يُقال إن الجنة تحت أقدام الأمهات، والإمارات هي أمنا جميعاً، ليس فقط لأبناء وبنات دولة الإمارات، بل كذلك لكل من يقيم فيها ويزورها، هي نعمة تقبع في قلوبنا، ولا تبخل علينا بالعطاء، ولا نبخل عليها بالحب والامتنان، فالذي تربى وترعرع وزار أرض الإمارات وقع في غرامها، وهذا الحب نتيجة انعكاس السلوك والتصرف الحسن، وقبل ذلك حسن الاستقبال، والضيافة، التي تشمل كثيراً من الأمور التي تثبت من خلالها ولاء كل فرد للوطن والتضحية بكل غالٍ للإمارات.
إنّ الاحتفال باليوم الوطني ليس فقط احتفالاً باتحادنا بوصفنا إمارات، بل اتحادنا بالقلب والعقل والولاء والاستمرارية والوطنية؛ ما يجعل إماراتنا الغالية في الصدارة بين الأمم. فالوطنية ليست مجرد كلام يقال، أو شعارات ترفع، وهتافات تتكرر وتنتهي مع انتهاء الحفل، ولكن التضحية بكل ما تحمل الكلمة من معنى هي أساس الانتماء إلى الوطن، فالوطن والاحتفال به غالٍ على كل مخلص لهذا البلد العظيم.
ديسمبر شهر الاحتفال والبهجة وعيد، إنما هو عيد وطني، ويوم الوفاء للوطن، وهو ذكرى لأعظم خطوة قام بها كل من المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمهما الله. إن العيد يمثل لنا بوصفنا أبناء لزايد العطاء للوطن، والاستمرار في مسيرة ونهج الوالد القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشعارات ليست أقوالاً فقط، بل هي أفعال إن دلت على شيء فإنما تدل على الوطنية النابعة من صدق ومشاعر أبناء الوطن النبيلة المتدفقة من حبهم ووفائهم العظيم، فحب الوطن لا يكفيه التعبير، بل الانتماء الكامل الصادق إليه، والتضحية والعمل على وضعه في صورة مشرفة تحتذي بها دول العالم، بل هو أفعال أهل الوطن وأبنائه وانتمائهم الصادق إليه والحفاظ على ممتلكاته، سواء أكانت ذات أهمية كبيرة أم صغيرة.
إن حب الوطن يعني التضحية بالغالي والنفس والمال، والتضحية لا تأتي من الفراغ، فكل مواطن على أرض الإمارات عليه واجب تجاه الوطن، وحتى عند مغادرته الوطن من أجل السفر إلى الخارج ينتظر اليوم الذي يعود فيه، وذلك لعظمة هذا الوطن الغالي وعدم الاستغناء عنه.
فالمناسبة من أهم وأغلى المناسبات على قلوبنا، ولا شك أن المقيمين من العالم أجمع على أرض الإمارات الحبيبة يعبرون عن الولاء والحب. تلك هي الإمارات، فمن لا يقع في غرامها؟!
الاتحاد هو يوم السعادة، وهو من أجمل اللحظات التي تمر علينا بوصفنا مواطنين، ونحن نعتز ببلدنا الإمارات تحت قيادتها الحكيمة، وهو بمنزلة يوم عظيم ومقدس بالنسبة إلينا، ولا شك أن هذا اليوم هو يوم السعادة لاتحاد الإمارات مع بعضها البعض.
إن الوطن الذي تربى فيه العديد سابقاً وحالياً ومستقبلاً بإذن الله، والخير الذي وجدناه في وطننا الحبيب، جدير بنا أن نضحي ونبذل له كل ما نستطيع من طاقة وقوة؛ لجعله يصبو إلى المستوى الذي نفاخر به كل الدنيا، وعلينا واجب وطني، وأمانة يجب أن نؤديها لدولة الإمارات الغالية، ودور مهم لجعل هذا البلد الآمن قدوة لكل دول العالم، وكلنا يعلم داخل الإمارات وخارجها كم أعطى هذا البلد الفرص الكثيرة لأبناء الوطن العربي والأجانب ليعيشوا في ربوعه آمنين مطمئنين لا ينقصهم شيء، فهو بلد التسامح والعطاء، هو بلد الجميع، وبالتالي نجد أنه على مواطني هذا البلد أن يعتزوا ويفخروا بانتسابهم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
كل عام وإماراتي الحبيبة بخير، كل عام ونحن شعب الإمارات نجدد ولاءنا وامتنانا وحبنا لإمارات الخير.