تُعَدُّ طريقة الولادة القيصرية هي الطريقة الثانية للولادة، ويتم اللجوء إليها في حالات خاصة لأن الأطباء يحبذون دائماً الولادة الطبيعية، وحيث إن مضاعفاتها تكاد تكون محدودة إضافة لفوائدها للأم والمولود، ولأن الولادة القيصرية تكون حلاً لمشاكل قد تواجه الأم أو الجنين، فلذلك تتساءل النساء حول عدد مرات الولادة القيصرية المسموح بها لها خلال فترة حياتها الإنجابية.
ترتبط عدد مرات الولادات القيصرية لكل امرأة بعدة عوامل، ولذلك فقد التقت "سيدتي" في حديث خاص بها الدكتور عادل أبو الروس، استشاري النساء والولادة، حيث أشار إلى ما بين الخرافة والحقيقة؛ هل عدد مرات الولادات القيصرية المسموح بها يكون ثابتاً لكل الحوامل أم هناك عوامل تتحكم فيها في الآتي:
لماذا يتم اللجوء إلى عملية الولادة القيصرية؟

- اعلمي أن الولادة القيصرية تعرف بأنها حالة خروج المولود والمشيمة من خلال إحداث شق عرضي في قاع البطن، وتتم طريقة الولادة القيصرية في حالات حمل وظروف معينة تواجه هذا الحمل، وتكون دائماً خياراً ثانياً بعد خيار الولادة الطبيعية عندما يجد الأطباء أن حجم المولود كبير، وفي حالات الحمل بتوائم.
- توقعي أنه إذا كانت المرأة قد مرت بحالة ولادة قيصرية سابقة؛ فيفضل بعض الأطباء اتخاذ قرار إجراء العملية القيصرية للمرة الثانية، وإن كان الشكل أو الهيئة التي يتخذها الجنين غير طبيعي مثل المجيء بالمقعدة فيكون ذلك هو السبب الذي يؤدي لخيار الولادة القيصرية للمرة الثانية، وفي حالة حدوث الحمل عند الأم في سن متقدمة أي "بعد الخامسة والثلاثين"، وفي حالة معاناة الأم الحامل من زيادة الوزن المفرطة أي السمنة؛ فيتم اتخاذ قرار إجراء العملية القيصرية، إضافة لوجود سبب مهم، وهو معاناة الحامل من ضيق في الحوض، وفي هذه الحالة يكون السبب لديها خَلْقِياً، ويتم اتخاذ قرار إجراء الولادة القيصرية في كل حالات الولادة المسموح بها للمرأة وليس مرة واحدة فقط؛ لأن عدم نزول جنينها إلى الحوض يعني أن يتعرض الجنين للخطر لعدم مرور الحامل بمرحلة الطلق من الأساس.
الشروط التي تتحكم بعدد مرات الولادات القيصرية
طريقة خياطة البطن
توقعي أن خطوة خياطة البطن في الولادة القيصرية الأولى تلعب دوراً كبيراً في تحديد طريقة الولادة الثانية، وحيث إن هناك بعض النساء اللواتي يتعرضن لخطر حدوث الالتصاقات وكذلك خطر النزيف، وحيث إن البطن يتكون من سبع طبقات، وبطريقة إغلاق وخياطة البطن يتم تحديد عدد الولادات حيث إنه في بعض الأحيان يحدث التصاقات في البطن أو المثانة أو الأمعاء ويحدث أحياناً أن تصاب الأم بالتصاقات المشيمة خلال الولادة القيصرية، وبالتالي يجب أن يطمئن الطبيب إلى سلامة جدار البطن لاتخاذ قرار الولادة القيصرية المتتالية.
المباعدة بين الولادات
احرصي على التباعد بين الولادات في حال كنت قد وضعت مولودك الأول عن طريق الولادة القيصرية، وحيث يفضل أن تكون المدة بين كل ولادة والأخرى لا تقل عن العامين من أجل صحتك وتعافيك، وكذلك من أجل صحة المولود، ولأن الجسم يحتاج لفترة طويلة لكي يسترد عافيته بعد الولادة وتزداد هذه الفترة في حال الولادة القيصرية، فكلما باعدت المرأة بين الولادتين يكون احتمالات أن تنجب أكثر بحيث يكون لديها مثلاً خمسة أطفال في حين أن بعض النساء قد يشترط عليها الطبيب أن تنجب ثلاث مرات فقط، وذلك لأنها لم تباعد بين الولادات.
حجم الجنين

توقعي أن يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية الولادة القيصرية إذا كنت من النساء الحوامل اللواتي يحملن بأجنة ذوي وزن زائد، فمن الطبيعي أن يكون وزن الجنين الطبيعي ما بين 3_4 كيلو جرامات أو أقل من ثلاثة كيلوجرامات بنصف الكيلو، ولكن هناك بعض النسوة اللواتي يحملن بأجنة يطلق عليها اسم "الطفل العملاق"، وهو الجنين الذي يتجاوز وزنه خمسة كيلو جرامات مثلاً، وهو يكون بصحة جيدة ولكن هناك عوامل تؤدي لأن يكون بوزن زائد، ومنها العوامل الوراثية وفي هذه الحالة يلعب وزن الجنين دوراً في خيار الولادة القيصرية؛ لكي لا تتعرض الأم لمضاعفات الولادة الطبيعية، والتي تؤثر بدورها على سلامة الجنين حيث قد يؤدي طول فترة المخاض لحدوث الاختناق في قناة الولادة.
احتمالات الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية

- لاحظي أن العلماء قد توصلوا إلى أن 2% من النساء اللواتي ولدن ولادة طبيعية بعد الولادة القيصرية، أنهن قد تعرضن لمضاعفات خطرة مثل تمزق الرحم أو النزيف أو العدوى، وذلك مع اتخاذ قرار الولادة الطبيعية بعد العملية القيصرية من أجل تخفيف المتاعب بعد الولادة، وهناك دراسة علمية هامة أُجريت في أسكتلندا على نحو 74 ألف امرأة؛ خلصت إلى أن الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية تشكل مخاطر على الأم والجنين في الوقت نفسه؛ وحيث إن خيار الولادة القيصرية الثانية يتسبب بحدوث مخاطر أقل من تلك التي تحدث بسبب خيار الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية.
- توقعي أنك في حال اتخذت قرار الولادة الطبيعية بسبب حرصك على تجنب متاعب التخدير مثلاً في العملية القيصرية التالية قد تؤدي إلى أن تتأثر الأنسجة التي أصيبت بالضعف في عملية قيصرية سابقة، وذلك لأن هناك بعض الأعضاء المحيطة قد تكون عالقة وقريبة من الرحم كالمثانة؛ ما يعرض الأم الحامل لمخاطر يمكن تجنبها.
- لاحظي أن المرأة التي تلد للمرة الثانية بعد الولادة القيصرية تعاني من مشكلة وهي صعوبة توسع الرحم، وهذه المشكلة قد تؤدي إلى مشكلات صحية عند الأم مثل حدوث تباطؤ ضربات قلبها بسبب التعرض إلى التعب والإجهاد وبذل الطاقة اللازمة لاستمرار الحزق والطلق، كما أشارت الدراسة الأسكتلندية إلى أن 8% من الأجنة قد عانوا من مشكلات صحية عند الولادة الطبيعية بعد الولادة القيصرية مقارنة مع نحو 6% من الأجنة الذين وُلدوا عن طريق العملية قيصرية، كما أن نسبة التعرض لخطر ما يعرف بالتصاق المشيمة في الرحم في الحمل الثاني بعد حدوث الولادة القيصرية يكون كبيراً، ولذلك يتعرض الجنين للخطر.
قد يهمك أيضاً: بين الخرافة والحقيقة: هل الولادة الثانية تكون أسهل وأسرع من الولادة الأولى؟
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.