يبدو أن كثرة التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل، تزيد من درجة الخوف والإحساس بالرهبة لدى الحامل من كل حدث قادم، فما إن تنتهي الحامل من مرحلة الفرح والبهجة أثناء التخطيط للحمل، إلا وتظهر التخوفات؛ بعضها يخص الجنين وسلامته، وخوف آخر كبير من التغيرات التي ستطرأ على البشرة والجسد، ومخاوف أخرى كثيرة. بينما يؤكد الأطباء المتابعين أن معظم هذه المخاوف طبيعية، وما يهم هو: المحافظة على الصحة ومتابعة إرشادات الطبيب ، لأن من الممكن أن يحدث تأثير سلبي على الحالة النفسية للأم إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
في هذا التقرير يناقش الدكتور حازم الهواري، أستاذ النساء والولادة المخاوف الأكثر شيوعًا أثناء الحمل، ويقدم عددًا من النصائح والإرشادات للتعامل معها ومحاولة السيطرة عليها؛ لضمان حمل صحي وسعيد.
مخاوف تتعرض لها غالبية الحوامل:
غثيان الصباح:

غثيان الصباح من الأعراض المزعجة خلال المراحل الأولى من الحمل، وهو إزعاج شائع جداً، ويهدأ عادةً في الثلث الثاني من الحمل.
وعادة ما يكون سببه التغيرات الهرمونية ولتخفيف الأعراض، يمكن تناول وجبات صغيرة بمعدل 5 مرات في اليوم.
البواسير والإمساك:
مع تغير الهرمونات ومحاولة الجهاز الهضمي استيعاب الجنين، قد تواجه الحامل أعراضًا مزعجة؛ مثل الإمساك والبواسير، لذا عليها تناول الأطعمة الغنية بالألياف؛ مثل الفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة.
كما يساعد تناول الكثير من الماء وممارسة الرياضة في الوقاية من الإمساك والبواسير، مع عدم إجهاد النفس أثناء التبرز لتجنب الإصابة بالبواسير؛ فقد تكون ملينات البراز آمنة أثناء الحمل.
حرقة المعدة:

على الرغم من أنك قد تشعرين بالجوع خلال فترة الحمل، إلا أن معدتك تتعرض بالفعل للضغط بسبب نمو الجنين؛ مما يدفع أحماض المعدة إلى المريء، وتسبب الشعور بأعراض حرقة المعدة.
لذا حاولي تناول وجبات أصغر، ولكن بشكل متكرر وتجنبي الأطعمة الحارة والغنية بالدهون، مع تجنب الاستلقاء بعد وقت قصير من تناول الطعام، واستشارة الطبيب قبل استخدام أدوية الحموضة .
آلام المفاصل أثناء الحمل:
يضغط الجنين المتنامي على معدة الحامل، و يضيف وزناً وضغطاً على ظهرها ومفاصلها، ما يسبب آلام الظهر وعرق النسا، وهنا يمكن التدليك أو وضع وسادة التدفئة للمساعدة في تخفيف آلام الظهر، مع النوم على جانبك لتخفيف الضغط وارتداء الأحذية المريحة.
الشعور بالتعب:

انتبهي سيدتي الحامل: قد يزداد الشعور بالإجهاد الشديد في الأشهر الأخيرة من الحمل؛ لذا استمعي إلى جسدك واحصلي على الكثير من الراحة وأخذ قيلولة، وقد يساعدك الحمام الدافئ قبل النوم على الاسترخاء والاستعداد للنوم.
تغيرات الثدي:
ثدياك سيكبران أثناء الحمل، وقد يصبحان حساسين للغاية، وقد يبدأ تسريب السوائل استعداداً للرضاعة الطبيعية، ولتقليل الانزعاج ارتدي حمالة صدر داعمة ومريحة تحمي الثدي، مع مراعاة حالات التسرب من ثدييك.
تغيرات الجلد:
يمكن أن يسبب التقلب في مستويات الهرمونات أثناء الحمل الإصابة بحب الشباب وبقع الجلد الداكنة على الوجه، والتي تسمى الكلف.
وقد تلاحظين خطاً داكناً على طول بطنك، وقد يتلاشى بعد الولادة، ويجب عدم تناول أي أدوية عن طريق الفم لعلاج آية مشاكل جلدية، وعليك بالمحافظة على ترطيب بشرتك للتقليل من ظهور علامات التمدد، واستخدام واقي الشمس عندما تكونين بالخارج.
كثرة التبول:
خلال فترة الحمل يكثر الذهاب إلى الحمام للتبول، ويرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية والضغط على المثانة، مع تسرب لبعض البول الخفيف عند السعال أو العطس؛ لذا يجب ممارسة بعض تمارين الحوض للمساعدة في تقوية عضلات الحوض .
تورم الجسم:
قد تلاحظين تورماً في وجهك ويديك وساقيك وقدميك في أواخر أشهر الحمل، حيث ينتج الجسمِ أثناء الحمل ما يقرب من 50% زيادة في الدم والسوائل لتلبية احتياجات الجنين الذي ينمو بداخل الرحم.
يمكن تقليل التورم قليلاً من خلال رفع قدميك كلما أمكن، وتجنب ارتداء الجوارب الضيقة وممارسة التمارين الرياضية الخفيفة خلال النهار.
مخاوف أخرى تنتاب الحامل:
الخوف من الإجهاض:

يعد الإجهاض من أكثر المخاوف التي تخطر بذهن النساء الحوامل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، ويرجع هذا القلق إلى تجارب سابقة، أو سماع قصص من نساء أخريات، أو ببساطة بسبب عدم المعرفة الكافية بأساسيات نجاح الحمل ومعدلات التوفيق فيه.
التعامل معه يكون باتباع نمط حياة صحي، يبدأ بتناول طعام متوازن، وممارسة الرياضة الخفيفة، وتجنب التدخين والابتعاد عن أماكن جلوس المدخنين.
تجنب التوتر والقلق؛ حيث يمكن أن تؤثر الحالة النفسية على الحمل، لذا يجب التركيز على الأنشطة التي تساعد في الاسترخاء وتجنب القلق، مع المتابعة الطبية المنتظمة، والتي تتم بإجراء الفحوصات الطبية يساعد في الاطمئنان على صحة الجنين واكتشاف مشكلاته.
كيف أطمئن نفسي أن حركة الجنين طبيعية؟ وماهي طرق تنشيطها؟
القلق بشأن صحة الجنين:
ويحدث هذا القلق نظرًا لأن كل أم ترغب في إنجاب طفل سليم ومعافى، ولذلك تخشى من التعرض لأي مشكلة تؤثر على صحة الجنين كالتشوهات أو نقصان الوزن.
للتعامل معه بشكل صحي، قومي بإجراء الفحوصات الطبية بانتظام؛ مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار) وتحاليل الدم، والتركيز على تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الجنين.
الابتعاد عن العوامل الضارة: مثل التعرض للإشعاعات أو المواد الكيميائية أو الأدوية غير الآمنة، واستشارة الطبيب عند الشك بأي أعراض غير طبيعية.
الخوف من آلام الولادة:
هذا الخوف يجتاح العديد من النساء، فهن يشعرن بالخوف من الألم المصاحب للولادة، خاصة إذا كان هذا هو حملهن الأول، وللتعامل معه:
- تعرفي إلى أنواع الولادة المختلفة: الولادة الطبيعية مقابل القيصرية، ومعرفة فوائد ومخاطر كل نوع.
- التدريب على تقنيات التنفس والاسترخاء: مثل تمارين اليوغا أو التأمل.
- مناقشة خيارات تسكين الألم مع الطبيب: مثل التخدير النصفي (الإبيديورال) أو غيره.
- الانضمام إلى دروس ما قبل الولادة، هذه الدروس تساعد في بناء الثقة وتقليل الخوف.
القلق من زيادة الوزن أثناء الحمل:
الغالبية من النساء يشعرن بالقلق من زيادة الوزن، والتفكير في صعوبة التخلص منه بعد الولادة، ويمكن التعامل معها عن طريق:
- اتباع نظام غذائي متوازن، ويشمل تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والألياف.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة؛ مثل المشي أو السباحة للحفاظ على اللياقة البدنية.
- التركيز على الصحة بدلاً من الشكل، فمن الطبيعي أن يزداد الوزن أثناء الحمل لدعم نمو الجنين.
الخوف من الاكتئاب بعد الولادة:
يحدث هذا الخوف لدى بعض النساء اللاتي يعانين من تغيرات هرمونية بعد الولادة والتي تؤدي إلى اكتئاب ما بعد الولادة، وتكون طريقة التعامل معه كالتالي:
- طلب الدعم العاطفي: يتوقف على موقف الزوج، العائلة، أو الأصدقاء.
- التحدث مع الطبيب إذا ظهرت أي علامات اكتئاب.
- ممارسة أنشطة تحسين المزاج؛ مثل المشي، الاستماع إلى الموسيقى، أو القراءة.
- الاعتناء بالنفس والحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول طعام صحي.
القلق بشأن التغيرات الجسدية أثناء الحمل وبعده:

يحدث هذا القلق بسبب التغيرات التي تحدث مثل: تمدد الجلد، ظهور علامات التمدد، وترهل البطن بعد الولادة، والتعامل معه يكون
بالعناية بالبشرة، استخدام كريمات الترطيب وزيوت طبيعية.
ممارسة الرياضة بعد الولادة؛ لاستعادة اللياقة البدنية تدريجيًا، ارتداء ملابس مريحة، مما يساعد في تعزيز الثقة بالنفس، مع تذكر أن هذه التغيرات طبيعية ومؤقتة.
الخوف من عدم القدرة على التعامل مع المولود الجديد:
الأمهات لأول مرة قد يشعرن بعدم الثقة في قدرتهن على رعاية المولود الجديد، ويمكن حل هذه المشكلة:
- التحضير المسبق وقراءة الكتب، ومتابعة الفيديوهات التعليمية.
- حضور دورات تدريبية، أو طلب المساعدة من ذوي الخبرة مثل الأمهات أو الجدات.
- التحلي بالصبر، فلا أحد يولد خبيرًا، والتجربة تتيح التعلم التدريجي.
القلق بشأن العلاقة الزوجية بعد الولادة:
بعض النساء يخشين أن تؤثر المسؤوليات الجديدة والتغيرات الجسدية على علاقتهن بأزواجهن، لهذا يمكن:
- التواصل الصريح مع الشريك.
- التحدث عن المشاعر والمخاوف.
- إيجاد وقت للراحة مع الزوج.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.