أما زِلتَ تبحثُ عن السعادةِ وهي فيك؟ فالأمرُ ليس عسيراً..
بين يديكَ أن تبدأ في اتِّباع مساراتٍ جديدةٍ..
أو أن تبقى أبدَ الدهرِ تحفرُ في صخرٍ مُصمتٍ!
أتعلمُ شيئاً عن طبيعةِ مشاعركَ؟
كيف تُعاملها، وتحتفظُ بِها أبداً؟
تلك المشاعرُ الرقيقةُ لا تستطيعُ السكونَ..
ينبغي أن تُحرِّكَها دائماً، تُثيرُ الجميلَ منها..
تُثيرُ فيها ما يُسعدُك فتسعد، وتُقلِّبُها حتى تتجدَّدَ حياتُك ويومُك..
المشاعرُ كالبحرِ، أمواجٌ تعلو أمواجاً..
والمِلحُ فيها يُذيبُ كُلَّ صخرٍ، كُلَّ جامدٍ ينهارُ أمام شعورٍ صادقٍ واحدٍ..
فأيقِظْ حاسَّةَ الشعورِ لديك، كُنْ مُتذوِّقاً للحياة..
شاعراً بِكُلِّ ما يجري فيها..
والْمسْ أدقَّ التفاصيلِ بقلبِك، وستَرى ما لم ترَهُ من قبل..
ستتفاجأُ أن في الحياةِ كثيراً من التفاصيلِ لم تَكُن تُعطيها وقتاً أو اهتماماً..
رغم ما تحملُه تِلكَ التفاصيلُ من سعادةٍ وهناءٍ..
لقد كُنتَ تسيرُ في قطارٍ عابرٍ سريعٍ في تحرُّكك في الحياة..
لمْ تَكُنْ تُمهِلُ عقلَك ليفهمَ ما يدورُ حولَك..
ولمْ تدعْ قلبَك يبُثُّ فيك شيئاً كافياً من المشاعرِ الجيَّاشة..
كي تَحمِلَكَ من الأرضِ إلى السحاب..
وتطوفَ بِك في عالَمٍ نقي..
كونٍ سعيدٍ لا يأتيه الحُزنُ ولا يحضر..
دعِ الحياةَ تُلقِّنك درساً فيها عن السعادةِ الأبديَّة..
عن الشعورِ بلذَّات الحياةِ المُطلقةِ، عنِ الحُبِّ..
وكيفَ للحُبِّ أنْ يكونَ أمتعَ وأنْقى، وأكثرَ سعادةً وأكثر جنوناً..
كُن ذا عقلٍ مُغامِرٍ إن أردت حياةً مُختلفةً..
إن أردت أن تتركَ أثراً خالِداً، وألَّا تعبُرَ الحياةَ غريباً غامضاً..
لم يُقدِّمْ لها شيئاً جديداً
كُن مُغامِراً ومُتجدِّداً.. صاحبَ قلبٍ حنونٍ..
لكنَّهُ يحملُ قدْراً من الجُنونِ، من الحماسِ الزائدِ..
من الطَّاقةِ المُفرِطة..
من الذهابِ إلى كُلِّ ما تُحبُّ وتميل..
من الشعورِ بسعادةِ الغير..
كُنْ واعِياً لقلبِك، فهو نِعمةٌ لا تُكيلُها الموازين..
ولا تُقدِّرُها الأموال..
في القلبِ تَكمُنُ السعادة..
وفي العقلِ تبقى حِبالُ المُغامرةِ والتجرِبة..
أمام أعيُننا دوماً..
لَكِنها ضائعةٌ في طيَّاتِ النسيان!