أتساءل دائماً عن سحر السينما والفن السابع، وكيف يختلفُ تأثير الفيلم فينا من شخصٍ إلى آخر، فيلامس جوانبَ خفيةً في نفوسنا، قد لا ندرك وجودها.
أتأمَّل هيمنة السينما عبر العقود، وكيف تشكَّلت لتصبح قوةً ناعمةً، يتفاعل معها عشَّاقها، فيخلِّدون قصصها، ويستوحون من مشاهدها، ويستعيرون من عباراتها، ولا يملُّون أبداً من العودة إليها مرةً بعد مرة.
خلال حديثٍ ممتعٍ مع زملائي في فريق تحرير "سيدتي" حول الأفلام، أثناء التحضير لعدد يناير، شبَّهت إحدى الزميلات السينما بـ "صندوق العجائب" الذي يُذهل المصطفِّين حوله بروائعَ غير متوقعةٍ، تخرج منه! بينما ذكر زميلٌ آخرُ أنه يتأثَّر بشخصية البطل حتى في نبرة صوته وأسلوب حديثه لمدة ثلاثة أيامٍ على الأقل بعد حضور الفيلم! وأكَّدت زميلةٌ، أن السينما تطبع في الذاكرة، ولا تزال حتى اليوم تتذكَّر أول فيلمٍ شاهدته مع والدها في إحدى صالات العرض، وقد حضرته متأنِّقةً للمناسبة وكأنها العيدُ.
في اعتقادي أن حبَّ السينما يكمن في أنها جامعةٌ للفنون عبر تنوُّع المواهب التي تجسِّد القصص، بدءاً من الإعلان الترويجي، مروراً بالرؤية الإخراجية، ووصولاً إلى التمثيل المؤثِّر. وهناك أيضاً الأزياءُ المتقنةُ، ومواقعُ التصوير والديكورات التي تحوِّل العمل إلى حقيقةٍ.
ما يدعوني إلى ذكر ذلك، هو ما يشهدُه العالم العربي حالياً من نهضةٍ رائعةٍ في صناعة الأفلام، والفعاليات العالمية التي تدعمها، مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي ختم دورته الثالثة ديسمبر الماضي في مدينة جدة السعودية.
وقد حرصنا في "سيدتي" على أن تكون المجلةُ لاعباً مهماً ضمن هذا الحراك، فعددنا عن السينما بشكلٍ عامٍّ، وعن "المرأة والسينما" خاصَّةً زاخرٌ بلقاءاتٍ مع مواهبَ فريدةٍ، ويضمُّ موضوعاتٍ متنوِّعةً حول انعكاس السينما على عالم الأزياء والمجوهرات.
كذلك أعددنا مادةً مع اختصاصيةٍ في علم النفس، حيث ناقشناها في الأثر الذي تتركه السينما بالأطفال، بما يساعد الأمهات والآباء على تحقيق الاستفادة من عناصرها الإيجابية، والحد من جوانبها السلبية.
بينما تجدون على الغلاف الفنانة أمينة خليل التي تعيش تألقاً لافتاً في مسيرتها المهنية. أجرينا مع النجمة المصرية حواراً ممتعاً، رافقته جلسةُ تصويرٍ إبداعيةٌ في أجواءَ صحراويةٍ قويةٍ بوضوحها، مميزةٍ بتفاصيلها، تشبه بشكلٍ كبيرٍ شخصية أمينة، فعكست جمالها الطبيعي، وروحها المنطلقة.
أجريناً كذلك لقاءً مع السعودية ماريا بحراوي، ابنة الـ 17 ربيعاً، التي عشقت الفن وهي لا تزال على مقاعد الدراسة الثانوية، فأبدعت في بطولة فيلم "نورة"، الذي حصد جائزة أفضل فيلم سعودي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
ويضمُّ العدد صفحات كُتَّاب "سيدتي" مثل الدكتورة سعاد الشامسي، ورويدا أبيلا، وألطاف هندي، وسهى الوعل، والدكتورة مايا الهواري، اللاتي قدَّمن آراءهن عن السينما العربية ودور المرأة فيها.