في بداياتِ كلِّ عامٍ، نملأ سجلَّاتنا بالخططِ السنويَّة المعتادة. طموحاتٌ، وأحلامٌ، وأهدافٌ جديدةٌ، نرسمها لعامٍ جديدٍ، لكنْ ماذا عن جدول أهدافك للعامِ الماضي؟
هل حقَّقتها، أم أنك تجاوزتها كما تجاوزت حقيقةَ أن لكلٍّ منَّا في هذه الحياةِ خطةً إلهيَّةً مرسومةً بدقَّةٍ، وبقدرةٍ ربانيَّةٍ، تأخذنا إليها منعطفاتُ الحياةِ الدنيا.
لا بأس أن تعيدَ كتابةَ أحداثِ هذا العامِ، وتعيدَ صياغةَ أحلامِك من جديدٍ. العامُ الجديدُ ما هو إلا رقمٌ بسيطٌ، سيستمرُّ في عدَّادِ الزمنِ، أمَّا الأهمُّ، فهو ما تحملُه في قلبِك من عزيمةٍ وأملٍ، وما تخطِّطُ له بعقلك من خطواتٍ واضحةٍ لتحقيقِ ما تصبو إليه.
قد تظنُّ أن الفشلَ في تحقيقِ أهدافِ العامِ الماضي، يعني أنك لم تُنجِز شيئاً، لكنْ تأمَّل قليلاً.. كلُّ تجربةٍ مررت بها، كلُّ تحدٍّ واجهته، وكلُّ درسٍ تعلَّمته، كان جزءاً من رحلتِك. النجاحُ الحقيقي ليس في عددِ الأهدافِ التي أنجزتها، بل في مقدارِ النموِّ الذي حقَّقته كشخصٍ.
عليه، ومع بدايةِ هذا العامِ، اجلس مع نفسك، وراجع ما مضى. دوِّن إنجازاتِك مهما بدت صغيرةً. فكِّر في الأخطاءِ التي ارتكبتها، وكيف يمكنك أن تتجنَّبها. ضع أهدافاً واقعيَّةً، تناسبُ قدراتِك وطموحاتِك، وتذكَّر أن الأهمَّ، هو أن تكون هذه الأهدافُ متماشيةً مع قيمِك، ورؤيتِك للحياة.
لا تنسَ أن تترك مساحةً للخطَّةِ الإلهيَّة، فالحياةُ مملوءةٌ بالمفاجآتِ، وأحياناً يأتي الخيرُ من طرقٍ لم نتوقَّعها أبداً. كن مستعداً لاستقبالِ ما يقدِّمه لك القدرُ بقلبٍ ممتنٍّ، وعقلٍ منفتحٍ.
أخيراً، لا تجعل السعي وراءَ النجاحِ يُنسيك أن تستمتعَ بالرحلةِ نفسها. كلُّ يومٍ، هو فرصةٌ لتكون أفضل، لتصنعَ لحظاتٍ جميلةً، ولتبني ذكرياتٍ، ستظلُّ معك دائماً. تذكَّر، العامُ الجديدُ ليس مجرَّد بدايةٍ جديدةٍ. إنه فرصةٌ أخرى لتعيشَ حياتك بكلِّ حبٍّ وشغفٍ.