قبل ختام كل عامٍ، أتأمَّل مع قليلٍ من الحسرةِ سرعةَ مضي الأيام والشهور، وكأنَّ الأشهر الـ 12 لم تكن كافيةً لتحقيق تطلُّعاتي كلها، فأسارع إلى وضع قائمةِ أهدافٍ وخططٍ جديدةٍ للعام المقبل.
لكنني اليوم قرَّرتُ اتخاذ نهجٍ مختلفٍ، فعدتُ إلى بداية العام، ومررتُ بالأشهر واحداً تلو الآخر لأستذكر ما تمَّ إنجازه فيها قبل القفز إلى العام الجديد. وجدتُ أننا حصلنا في مجلة "سيدتي"، خلال شهر يناير، على تكريمٍ خاصٍّ من مكتبة الشيخ محمد بن راشد بوصفنا شريكاً إعلامياً واستراتيجياً. أمَّا في فبراير فاحتفينا بذكرى "يوم التأسيس" عبر تسليط الضوء على الدور القيادي للمرأة السعودية في عالم الرياضة متمثِّلةً بشخصية الغلاف، وهي الأميرة مشاعل بنت فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس اللجنة النسائية في الاتحاد السعودي للدرَّاجات.
وجمعنا في مارس، شهر المرأة، ثلاثَ متسلِّقاتٍ عربياتٍ، هن اللبنانية نيللي عطار، والإماراتية نايلة البلوشي، والسعودية رها المحرق، فخضنا مغامرةً جبليةً ممتعةً في رسالةٍ إلى كل امرأةٍ، لتصل إلى القمة مهما كان مسارُ حياتها صعباً.
ومنه إلى إبريل، حيث انطلقنا في رحلةٍ عبر التراث والفن مع الدكتورة العراقية ريم المتولي، مؤسِّس مبادرة "زَيّ"، التي شاركتنا خبرةً، تزيد عن 40 عاماً في ثقافة الأزياء التراثية والتاريخية. وفي مايو، طار فريق "سيدتي" إلى مهرجان كان السينمائي الدولي، فنقل من قلب الحدث أجواءَ السينما الساحرة، والمشاركات العربية المتميِّزة في دورته الـ 76، وخرج بلقاءٍ خاصٍّ للغلاف مع إيمان وسيران، بطلتَي "وداعاً جوليا"، أول فيلمٍ سوداني يشارك في "كان".
وأقمنا في يونيو شراكةً إعلاميةً مع جمعية النهضة العريقة، نتج عنها حفلُ عشاءٍ خيري برعاية حرم ولي العهد السعودي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبدالعزيز آل سعود، لدعم واستدامة البرامج التنموية والمهنية الهادفة إلى تمكين الشباب وإكسابهم المهارات اللازمة من أجل المشاركة الفاعلة في سوق العمل، تحقيقاً لمستهدفات "رؤية 2030".
بينما قدَّمنا خلال يوليو عدداً عن قوة الحِرف اليدوية وأهميتها في التعبير عن الشغف والحرص على الإتقان، تزامناً مع أسبوع الأزياء الراقية في باريس، كما خصَّصنا ملفاً، وأجرينا جلسةَ تصويرٍ عن الحضور اللافت لمبادرة "100 براند سعودي" في عاصمة النور. وفي أغسطس، جاء عددنا عن فنون المسرح، فكانت على الغلاف فراشة الأداء الاستعراضي الفنانة لبلبة، التي احتفلت الشهر الماضي بعيدها الـ 77.
وفي حدثٍ متميِّزٍ، شهد سبتمبر انطلاقةً جديدةً لـ "سيدتي" بإصدارٍ شهري، وإطلالةٍ جميلةٍ، ومحتوى قوي وهادفٍ، يسردُ القصص، وذلك ضمن خطةٍ تطويريةٍ شموليةٍ، سيتمُّ الإعلان عنها في 2024 بإذن الله. واحتفاءً باليوم الوطني السعودي الـ 93 استكشفنا مع لاعباتٍ سعوديات بحيرة سد وادي ترج في تنومة.
وفي أكتوبر، قمنا مع دارة الملك عبدالعزيز بتدشين كتاب "الأزياء التقليدية السعودية المنطقة الوسطى" للأستاذة الدكتورة ليلى البسَّام في حفلٍ استثنائي مهيبٍ، نُظِّم في قصر المربع التاريخي. فيما أطلقنا بنهاية نوفمبر حملة "الرياض حلم المستقبل" مع الإعلان عن فوز العاصمة السعودية باستضافة "معرض إكسبو 2030"، كذلك بدأت فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، فكانت لنا فيه صولاتٌ وجولاتٌ، ولقاءاتٌ مباشرةٌ على السجادة الحمراء مع شخصياتٍ عالميةٍ مبدعةٍ.
وتجدون بين أيديكم عدد ديسمبر، الذي يرتكز على مفهوم التعبير عن الذات عبر الفنون بمختلف أنواعها. تظهر على الغلاف الشيخة نوار القاسمي، المدير العام لمؤسسة الشارقة للفنون، بمناسبة يوم الاتحاد الـ 52، حيث أجرينا معها حواراً ملهماً، رافقته جلسةُ تصويرٍ فريدةٌ في "متحف المحطة" بالشارقة، المطارُ الأول في منطقة الخليج العربي.