علامات التمدد أثناء الحمل هي نوع من الندبات التي تظهر عندما يتمدد الجلد أو ينكمش بسرعة. غالباً ما تحدث نتيجة الحمل، وزيادة الوزن، وفقدانه، وأحياناً بسبب كمال الأجسام. تشمل خيارات العلاج تجديد سطح الجلد بالليزر، التقشير الجلدي، الوخز بالإبر الدقيقة، وكريمات الريتينول. في هذا السياق، تلقي الدكتورة إيمان عيتاني، اختصاصية الطب التجميلي من "لور استيتك كلينك"، الضوء على أهم أسباب هذه الظاهرة التي تُؤرق الكثير من النساء، وسبل علاجها.
ما هي علامات التمدد؟
علامات التمدد هي خطوط مجوفة متغيرة اللون، وغائرة قليلاً، تشبه الندبات في الجلد. تظهر عندما يتمدد الجلد أو يتقلص بسرعة، وتشيع غالباً على البطن، الثديين، الوركين، الأرداف، أو مناطق أخرى من الجسم. هذه العلامات شائعة لدى السيدات الحوامل، خصوصاً في الثلث الأخير من الحمل. ورغم أنها لا تُسبب ضرراً أو شعوراً بالألم، إلا أن غالبية النساء لا يرضين عن مظهر الجلد الناتج عن هذه الخطوط.
من الأشخاص الذين تظهر لديهم علامات التمدد؟
علامات التمدد قد تظهر في عدة مناطق من الجسم؛ مثل البطن، الفخذين، الخصر، الثديين، الذراعين العلويين، أسفل الظهر، والأرداف (المؤخرة). قد تصيب هذه العلامات أي شخص، لكنك أكثر عرضة للإصابة بها في الحالات التالية:
- إذا كنت حاملاً، خاصة إذا كنتِ من ذوي البشرة السمراء، أو من أصل إسباني، أو شرق آسيوي، أو جنوب آسيوي.
- إذا اكتسبت أو فقدت الكثير من الوزن فجأة إذا ازدادت عضلاتك حجماً بسرعة نتيجة ممارسة كمال الأجسام أو رفع الأثقال.
- إذا شهدت طفرة في النمو أثناء فترة المراهقة.
- إذا كان لديك تاريخ عائلي لظهور علامات التمدد (وراثة).
- إذا كنتِ تعانين من متلازمة كوشينغ أو متلازمة مارفان.
- إذا كنتِ تتناولين دواء الكورتيزون لفترة طويلة.
كيف تؤثر علامات التمدد على جسمي خصوصاً بعد الحمل؟
علامات التمدد لا تُسبب ألماً جسدياً، لكنها قد تؤثر على صحة الحامل النفسية. يمكن أن تُسبب لكِ القلق بشأن نظرة الآخرين إليكِ، كما قد تؤثر على نظرتك لنفسك وسلوكك. قد تُصابين بمشاعر التوتر، القلق، أو حتى الاكتئاب؛ بسبب هذه العلامات.
قد تشمل أعراض علامات التمدد ما يلي:
- خطوط غائرة في البشرة.
- تغير اللون (مثل الأحمر، الوردي، الأزرق، الأسود، الأرجواني أو البني).
- يصبح الجلد لامعاً تدريجياً ويظهر بشكل مخطط باللون الفضي أو الأبيض.
- الحكة.
- التهيج.
ما الذي يسبب علامات التمدد؟
عندما يتمدد جلدك أو يتقلص بسرعة، يتسبب ذلك في تكسر الإيلاستين والكولاجين في بشرتك. يلعب الإيلاستين دوراً رئيسياً في السماح لبشرتك بالتمدد، بينما يعمل الكولاجين على توفير البنية والقوة والدعم لبشرتك. مع تعافي بشرتك، تظهر علامات التمدد في المناطق التي يتكسر فيها الإيلاستين.
هل علامات التمدد مُعدية؟ وكيف يمكن تشخيصها؟
لا، علامات التمدد ليست معدية. لا يمكن أن تنتقل علامات التمدد من خلال ملامسة الجلد، كما أنه من السهل تشخيص علامات التمدد. لا يحتاج الأمر بالضرورة إلى استشارة الطبيب لتشخيصها، ولكن إذا قررتِ زيارة الطبيب؛ فسيُجري لكِ فحصاً بدنياً ويراجع تاريخكِ الطبي. إذا اشتبه في أن علامات التمدد لديكِ هي أحد أعراض متلازمة كوشينغ؛ فقد يطلب إجراء فحوصات إضافية.
خيارات علاج علامات التمدد
بشكل عام، علاج علامات التمدد قد يكون أمراً صعباً. عادة ما يُحسّن العلاج مظهر علامات التمدد، لكنه قد لا يختفي تماماً. من الأفضل علاج علامات التمدد في المراحل الأولى لظهورها؛ للحصول على أفضل النتائج. أما علامات التمدد القديمة والعميقة، فيمكن أن يكون علاجها أكثر صعوبة، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:
علاج تجديد سطح الجلد بالليزر
تجديد سطح الجلد بالليزر هو إجراء تجميلي يعتمد على توجيه أشعة ضوئية قصيرة ومركّزة إلى طبقات الجلد العميقة، مما يُحفّز إنتاج الكولاجين، ويحسّن مظهر البشرة. يساعد هذا العلاج في الحصول على بشرة أكثر نعومة وتوحيداً للونها، من خلال إزالة طبقات دقيقة من الجلد وتحفيز نمو ألياف كولاجين جديدة. يُعد هذا العلاج من الطرق الشائعة والفعّالة لتجديد البشرة وتحسين مظهرها العام.
من المتوقع أن تلاحظي تحسناً فورياً بعد العلاج، وقد يستمر تحسن بشرتكِ لمدة تصل إلى عام أو أكثر.
6 علاجات طبيعية لمنع علامات التمدد أثناء الحمل
الآثار الجانبية لتجديد سطح الجلد بالليزر
الآثار الجانبية عادةً ما تكون طفيفة وتستمر من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، مثل التورم الخفيف والاحمرار. ومع ذلك، قد تحدث بعض الآثار الجانبية النادرة، مثل:
- تورم.
- تغيرات في لون البشرة، مثل فرط التصبغ (مناطق داكنة) أو نقص التصبغ (مناطق فاتحة). وفي بعض الحالات، قد تكون هذه التغيرات دائمة.
تقنية تقشير الجلد لعلاج علامات التمدد
التقشير الجلدي هو إجراء طبي يُستخدم لتحسين مظهر الجلد والتخلص من علامات التمدد. خلال هذا العلاج، يتم استخدام مواد كيميائية متخصصة؛ مثل حمض الساليسيليك أو حمض الجليكوليك، وغيرهما، تعمل على إزالة الطبقات العليا من الجلد، مما يساعد في تجديد البشرة وتحفيز نمو بشرة جديدة ناعمة.
يمكن أن يكون التقشير سطحياً أو عميقاً، حسب نوع ومستوى التمدد. عادةً ما يستغرق شفاء البشرة من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع. تظهر النتائج بشكل كامل بعد عدة أسابيع أو أشهر من العلاج، وقد تحتاجين إلى عدة جلسات للحصول على أفضل النتائج.
الآثار الجانبية لتقشير الجلد
قد يسبب التقشير الكيميائي بعض الآثار الجانبية المؤقتة، مثل:
- احمرار الجلد وتقشّره.
- تغيرات في لون البشرة، حيث قد تظهر تصبغات داكنة، أو على العكس بقع فاتحة.
الوخز بالإبر الدقيقة (الميكرونيدلينغ)
أثناء جلسة الوخز بالإبر الدقيقة، يتم استخدام إبر رفيعة لعمل ثقوب دقيقة في البشرة. هذا يُحفِّز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، مما يعزز تماسك البشرة ويحسّن مظهرها. عادةً ما يحتاج معظم الأشخاص من ثلاث إلى ست جلسات لتحقيق النتائج المرجوة. قد يحتاج البعض إلى فترة من أربعة إلى ستة أشهر لرؤية النتائج بشكل كامل، وقد يستغرق الأمر وقتاً أطول في بعض الحالات.
الآثار الجانبية للوخز بالإبر الدقيقة
أكثر الآثار الجانبية شيوعاً هي التهيج الخفيف واحمرار المنطقة المعالجة، وغالباً ما تهدأ هذه الآثار خلال أيام قليلة. ومع ذلك، قد يحدث تلف في الجلد؛ مثل الكدمات، الاحمرار، الشد، الحكة، أو التقشير. عادةً ما تزول هذه الآثار خلال أيام أو أسابيع.
العلاج بالأمواج فوق الصوتية (Ultrasound Therapy)
العلاج باستخدام الأمواج فوق الصوتية يساعد في تعزيز إنتاج الكولاجين في البشرة، مما قد يساعد في تحسين مظهر علامات التمددوتقليل شدتها.
العلاج بالراديوفركونسي ميكرونيدلينغ (Radiofrequency Microneedling)
هو علاج مبتكر يجمع بين تقنيتي الميكرونيدلينغ (الوخز بالإبر الدقيقة) والترددات الراديوية (Radiofrequency)؛ لتحفيز تجديد البشرةوتعزيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين في الجلد.
عادةً ما تحتاج بعض النساء إلى 3-6 جلسات لتحقيق أفضل النتائج، حسب نوع الجلد والمشكلة المراد علاجها.
الآثار الجانبية المحتملة
احمرار وتورم: قد يحدث احمرار في الجلد بعد العلاج، وعادةً ما يزول في غضون ساعات إلى أيام.
جفاف الجلد: يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من جفاف مؤقت في الجلد بعد الجلسة.
ألم خفيف: قد يشعر بعض الأشخاص بألم طفيف أو إحساس بالوخز أثناء أو بعد العلاج.
يمكن ملاحظة تحسن تدريجي في مظهر الجلد بعد الجلسات الأولى، ولكن النتائج الكاملة تظهر عادةً بعد 3-6 أشهر من العلاج؛ بسبب عملية تجديد الكولاجين المستمرة.
علاج إبر محفزات الكولاجين (Collagen Stimulating Injections)
إبر محفزات الكولاجين هي تقنية علاجية تهدف إلى تحفيز إنتاج الكولاجين في البشرة، مما يساعد في تحسين مظهر علامات التمدد وتقليل ظهورها. يتم حقن مواد تحتوي على مكونات تحفز إنتاج الكولاجين في مناطق علامات التمدد، مما يعزز تجديد الجلد وتحسين تماسكه ومرونته.
عادةً ما يحتاج الشخص إلى عدة جلسات (من 3 إلى 6 جلسات) للحصول على أفضل النتائج، ويعتمد عدد الجلسات على حجم وشدة علامات التمدد.
الآثار الجانبية المحتملة:
- تورم أو احمرار في المنطقة المعالجة.
- ألم خفيف أو إحساس بالحكة مؤقت.
- ظهور كدمات في بعض الحالات.
علاج الخلايا الجذعية لعلامات التمدد
الخلايا الجذعية هي خلايا غير متخصصة قادرة على التحول إلى أنواع مختلفة من الخلايا في الجسم. في مجال علاج تمدد الجلد، يمكن استخدام الخلايا الجذعية لتحفيز تجديد الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين. تساعد هذه الخلايا على إصلاح الأنسجة التالفة وتحسين مظهر الجلد، مما يؤدي إلى تقليل ظهور علامات التمدد. يتم الحصول على هذه الخلايا عادةً من الدهون الذاتية (من جسم المريض نفسه)، أو من الأنسجة الجذعية المشتقة من الدم، أو الحبل السري.
علاج الإكزوزوم لعلامات التمدد
الإكزوزوم هي جزيئات صغيرة تُنتجها الخلايا وتُستخدم لنقل البروتينات، والمواد الوراثية (مثل الحمض النووي والحمض النووي الريبي) والعوامل البيولوجية الأخرى بين الخلايا. في مجال العلاجات الجلدية، تُستخدم الإكزوزومات لتحفيز عملية إصلاح الأنسجة وتعزيز إنتاج الكولاجين وتجديد الخلايا في البشرة.
الآثار الجانبية المحتملة
- تورم أو احمرار مؤقت في المنطقة المعالجة.
- حكة أو ألم خفيف في بعض الحالات.
- ظهور كدمات في أماكن الحقن.
علاج الريتينول لعلامات التمدد
الريتينول هو مشتق من فيتامين "أ"، ويُستخدم في العديد من كريمات العناية بالبشرة لتحسين ملمس البشرة وتحفيز تجديد الخلايا. يُساعد الريتينول في تقليل ظهور علامات التمدد وتحسين مرونة البشرة. ومع ذلك، قد يتطلب الأمر ستة أشهر من الاستخدام المنتظم قبل ملاحظة نتائج ملحوظة.
الآثار الجانبية لعلاج الريتينول
على الرغم من أن الريتينول لا يتسبب في ترقيق البشرة، قد تظهر بعض الآثار الجانبية عند استخدامه، وتشمل هذه الآثار:
التقشير، الجفاف، الاحمرار، الحساسية للضوء أو الشمس، تغير لون الجلد.
هل هناك علاجات منزلية لعلامات التمدد؟
هناك بعض العلاجات المنزلية التي قد تساعد في تقليل مظهر علامات التمدد. وعلى الرغم من أن هذه العلاجات قد لا تكون فعّالة بنفس القدر، مقارنةً بالعلاجات الطبية المتخصصة، إلا أنها قد تُسهم في تحسين مظهر البشرة وزيادة مرونتها. إليكِ بعض العلاجات المنزلية:
جل الألوفيرا (الصبار)
يُعتبر الألوفيرا من المكونات الطبيعية التي تساعد في ترطيب البشرة وتهدئتها. يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل الاحمرار والالتهاب المرتبط بعلامات التمدد الجديدة.
حمض الهيالورونيك: أثبتت الأبحاث أن المنتجات التي تحتوي على حمض الهيالورونيك قد تساعد في منع علامات التمدد. قد يستغرق الأمر من 4 إلى 6 أشهر للحصول على النتائج المرجوة.
عشبة سنتيلا أسياتيكا
تحتوي هذه العشبة على تركيبة عالية النقاء من سنتيلا أسياتيكا، وهو مستخلص طبيعي يحتوي على فيتامينات A وC وH. يساعد في تنظيف وترطيب البشرة. تم تصميمه للحفاظ على نعومة وامتلاء البشرة طوال فترة الحمل وما بعدها. يمتص الكريم علامات التمدد الناعم بسرعة، مما يغذي ويرطب البشرة من دون أن يترك شعوراً دهنياً. يُنصح بتدليك الكريم بلطف على علامات التمدد يومياً للحصول على أفضل النتائج. قد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن تبدأ النتائج في الظهور.
هل زبدة الكاكاو تزيل علامات التمدد؟
زبدة الكاكاو وزيت جوز الهند وزيت الزيتون وزيت اللوز تساعد في ترطيب البشرة وتحسين مرونتها، إلا أن الدراسات تُظهر أنها لا تعالج علامات التمدد أو تمنع ظهورها بفعالية.
هذه العلاجات قد تساعد في تقليل مظهر علامات التمدد، لكنها عادةً ما تكون أكثر فعالية في الحالات المبكرة أو الطفيفة. في الحالات المتقدمة أو العميقة، قد تحتاجين إلى العلاجات الطبية المتخصصة للحصول على أفضل النتائج.
هل تختفي علامات التمدد؟
بناءً على نوعية الجلد وشدة التمدد، يمكن أن تصبح علامات التمدد أقل وضوحاً مع الوقت، خاصة إذا تم اتباع العلاجات المناسبة. ولكن في الغالب، لا تختفي علامات التمدد تماماً، بل تتغير ملامحها وتصبح أقل بروزاً. ولا يوجد ما يضمن عدم ظهور علامات التمدد. لكن الجمع بين الترطيب واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة.
هل يمكن منع ظهور علامات التمدد؟
على الرغم من أن بعض العوامل مثل الوراثة أو التغيرات الهرمونية قد تكون خارج إرادتك، إلا أنه يمكنك اتخاذ بعض التدابير للحد من ظهورها:
الحفاظ على وزن مستقر: تجنب التغيرات الكبيرة والسريعة في الوزن قد يساعد في تقليل خطر ظهور علامات التمدد.
الترطيب: الحفاظ على ترطيب الجلد بشكل جيد باستخدام كريمات مرطبة أو زيوت طبيعية قد يساعد في تعزيز مرونة الجلد ومنع التشققات أثناء الحمل.
التغذية الصحية: تناول غذاء غني بالفيتامينات (مثل فيتامين C وE) والمعادن قد يعزز صحة الجلد ويقلل من احتمالية تكوّن علامات التمدد.
الرياضة: تساعد في الوقاية من ظهور علامات التمدد وتقليل مظهرها.
هل هناك أطعمة تخفف من علامات التمدد؟
من الجيد أيضاً تناول الأطعمة التي تعزز صحة البشرة، بما في ذلك الأطعمة:
- الغنية بالزنك؛ مثل المكسرات أو الأسماك.
- الغنية بفيتامينات "أ، ج، د"، مثل الجزر، الحمضيات، والحليب.
- الغنية بالبروتينات مثل العدس، الفاصوليا، البروكلي، لحوم البقر الخالية من الدهون، والدجاج.
دمج العلاجات المتنوعة لعلاج علامات التمدد
للحصول على أفضل نتائج في علاج تمدد الجلد (أو علامات التمدد)، يُفضل غالباً دمج عدة إجراءات علاجية؛ لتعزيز فاعلية كل منها وتحقيق نتائج أفضل في وقت أقصر. يعتمد العلاج المثالي على نوع الجلد وشدة التمدد، بالإضافة إلى توقعاتك بشأن النتائج.
دمج هذه العلاجات المتنوعة يمكن أن يُحقق أفضل النتائج لعلاج تمدد الجلد، خاصة إذا كانت العلامات شديدة أو قديمة. من المهم استشارة طبيب متخصص لتحديد العلاج الأنسب بناءً على حالتك الجلدية والمشاكل المحددة التي تعانين منها.
* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
