حقائق عن الأثاث الصديق للبيئة Sustainable Furniture

 مجموعة من الكراسي تحمل اسم TOE CHAIR LINEN من 101 COPENHAGEN
مجموعة من الكراسي تحمل اسم TOE CHAIR LINEN من 101 COPENHAGEN

ولَّت الأيامُ التي كان فيها الأثاثُ الصديقُ للبيئةِ بدائياً لناحيةِ الشكل، إذ من الواضحِ أن شركاتِ صنعِ الأثاث العالميَّة، تطرحُ في الأسواقِ قطعاً جذَّابةً، تأسرُ العيون، مع أخذها الاستدامةَ في الاعتبار، سواءً في الموادّ، أو طرقِ الصناعةِ، أو التشطيبات. الاستدامةُ مفهومٌ حديثٌ ومتشعّبٌ، يتلخَّص في استخدامِ الأفرادِ، والمؤسَّساتِ المواردَ الطبيعيَّة بشكلٍ واعٍ، لتظلَّ للأجيالِ القادمة. وتطالُ الاستدامةُ جوانبَ كثيرةً من حياتنا، من بينها التصميم، إذ من الواضحِ أن بعضَ صانعي الأثاثِ، يدمجون مفهومَ الاستدامةِ بمنتجاتهم بطرقٍ عدة، منها التركيزُ على موادَّ مستدامةٍ، يُحصِّلونها محلياً، ما يخفِّفُ من انبعاثاتِ النقل، ويدعمُ الاقتصاداتِ الإقليميَّة، وعلى عناصرِ تصميمٍ فريدةٍ، تعكسُ الحرفيَّة والتقاليدَ المحليَّة، وعلى التشطيبات غير السامَّةِ المراعيةِ لجودة الهواءِ الداخليَّة في الأمكنةِ التي ستسقبلُ القطع، وعلى تقنياتِ النجارةِ المبتكرة، والمصنوعاتِ التي تدومُ لأجيالٍ. ويمتدُّ الأمرُ إلى شركاتِ صنعِ الأثاث الفاخر.
وفي وقتٍ تمثِّلُ فيه التقنيَّة العاليةُ وجهاً من وجوه الفخامة، لا يُضحِّي صانعو الأثاثِ الفاخرِ في هذا الجانب، فهم يُضمِّنون نتاجهم، الصديقَ للبيئةِ، ميِّزاتٍ مثل محطاتِ شحنٍ لاسلكيَّةٍ مدمجةٍ، أو إضاءةِ LED مخفيَّةٍ، وكلّها مصنوعةٌ من موادَّ مستدامةٍ مع مراعاةِ كفاءةِ الطاقة.

 مجموعة من الكراسي تحمل اسم TOE CHAIR LINEN من 101 COPENHAGEN


 

  1.  مجموعة من الكراسي تحمل اسم TOE CHAIR LINEN من 101 COPENHAGEN
  2.  طاولات قهوة تحمل اسم Re-Verre Coffee Tables من Gallotti & Radice

 

تخفيف التدهور البيئي

 

 

  1. صوفا تحمل اسم Veneda Sofa من Bolia.
  2. نيفين العبدالله.
  3. صوفا تحمل اسم Audrey Motion sofa من Gallotti&Radice، ومن تصميم Massimo Catsagna.
  4. قطعة أثاث، مع مساحة تحتية للتخزين، من مجموعة ESL.
  5. طاولة قهوة تحمل اسم Quarry، مصنوعة من الراتنج الحيوي، من The Phillipps Collection. متوافرة لدى Horchow.
  6. طاولة Re-Verre Table من Gallotti & Radice.

 

تعلِّقُ نيفين العبدالله، مهندسةُ التصميم الداخلي اللبنانيَّة المقيمةُ في الدوحة العاصمة القطريَّة، أهميَّةً على اختيارِ الأثاثِ الصديقِ للبيئة من قِبل المستهلكين. تقولُ: إن «المنازلَ، تُفيد منه، لأنه مصنوعٌ من موادَّ مستدامةٍ، ما يوفِّرُ الضغطَ على المواردِ الطبيعيَّة، ويساعدُ في التخفيفِ من التدهور البيئي». وتضيفُ: «تعملُ هذه القطعُ على تحسينِ جودةِ الهواءِ الداخلي، فهي تُجنِّب ساكني المنزل التعرُّضَ لموادَّ سامَّةٍ، ما يخلقُ بيئةً داخليَّةً أكثر صحَّةً». وتلفتُ إلى أن «الاستثمارَ في أثاث متينٍ، وعالي الجودة، ويعمِّرُ طويلاً، يعزّزُ الاستدامة، كما يعملُ كلٌّ من الصيانةِ والإصلاح، بصورةٍ دوريَّةٍ، على جعلِ المفروشاتِ صالحةً للاستخدامِ طويلاً، وينقصُ من النفايات».
ولناحيةِ تصاميمِ الأثاثِ المذكور، تتمتَّع الأخيرةُ بالفرادةِ، وتضيفُ الدفءَ والشخصيَّة إلى أي منزلٍ، بحسب تعبيراتِ المهندسة.

لمتابعة الموضوع على النسخة الديجيتال من مجلة "سيدتي"، اضغط هنا

مواد طبيعيَّة ومبتكرة

وعن الموادّ المستخدمةِ في صنعِ الأثاثِ الصديقِ للبيئة، تذكرُ المهندسةُ الأخشابَ المستصلحةَ، أي المُعاد استخدامها، ما يقلِّلُ بشكلٍ كبيرٍ من المخلَّفات، ويُنقِصُ في الوقت ذاته الطلبَ على الأخشابِ الجديدة، بالتالي يحافظُ على الغابات، ويحمي التنوُّعَ البيولوجي. كذلك يتطلَّبُ الخشب المستصلحُ طاقةً أقلَّ للمعالجةِ مقارنةً بالخشبِ الجديد، ما يسهم بدوره في التقليصِ من انبعاثاتِ الكربون المرتبطةِ بإنتاج الأثاث. إلى جانبِ ذلك، يضيفُ تاريخُ الخشبِ المستصلحِ وخصائصه المتأصِّلة قيمةً جماليةً إلى قطعِ الأثاث، ما يجعلُ كلاً منها مميَّزةً ومؤثّرةً إيجاباً على البيئة.
وإضافةً إلى الخشب، يحضنُ قطاعُ الأثاثِ الصديقِ للبيئة، اليوم، موادَّ مبتكرةً. في هذا الإطار، تبرزُ خامةُ البامبو بوصفها مصدراً متعدِّدَ الاستخدامات، ويتجدَّدُ بسرعةٍ، كما أنها معروفةٌ بقوَّتها وتأقلمها. أيضاً، يكتسبُ البلاستيك المُعاد تدويره، والمعدنُ شعبيَّةً كبيرةً لقدرتهما على تحويلِ النفايات إلى عناصرَ متينةٍ وأنيقةٍ، ما يسهمُ في جهودِ الحدِّ من النفايات. ويوفِّرُ الفلين، بدوره، وتحديداً ذلك الذي يتمُّ حصاده بشكلٍ مستدامٍ من أشجارِ البلوط الفليني، قوَّةً خفيفةَ الوزن، وقابليةَ تجديدٍ طبيعيَّةً، بينما ينتجُ القنَّب منسوجاتٍ، وموادَّ مركَّبةً قويَّةً من مصدرٍ يتجدَّد بسرعةٍ. في حين يقدِّم فطرُ الميسيليوم بديلاً مثيراً، وقابلاً للتحلُّل البيولوجي للرغواتِ الصناعيَّة، والموادِّ البلاستيكيَّة الصناعيَّة، ما يعزِّزُ الإبداعَ والاستدامةَ في تصميمِ الأثاثِ الحديث، بحسب شروح المهندسة.
من جهةٍ ثانيةٍ، تُعلي المهندسةُ من دورِ دعمِ الحرف والصناعاتِ المحليَّة في تعزيزِ الاستدامة الاقتصاديَّة، والتقليلِ من انبعاثاتِ النقل، واستهلاكِ الطاقة، إلى جانب خفضِ البصمةِ الكربونيَّة المرتبطةِ بإنتاج الأثاث بشكلٍ كبيرٍ، مؤكدةً أن «تأثيثَ المنزلِ بالاعتماد على مورِّدين محليين، يضمن أوقاتَ تسليمٍ أسرع، ومنتجاتٍ أكثر نضارةً».

اتجاهات

لناحيةِ الاتِّجاهات في الأثاث الصديق للبيئة، تلفتُ المهندسةُ إلى أن التصاميمَ التي تُطرح أخيراً، تجمعُ بين الجمالِ والاستدامةِ بطرقٍ مبتكرةٍ، وبسلاسةٍ، مع ملاحظةِ الآتي:

  • البساطة: تُستَخدمُ في صنعِ قطعِ الأثاثِ بسيطةِ التصاميم موادُّ عاليةُ الجودة، مع الاستغناءِ عن الزخارف.
  • الجمال الطبيعي: يُبرِزُ مصمِّمو الأثاثِ البيئي الجمالَ الفطري للموادّ، لا سيما الأخشابُ، والأحجارُ، والأقمشةُ، أي أنهم يعرضون الخاماتِ على حالها دون تدخُّلٍ، ويسلِّطون الضوءَ على ملمسها الثري.
  • التصاميم العتيقة والمُعاد تدويرها: هم يدمجون موادَّ مستصلحةً بقطعِ أثاثٍ قديمةٍ للحصول على مظهرٍ مميَّزٍ وعصري، يراعي الاستدامة.
  • الأثاث المعياري: يتكيَّف الأثاثُ المعياري Modular furniture مع الاحتياجاتِ المتغيِّرة لكلِّ مستخدمٍ، ويجمعُ بين الرفاهيةِ، والاستدامةِ، والموادِّ الفاخرة، والمسؤوليَّة البيئيَّة، ما يضمن تحقيقَ الأناقة، والوعي البيئي في آنٍ واحدٍ.

تحدِّيات

لكنْ، لا يُغفل أن المصنِّعين، يواجهون عديداً من التحدِّياتِ في إنتاجِ الأثاثِ الصديق للبيئة، وتشرحها المهندسةُ في النقاط الآتية:

  • تكلفةٌ أعلى: تكون تكلفةُ الموادِّ المستدامة، وتقنياتِ التصنيعِ الصديقةِ للبيئة أعلى في الغالب، ما يحدُّ من إمكانيَّة وصولِ هذه المنتجاتِ لبعض المستهلكين، ويعيقُ أمرَ اعتمادها على نطاقٍ أوسع.
  • تعقيدات سلسلة التوريد: قد تؤدي تعقيداتُ سلسلةِ التوريد مثل الحصولِ على المواردِ المستدامة، والحفاظِ عليها إلى اضطراباتٍ في الإنتاج.
  • ثقافة المستهلك: يعدُّ تعليمُ المستهلكين حول فوائدِ الأثاثِ الصديقِ للبيئة، ومعالجةُ المفاهيمِ الخاطئة أمراً جوهرياً لزيادة الوعي، والاعتماد على هذه المنتجات.
  • اللوائح والشهادات: يشكِّلُ الامتثالُ للوائحِ والاعتماداتِ البيئيَّة المنوَّعة عقباتٍ معقَّدةً ومكلفةً أمام المصنِّعين.
  • توسيع الإنتاج: توسيعُ نطاقِ الإنتاج، مع الحفاظِ على معاييرِ الاستدامةِ الصارمة، يتطلَّبان الابتكارَ بصفةٍ مستمرَّةٍ، والتخطيطَ الاستراتيجي في عملياتِ التصنيع.