخلي
يختلف تصميمُ الديكور المحيط بكل مدفأةٍ وفق نوع الأخيرة وطرازها، علماً أن المدفأةَ في العموم، تضيف لمسةً خاصةً إلى الفراغ الذي تحلُّ فيه. توضح جوميز لـ «سيدتي»، في هذا الإطار، أن «سر نجاح دمج المدفأةِ بالفراغ، يكمنُ في التعرُّفِ على أسلوبها الفريد، وضمانِ أنها تعزِّز الطابعَ العام والفاعليةَ العمليَّة للمساحة». وتُعدِّد المهندسة والمصمِّمة بعضاً من أنواع المدافئ، وهي:
المدفأةُ الحطب التقليديَّة: ترمزُ القطعةُ الكلاسيكية المذكورة إلى الحنين والدفء الطبيعي، وتحلُّ في غرفة المعيشة الرحبة، أو غرفة الطعام الفسيحة، وتقومُ بدور المركز في أي مساحةٍ تحضنها. في هذا الجانب، تعلِّق جوميز، أن «تحديد موقع المدفأةِ أمرٌ مهمٌّ، فقد تَشْغَل المدفأةُ الحطب التقليديَّة الجدار الرئيس في الغرفة، مع ضرورة أن يعكس الديكورُ المحيط بالمدفأةِ إحساساً بالتقاليد والأناقة عن طريق استخدام الخشبِ الصلب في إكساء الجدرانِ، وتصميم رفِّ الحجرِ، وتوزيعِ قطعٍ فنيةٍ كلاسيكيةٍ لتحقيق جوٍّ راقٍ».
المدفأةُ الغاز أو الكهرباء: تقدِّم هذه المدفأةُ راحةً، وتُشيع حداثةً، وهي مرنةٌ وقابلةٌ للحلول في أي مكانٍ، لا سيما المساحة المصمَّمة بحسب المدارس المعاصرة في الديكور.
المدفأةُ الإيثانول: مثاليةٌ للاقتناء من قِبل صاحبة المنزل التي تهتمُّ بالبيئة. تقدِّم هذه المدفأةُ مرونةً في التصميم والموقع، إذ تُركَّب على الحائط مثلاً، أو تَشْغَل مكاناً ضمن طاولةٍ بطريقةٍ مناسبةٍ للمساحة الداخلية "المودرن" والانتقائية. بشكلٍ خاصٍّ، يُعدُّ استخدام هذه المدفأةِ مفيداً في إضفاء الدفء على المساحات الثانوية، مثل غرف النوم، والحمَّام، حسب شروح جوميز.
المدفأةُ الخارجية: تحقِّق هذه المدفأةُ جواً فاخراً في المساحة الخارجية. يمكنُ لها أن تكون مركزيةً في الفناء، أو مدمجةً بالمطبخ الخارجي. في العموم، موادُّ مثل الحجر الطبيعي، أو المركَّبات المقاومة لعوامل الطقس مثاليةٌ للبيئات الخارجيَّة.