في الثاني من ديسمبر، تتوشَّح الإمارات حلَّةً من الفخرِ والعزِّ، وتنبضُ قلوبُ أبنائها بحبٍّ، لا يعرف حدوداً.
إنه اليومُ الذي تجتمعُ فيه الذكرياتُ بالحاضر، وتتألَّقُ فيه أحلامُ الماضي في مرآةِ الإنجازاتِ.
إنه ليس مجرَّد يومٍ عابرٍ في روزنامةِ العامِ، وإنما نبضٌ حي، يسري في عروقِ كلِّ مَن يعيشُ على هذه الأرضِ الطيِّبةِ.
يومٌ نحتفلُ فيه بروحِ الاتحادِ التي زرعها الآباءُ المؤسِّسون، وأثمرت شجرةً وارفةَ الظلالِ، يستظلُّ بها الجميع.
في هذا اليومِ، يبدو الوطن مثل قصيدةٍ مكتوبةٍ بحروفٍ من نورٍ، كلُّ بيتٍ فيها، يروي حكايةً من الإصرارِ والعزيمةِ.
هنا، على هذه الأرضِ، اجتمعت القلوبُ قبل الأيدي، وتوحَّدت الرؤى لتصنعَ وطناً، يُضرَبُ به المثل.
كان الاتحادُ فكرةً نابعةً من إيمانٍ عميقٍ بأن الوحدةَ، هي سرُّ القوَّةِ، وأن التكاتفَ، هو جسرُ العبورِ إلى المستقبلِ.
في هذا اليومِ، نحتفي بتلك اللحظةِ التاريخيَّةِ التي امتزجت فيها الحكمةُ بالطموحِ، وبذلك القرارِ الذي غيَّر وجه التاريخِ، ليخطَّ الإمارات قصَّةَ نجاحٍ خالدةً.
اليوم، الإمارات ليست فقط دولةً، إنها أيضاً حلمٌ تحقَّق، وإنجازٌ يُلهِمُ العالم.
من الصحراءِ التي كانت صامتةً إلى المدنِ التي لا تنامُ، ومن خطى الآباءِ المؤسِّسين الأولى، إلى طموحاتِ الأبناءِ التي تصلُ إلى الفضاءِ.
هنا برجُ خليفة، يعانقُ السحابَ، وهنا مسبارُ الأملِ، يطوفُ الكواكبَ، وهنا شعبٌ لا يعرفُ المستحيل.
كلُّ زاويةٍ في هذا الوطنِ تروي قصَّةَ حلمٍ صغيرٍ، أصبح حقيقةً عظيمةً، وكلُّ إنجازٍ، هو شاهدٌ على أن الأرضَ الطيِّبةَ لا تنبتُ إلا الخير.
في هذا اليومِ، تتألَّقُ روحُ الانتماءِ، ويمتلئ القلبُ بفيضٍ من الامتنان. نشعرُ بالفخرِ، لأننا جزءٌ من هذا الوطنِ العظيمِ، ولأننا نحملُ رايته، ونسهمُ في مسيرته.
الإمارات ليست مجرَّد مكانٍ نعيشُ فيه، إنها بيتٌ، يسكنُ فينا. هي الأمانُ الذي نحمله في قلوبنا أينما ذهبنا، واليومُ الوطني ليس يوماً للاحتفالِ فقط، بل هو تجديدٌ للوعدِ والعهدِ أيضاً بأن نبقى أوفياءَ لهذه الأرضِ، وأن نكون أبناءَها الذين يواصلون البناءَ والعطاء.
في هذا اليومِ، نشكرُ قيادتنا التي جعلت من المستحيلِ ممكناً، وأن نرفعَ رؤوسنا عالياً، لأننا ننتمي إلى وطنٍ، يصنعُ الفارقَ، وطنٍ يحملُ في طيَّاته الحاضرَ والمستقبل. هنا الإمارات، وهنا العزَّةُ التي لا تنطفئ.