في يوم الخميس (24 جمادى الآخرة 1443ه، الموافق 27 يناير 2022م)، وأنا أقرأ الأمر الملكي الذي صدر على هذا النحو: «يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس)»، وزاد من سروري ليس حباً فقط بالسعودية وشعبها بل خليجية تؤمن أننا واحد، حين قرأت نصه الذي قام على جمالية قصة تاريخية عظيمة، وجاء فيه: «واعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139ه (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233ه (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها؛ إذ لم يمض سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1240ه (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309ه (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيض الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود عام 1319ه (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدته".
فهذا اليوم ذكرى مهمة للذاكرة الوطنية السعودية والخليجية كذلك، ويحمل أهمية كبيرة في مسار تأسيسها، ويعد لحظة فارقة ومهمة في التاريخ، ومرجعاً أساسياً للمسيرة العظيمة في عمق الزمن؛ إذ أسس الأجداد الدولة السعودية الأولى، وتولى من بعدهم القادة العظام، الذين حفظوا ترابها وصانوه لمحطات مفصلية عدة في التاريخ لتشهد حاضراً مزدهراً ومستقبلاً باهراً، تحت مظلة الملك سلمان عبد العزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
يوم التأسيس هو يوم تعارف عليه المؤرخون، والمتمثل في إعادة قراءة الأحداث التاريخية وتحليلها، وهو ظاهرة معرفية تتم في كل أنحاء العالم على مدى تاريخ المملكة العظيم.
وهو لحظة تاريخية فاصلة، بدأت بتوحيد وطن، وجمع شمله، وتوحيد العقول والقلوب قبل الأهداف تحت راية واحدة، فعلى مدى ثلاثة قرون رسم آل سعود فيها ملامح عز وفخر وأصالة وعراقة، فأصبحت بهذا اليوم شاهدة على الاعتزاز بالقوة والصمود، والرفعة والصعود والبطولات، والأهم الإنجازات.
لا شك في أن الاهتمام بهذه المناسبة له رمزية مهمة في هذا الوقت بالذات، لمكانة المملكة في المنطقة والعالم؛ أمن أصالة توارثا من الأجداد إلى الآباء والأمهات، ثم إلى الأبناء في المستقبل.
ولنؤكد أن السعودية دولة قائدة ورائدة إقليمياً، ومؤثرة بشكل كبير عالمياً، كما أنه هو يوم عظيم ليس فقط للسعوديين، بل لنا جميعاً نفتخر بأمجاد وطن عظيم من ثقافة وهوية وعمق تاريخي وقيم وطنية عظيمة حفرت في قلوبنا وقلوبنا.
يوم التأسيس هو يوم رحلة وطنية تأخذنا عبر التاريخ لتعيدنا نحو الجذور العظيمة والهوية التاريخية، تعكس نقطة تحول كبرى، ولكن تربطنا تحت رؤية واضحة أن القادم أكبر وأجمل.