مصممة ديكور داخلي متميزة، متخصصة في تصميم المساحات الفاخرة ذات الطابع العصري المتنوع، ينبع شغفها بدمج الأساليب والألوان والأنسجة من نشأتها متعددة الثقافات، مما يلهمها إنشاء تصاميم ذات معنى وقوة بصرية أخاذة. من المساحات الداخلية إلى تنسيق الطاولات الفنية، تم عرض أعمالها في العديد من المشاريع التي تتراوح بين جلسات التصوير الديناميكية وإنشاء المحتوى الراقي. هي رولا عبدالحميد، التي زارت كاميرا "سيدتي" منزلها، وفاجأتنا بتنسيق طاولة للعيد؛ أطلقت عليها "أناقة المندرين".
حوار: لينا الحوراني
تجد المصمّمة رولا نفسها محظوظةً؛ لأنها تنقّلت خلال طفولتها بين بلدان مختلفة حول العالم، ولعب ذلك دوراً كبيراً في تشكيل شخصيتها ورؤيتها للحياة. تستدرك قائلة: "التأقلم المستمر مع ثقافات وبيئات جديدة جعلني شخصيّة مرنة ومنفتحة وسريعة التكيّف. وبغضّ النظر عن التحديات التي قد تواجهني، حافظت دائماً على نظرتي الإيجابية للحياة، وهو ما ينعكس بطبيعته على أسلوبي في التصميم".
تأثرت بوالدتي
عشقت رولا التصميم الداخلي متأثرة بوالدتها بشكل كبير، فبغض النظر عن المكان الذي كانوا يعيشون فيه، كان للأمّ قدرة رائعة على تحويل كل منزل إلى مساحة جميلة ودافئة. تتابع رولا: "تمتعت أمي بموهبة فريدة في دمج الأنماط المختلفة ببعضها؛ بفضل اهتمامها الدقيق للتفاصيل، وتقديرها العميق للفنّ. وقد كان لمشاهدتها وهي تبتكر هذه المساحات تأثيرات كبيرة عليّ، مما زرع في داخلي شغفاً بالتصميم الداخلي ودمج الألوان والأنماط ببعضها، وأصبح ذلك أساس رحلتي في هذا المجال".
طالما أثنى أصدقاء رولا المقرّبون على أسلوبها في التصميم ودمج الألوان، خاصة في تنسيق الطاولات وابتكار مساحات جذابة للضيوف. وقد بدأت رحلتها في تصميم المساحات للآخرين من منزلها، حيث كانت تحبّ دائماً أن تحيط نفسها بـديكورات دافئة ومرحة. تستطرد قائلة: "التصميم هو فنّ صناعة القصص داخل المنازل، ولهذا أحب المزج والتنسيق من دون التقيّد بطابع محدد. أستمتع بدمج القديم بالجديد بأسلوب راقٍ يضفي طابعاً فريداً على كل منزل". وتضيف: "أؤمن بأن الديكور يجب أن يعكس شخصيّة كلّ من أصحاب المنزل، ويجعل كلّ مساحة أكثر خصوصيّة ومعنى. عند تنسيق الأكسسوارات، أحب اللعب بالأشكال والارتفاعات المتباينة والقوامات المختلفة؛ لإضفاء جاذبية بصرية على التصميم. كما أستمتع باختيار قطع تثير النقاش أثناء التجمعات؛ مثل كتاب طاولة القهوة، أو مزهرية ذات شكل مميز، أو تنسيق يحمل قصة ذات معنى".
أحد المشاريع التي أنجزتها رولا أخيراً كان إعادة تنسيق مساحة باستخدام الألوان؛ وعلى الرغم من أن التصميم الداخلي كان جميلاً، كما تقول، فإنه كان بحاجة إلى لمسات من الألوان لتبرز جماله. تتابع رولا: "استندنا في التصميم إلى لوحة فنية مذهلة ومليئة بالألوان، حيث قمنا باستخلاص درجات منها؛ لإضفاء الحيوية على أجزاء مختلفة من المنزل. ولإضافة لمسة جريئة، قمنا بإدخال ألوان نابضة في بعض الزوايا، كما أضفنا "كونسول" بلون أحمر الفراولة عند المدخل، مما شكّل نقطة جذب مميزة. كما حظيت بفرصة تنسيق ديكور مطعم Wissam Breidy’s Kronfol في أبوظبي، حيث ركز التصميم على إدخال عناصر لبنانية في إطار عصري، ما عكس مزيجاً متناغماً بين القديم والجديد. تعلّق: "كنت محظوظة جداً بجميع عملائي، فكل مشروع عملت عليه كان فريداً ومميزاً تماماً كأصحابه".
لا يوجد لون أو أكسسوار لا يعجبني، فالأمر كله يتعلق بكيفية تنسيقه وجعله يبرز بشكل جميل
الصيحات الموسمية

على الرغم من اختيار موكا موس Mocha Mousse لوناً لعام 2025، فإن رولا لا تتبع الصيحات أو الألوان الموسمية، بل تؤمن بأن كلّ مشروع فريد من نوعه، ويجب أن يكون تصميمه منسجماً مع طابعه الخاص وقصته وشخصيته، بدلاً من أن يتأثر بالاتجاهات السائدة. تتابع بشغف: "يمكننا تغيير طابع وأسلوب أي منزل؛ من خلال إعادة تنسيقه والاستفادة من القطع الموجودة. مجرد تعديل أماكن الأثاث، وإعادة ترتيب الأعمال الفنية، أو إجراء تغييرات بسيطة يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في التصميم الداخلي. في العموم، أؤكد على الدوام أهمية إعادة استخدام القطع المتوفرة، فكثيرون يمتلكون قطعاً جميلة من دون أن يدركوا قيمتها، لكن من خلال وضعها في المكان المناسب؛ يمكن أن تتحول إلى عناصر بارزة تضيف روحاً جديدة للمكان".
تحب رولا التجول واستكشاف الأشياء للحصول على الإلهام، سواء كان ذلك في الزهور أو الأكسسوارات، أو أي عنصر من عناصر التصميم. تؤمن بأن مشاهدة الأشياء عن قرب تفتح آفاقاً جديدة للإبداع. فعلى سبيل المثال وجدت قبل أيام مصدرَ إلهامٍ رائعاً في سوق الخضروات! تستطرد قائلة: "لا يوجد لون أو أكسسوار لا يعجبني، فالأمر كله يتعلق بكيفية تنسيقه وجعله يبرز بشكل جميل. وعندما يتعلق الأمر بالأكسسوارات ذات الطابع العربي التقليدي، أحب دمجها بتصميم عصري، فعندما يتم تنسيقها بشكل صحيح، يخلق التباين بين الأسلوبين توازناً مذهلاً".
الأكسسوارات الشرقية
تجد رولا أن الأكسسوارات الشرقية تعطي جمالاً للمكان لا مثيل له، وفي كل ما يحمل بصمة عربية؛ لأن هناك الكثير من التفاصيل التي يمكن دمجها في التصاميم الحديثة لإضفاء طابع فريد ومميز، وتنصح المرأة عندما تُقبل على تغيير زاوية في بيتها؛ بأن تلتزم بالآتي:
- انظري إلى ما تمتلكينه بالفعل قبل شراء أي شيء جديد.
- استلهمي أفكار الديكور من القطع الموجودة واستخدميها كنقطة انطلاق، فهذا يجعل العملية أكثر شخصية وذات مغزى.
- انظري إلى المنزل ككل، بدلاً من تصميم كل غرفة على حدة، فالتناسق في المساحة يأتي من تحديد عنصر مشترك، سواء كان لوناً أو خامة أو طابعاً معيناً، ثم أدخليه في جميع أنحاء المنزل؛ لخلق انسجام وتوازن جميل.