يؤكد أطباء النساء والتوليد أن ضغط الدم هو قوة دفع يقوم بها الدم على جدران الشرايين، ومن الممكن أن يرتفع ضغط الدم أو ينخفض في أوقات معينة باليوم، أو في حالة الشعور بالحماس أو التوتر، بينما يعد انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم بالنسبة للحامل من الأمور الشائع حدوثها خلال فترة الحمل، إذ يحدث نتيجة تمدد الأوعية الدموية؛ بسبب التغيرات الهرمونية، وغالباً ما يبدأ مع بداية الحمل، ويصل لأدنى مستوياته في منتصف الثلث الثاني، لهذا يقوم الطبيب المتابع بفحص ضغط دم الحامل في كل زيارة؛ نظراً لما تكشفه قراءة ضغط الدم من معلومات مهمة حول صحة الحامل والجنين.
عن معاناة الحامل من انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم يدور التقرير التالي، وفيه يستعرض الدكتور خليل عبد الرحمن، أستاذ أمراض النساء والتوليد، الأسباب والأعراض والمضاعفات لكل من انخفاض وارتفاع الضغط، وتأثيرهما على صحة الحامل والجنين.
1- أسباب وأعراض انخفاض ضغط الدم

تتمثل الأعراض في: الإغماء، الغثيان، تشوش الرؤية، التعب، التنفس بشكل سريع، برودة الجلد وتعرقه، الدوخة أو الدوار، ويعد انخفاض ضغط الدم أثناء الحمل أمراً طبيعياً، وعادة ما يعود هذا الضغط إلى المستويات الطبيعية بعد الولادة.
تعرفي إلى أعراض الضغط المنخفض والأنواع..
أسباب انخفاض الضغط:
- نوم الحامل على الظهر أو جانبها الأيمن، مما يسبب ضغط الرحم المتضخم على الوريد الرئيسي، ويقلل من تدفق الدم، فيحدث انخفاضٌ بضغط الدم.
- وجود أمراض القلب.
- مشكلات في الكلى.
- اضطرابات الغدد الصماء.
- البقاء في الفراش لوقت طويل.
- نقص التغذية، والالتهابات.
- فقر الدم، وتناول بعض الأدوية.
الحمل خارج الرحم: ويحدث هذا الحمل عندما تنغرس البويضة الملقحة خارج الرحم، وفي حال تمزقها تعاني الحامل من فقدان الدم بشكل كبير، ما يُشعرها بالإغماء والتعرق والدوار، ما يعني انخفاض ضغط الدم بشكل خطير.
الضغط على الأوعية الدموية: قد تكون التغيرات الهرمونية سبباً في تمدد الأوعية الدموية، ما يؤدي لانخفاض ضغط الدم في الثلث الأول من الحمل، بجانب أن تضخم الرحم يسبب ضغطاً على الأوعية الدموية، قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
الإصابة ببعض الأمراض: فقر الدم ونقص السكر في الدم، سبب أيضاً لانخفاض ضغط الدم أثناء الحمل، وكذلك إذا كنتِ تعانين من أي أمراض متعلقة بالقلب؛ فقد تسبب انخفاضاً كبيراً في مستويات ضغط الدم.
الجفاف: عندما يفقد جسم الحامل كمية من الماء أكثر مما يستهلكه؛ يمكن أن يسبب ذلك الضعف والدوخة والتعب.
الحمى والقيء والإسهال الشديد: بجانب الإفراط في استخدام مدرات البول والتمارين الشاقة، والإصابة بالجفاف لدى الحامل، فهذا يسبب انخفاضاً بضغط دم الحامل.
نقص العناصر الغذائية: نقص فيتامين ب 12 وحمض الفوليك لدى الحامل يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، حيث يمتص الجنين المغذيات من الأم، ومن ثَمَّ تكون الأم عرضة للإصابة بفقر الدم، والذي يبطئ الدورة الدموية، ويسبب انخفاضاً بضغط الدم.
تأثير انخفاض ضغط الدم على الحامل والجنين

أشارت الدراسات إلى وجود خطر مباشر على الجنين، بما في ذلك خطر الإملاص، بجانب حدوث بعض المخاطر على الأم، مثل:
الإغماء: يعد من المخاطر المحتمل حدوثها؛ بسبب انخفاض ضغط الدم عند الحامل، إذ قد تسبب حالات الإغماء المتكررة خطورة على صحة الأم في المقام الأول.
تلف الأعضاء الداخلية: انخفاض ضغط الدم بشكل حاد يمكن أن يسبب حدوث تلف في الأعضاء الداخلية، مما قد يؤدي إلى مشكلات في وصول الدم إلى الجنين، ما يؤثر على صحته.
طرق لتجنب المضاعفات:

- الالتزام بمواعيد زيارة الطبيب بشكل منتظم خلال فترة الحمل، وتناول أدوية الضغط كما وصفها الطبيب.
- تجنّب الوجود في أماكن التدخين، والحرص على استشارة الطبيب، مع عدم تناول الأدوية من دون وصفة طبية.
- ممارسة التمارين الرياضة وإبقاء الجسم نشيطاً، تبعاً لتوصيات الطبيب حول النشاط البدني المسموح به.
- الالتزام بنظام غذائي صحّي، واستشارة اختصاصي تغذية عند الحاجة إلى مساعدة إضافية.
- إعطاء الأم أدوية لمنع حدوث نوبات تشنج خلال فترة المخاض، في حال ظهور أعراض شديدة قبل مرحلة تسمم الحمل.
- مراجعة الطبيب لتحديد التعديلات اللازمة على الأدوية قبل الولادة، فقد تُستبدل الأدوية لتخفيف ضغط الدم بأدوية أخرى.
ارتفاع ضغط الدم وتأثيره على الحامل والجنين
تعاني الحامل من ارتفاع ضغط الدم إذا تجاوز الضغط لديها 140/90 ملم زئبق، وقد يسبب ذلك الارتفاع العديد من المضاعفات؛ مثل: الآلام للرقبة والبطن، عدم وضوح الرؤية، ومعاناة الحامل من احتباس السوائل.
وبالنسبة للمخاطر التي يتعرض لها الجنين فهي: انخفاض الوزن عند الولادة، لذا يجب على الحامل عند ملاحظة ارتفاع ضغط الدم، بعد مرور 20 أسبوعاً من الحمل، التوجه فوراً إلى طبيبة التوليد.
2- أسباب ارتفاع ضغط الدم عند الحامل

- الحوامل اللواتي تجاوزن عمر 35، ولديهنّ تاريخ من ارتفاع ضغط الدم.
- الحامل التي تعاني من السمنة أو مرض السكري؛ تكون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
- الإصابة بتسمم الحمل، أو ارتفاع ضغط الدم في حمل سابق.
- معاناة الحامل من ارتفاع ضغط الدم المزمن أو مرض السكري أو أمراض الكلى، أو بعض أمراض المناعة الذاتية؛ مثل مرض الذئبة.
- زيادة الوزن (مؤشر كتلة الجسم بين 25.0 و 29.9) أو السمنة (مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر).
- الحمل المتعدد؛ أي بتوائم، أو أن تكوني حاملاً للمرة الأولى، أو أنجبتِ طفلك الأخير منذ أكثر من 10 سنوات.
- الحمل عن طريق الإخصاب في المختبر.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
- ضغط الدم أكبر من 140/90 مم زئبقي.
- الصداع المستمر، خاصة في الجزء الخلفي من الرقبة.
- ألم قوي في البطن.
- عدم وضوح الرؤية والحساسية للضوء.
- تورم أطراف الجسم؛ مثل الساقين أو القدمين أو الذراعين.
مضاعفات بسبب ارتفاع ضغط الدم
- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة لكل من الحامل والجنين.
- يسبب مشاكل في القلب والكلى والكبد والسكتة الدماغية ومشاكل تخثر الدم والنوبات.
- يسبب مشاكل طبية طارئة؛ مثل انفصال المشيمة عن جدار الرحم.
- النساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل هنَّ أكثر عرضة للولادة القيصرية والولادة المبكرة.
- مضاعفات تصيب الجنين؛ مثل: تدفق الدم إلى المشيمة، وهو الجزء الذي يحمل الأكسجين والغذاء إلى الجنين، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض وزن الجنين عند الولادة، أو الولادة المبكرة (قبل 37 أسبوعاً من الحمل).
علاج ارتفاع ضغط الدم
-
إدارة ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، من خلال العلاج والمراقبة الدقيقة والتحدث مع الطبيب.
-
التأكد من حصول الحامل على رعاية منتظمة قبل الولادة، والتحدث إلى الطبيب قبل البدء في تناول أي دواء أو إيقافه.
-
الراحة وتناول 2 إلى 3 لترات من الماء يومياً، واتباع نظام غذائي متوازن يشمل الفيتامينات والمعادن.
-
الابتعاد عن تناول الأطعمة المصنعة؛ مثل النقانق أو الأطعمة المعلبة أو الحلويات أو البطاطس المقلية.
-
ممارسة نشاط بدني معتدل؛ مثل المشي أو اليوغا أو التمارين الرياضية المائية، لمدة 2 إلى 3 مرات في الأسبوع.
ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.