يعتبر "صالون ديل موبيل" Salone del Mobile أو "معرض ميلانو للمفروشات"، الذي يُقام في أرض المعارض Rho Fiera Milano، بميلانو، ملتقى لأهم المصممين وشركات المفروشات العالمية. هناك يتشارك العارضون مع الحضور الأفكار عن الاتجاهات الجديدة والمبتكرة في عوالم التصميم الداخلي والديكور والأثاث والاكسسوارات… كما يستقطب المعرض آلاف الزائرين من مختلف بقاع الأرض، الذين يرغبون في الاطلاع على كل ما هو جديد في مجال التصميم متعدد الفروع.
وفي هذا الإطار، تسأل "سيدتي" 3 مهندسين من العالم العربي، عن آرائهم حول المعرض بعد زيارتهم له.
أثاث ضخم جاذب للأبصار
زارت المصممة الداخلية العراقية المقيمة في الكويت سارة الهاشمي "صالون ديل موبيل" لتطلع على كل ما هو جديد في عالم التصميم، ولاحظت في هذه النسخة أن "معروضات معظم شركات المفروشات ضخمة وكبيرة. مثلًا: صوفا واحدة تتسع لستة أفراد، وطاولة بطول 6 أمتار، والمنحنيات حاضرة بشكل كبير ليس في أشكال الأثاث، بل أيضًا في التصميم (الأسقف، مثلًا) وطاولات الطعام والقهوة منفذة من الزجاج الملون، بالإضافة إلى استعادة للمعادن (البرونز أو الفضة)، علمًا أن المعدن الفضة عاد بقوة هذا العام بلون مطفي".
لناحية الألوان، تبرز درجات الأخضر والماروني أي الأحمر المائل للبني، وحتى البيج الضارب إلى الأخضر.
وتضيف أن "الأثاث الخارجي يحصد شعبية كبيرة".
تصميم عن العلا في ميلانو
وأعربت المهندسة لـ"سيدتي" عن إعجابها بالتصميم عن العلا، في إطار Fuourisalone، إذ قامت هيئة العلا للتصميم بالتعاون مع 5 مصممين مرموقين بتنفيذ تصميم يعكس مدينة العلا في المعرض. تصميم العلا مستدام ومستلهم من الطبيعة، وتحديدًا من التمر والفواكه والسعف والحجر.
الاستدامة والتكنولوجيا في التصميم
يوضح المهندس المعماري السعودي ومؤسس مكتب KH Elite architecture للاستشارات الهندسية خالد هاشم، بدوره، أن "المعرض هو حدث يستحق الزيارة كل عام، للاستلهام والاطلاع على أفكار جديدة، بالإضافة إلى أهمية اللقاءات مع المصممين من كل العالم".
وبحسب المهندس إن "أكثر ما لفت انتباهه، لناحية التصميم، في نسخة المعرض الحالية، هو الإبداع". ويقول، في هذا الإطار، إن "الابداع هو ما كان ينقصنا، فخلال الأعوام المنصرمة وفي كل الأحداث الخاصة بالتصميم، كنا في كل مرة، نطلع على أشياء جديدة، ولكن هذه المرة مصادر الإلهام في المعرض كانت في أعلى مستوى، مع التداول في أفكار جديدة وألوان مبتكرة واستخدامات لمواد وطرق تفكير ملهمة".
مواد الديكور
عن الجديد في عالم التصميم، يقول هاشم "إنها كثيرة، لكن جذبتني خصوصًا طريقة استخدام مادة البولي كربونيت البلاستيكية المرنة والأنيقة للغاية، مما يسهل تنفيذ تصميمات الكراسي والطاولات وغيرها من المفروشات، بمتانة. وفي الوقت عينه، تعطي المادة انطباعًا مرنًا وتؤمن الراحة للجالسين أو المستخدمين”. ويضيف أن "المادة شفافة، مما يسمح للإضاءة بالتسرب من خلالها. هذا الاستخدام للمادة، لم أراه من قبل في الوطن العربي بهذا التميز".إلى ذلك، جذبت هاشم استخدامات الأقمشة المختلفة في المفروشات.
التكنولوجيا والتصميم
وعن العلاقة بين التصميم والاستدامة والتكنولوجيا الفائقة، يقول هاشم إن "الديزاين هو المظلة الكبيرة، والذكاء الاصطناعي هو وسيلة، والاستدامة هي الهدف المُراد تحقيقه. الاستدامة معتمدة في المجالات المختلفة، ومن المهم أن يطبق المصممون قواعدها في نتاجهم، بمعنى التفكير في الموارد المتجددة وتعدد الاستخدامات". وعن الذكاء الاصطناعي، هو بحسب هاشم واحد من الوسائل الجديدة والجيدة جدًا التي يسخرها في أعماله للوصول للطريق الأفضل في التصميم. يقول:"اليوم، نعيش في عالم مليء بالتحديات، منها الاحتباس الحراري، فهذه الظاهرة تؤثر علينا وعلى تفاصيل كثيرة من حياة الكائنات كافة. لذا، لا يجب أن يكون التصميم عبئًا إضافيًّا على الكون، بل يجب أن يكون ميسرًا لحياتنا وحياة الأجيال من بعدنا، بحيث تتحقق الاستفادة من الموارد الطبيعية، بإرشاد، جنبًا إلى جنب تطبيق أفكار جميلة".
نقاشات ثرية
كما، زارت جواهر المعراوي، المؤسسة لجريد ديزاين، شركة التصميم السعودية، "المعرض"، فلفت انتباهها كل من مادة البوليفورم ومشتقات من مادة الألمنيوم جميلة جدًا وتستخدم في الأثاث الخارجي.
وعن المناقشات في المعرض، توضح المعرواي أن "بعض الجلسات الحوارية الذي همها من منطلق عملها في مناطق الخليج ركز على حقيقة وأهمية استخدام العميل للمواد المعاد تصنيعها، مع فتح النقاش الآتي: هل هذا هو طلب العميل حاليا أم هو فكرة جديدة لم يتم بعد تثقيف العملاء عنها؟".
وعن الاستدامة، تقول إنه "مصطلح يسعى لتطبيقه الكثير من المهندسين والمصممين في أعمالهم، أخيرًا. والتكنولوجيا هي وسيلة من وسائل الاستدامة ولا تختلف عنها بل من الممكن أن تكون الداعم الرئيس لاختلاق طرق الاستدامة".