الموسم السينمائي الأخير الخاص بعيد الأضحى موسم جيد من ناحية المنافسة، فهناك أسماء مهمة عديدة، وهناك تنوع في حجم وخبرة هذه الأسماء المتعددة الأجيال، وهذا أمر إيجابي للغاية ويشبه ما ننتظره في المواسم المشابهة.
بالعودة لموسم عيد الأضحى الماضي، لم تتجاوز قائمة المنافسة الخمسة أفلام، لم تكن قائمة قوية، ولم يكن هناك فيلم بارز باستثناء «كيرة والجن»، والذي لا يعدّ مادة مناسبة لموسم مماثل، وهذا ما تسبب في خروجه من الشباك سريعاً في السعودية بعد أقل من شهرين، بعكس مصر حيث حقق الفيلم إيراداً كبيراً، والسبب ارتباط القصة برواية وحدث تاريخي مهم أحداثه دارت في مصر، وكلي ثقة أنه لو كانت تلك القصة من وحي خيال الكاتب بالكامل، وليست مرتبطة بحدث وتاريخ معين، لما كانت نجحت النجاح نفسه، والسبب أنه فيلم لا يشبه ما ينتظره الجمهور من أفلام في موسم مشابه.
ما الذي ينتظره الجمهور في مواسم الأعياد؟!
في موسم عيد الفطر، ينتظر الجمهور أفلاماً لا تتطلب الكثير من التفكير، أفلام أكشن أو كوميديا، وليس قصصاً مركبة وروايات عميقة، والسبب أنهم مشبعين مما شاهدوه طوال شهر رمضان من مسلسلات وقصص وأحداث، فيأتي العيد وهم في انتظار أفلام تقوم إما على عنصر الإبهار البصري، وإما الكوميديا، الأمر نفسه ينطبق على موسم عيد الأضحى، الذي ينتظر فيه الجمهور أعمالاً مبهرة، وأكشن، وكوميديا، بعيداً عن الحبكة المركبة أو المعقدة، بينما تُعدّ بقية المواسم، البعيدة عن هذين الموسمين، توقيتاً أنسب لبقية الأفلام.
ما يحدث في موسم عيد الأضحى الحالي هو ما ننتظر أن يحدث في مواسم الأعياد، نجومنا المفضلين في منافسة واحدة وجهاً لوجه، كل منهم في فيلم مختلف، لكنهم يحققون القدر نفسه من المتعة، أفلام مناسبة لأجواء الأعياد لا يهتم فيها النجوم بأن يكونوا الأفضل، بل أن يحققوا قدراً مقبولاً من الإقبال والإيراد.
امتلاء قاعات السينما بالجمهور في الأعياد يجب أن يكون هدفاً رئيساً، هذا لا يعني أنه من غير المهم أن تكون السينما ممتلئة طوال العام، بل أن تكون السينما هي الوجهة الترفيهية الأولى للجمهور في المواسم المشابهة، وعلى هذا الأساس يجب أن يعمل عليها صناع السينما، الذين يتصرفون بشكل مختلف أحياناً فينسحبون من المنافسة إن تعددت فيها الأفلام التي يلعب بطولتها نجوم الشباك، بينما افتقدنا المنتج الشجاع، الذي يعمل بثقة ويبحث عن المواسم الأقوى ليتواجد فيها بأفلامه، كي يخلق جيلاً جديداً من نجوم الشباك.