عندما يقترب موعد الولادة قد تتوجه الحامل إلى الطبيب لكي تتأكد أنها سوف تلد عن طريق العملية القيصرية، والسبب في رأيها أن الطبيب قد أخبرها في وقت سابق أنها تعاني من ضيق في الحوض، والحقيقة أن ضيق الحوض عند النساء له عدة أنواع، وأن الطبيب يستطيع تحديد أن المرأة الحامل لديها مشكلة في الحوض في مرحلة معينة وليس قبل الولادة بفترة طويلة
احرصي واهتمي على أن تلدي طفلك ولادة طبيعية؛ بسبب مزاياها الكثيرة، واتبعي عدة نصائح وإرشادات لذلك، ولا تفكري بأن لديك مشكلة في الحوض تحتم إجراء ولادة قيصرية ما لم يكن الأمر كذلك فعلاً، "سيدتي" التقت وفي حديث خاص بها باستشارية النساء والولادة الدكتورة جيهان عليان، حيث أشارت إلى الإجابة عن سؤال مقلق يراودك مع اقتراب موعد الولادة وهو هل يعد ضيق الحوض عند الحامل من أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية في الآتي:
متى ينزل الجنين في حوض الأم؟
لاحظي ان نزول الجنين إلى الحوض باتجاه مجرى الولادة يحدث في الشهر الثامن، وليس على حسب اعتقاد بعض النساء الحوامل اللواتي يعتقدن أنه ينزل مع بدء طلق الولادة مثلاً، ولذلك فمن الطبيعي أن ينزل الجنين في الحوض متجها برأسه إلى الأسفل في المدة ما بين الأسبوع 32_36 من أسابيع الحمل ولذلك فيجب عدم القلق حين تحصل الأم على صورة من خلال السونار ويخبرها الطبيب بذلك؛ لأن هناك معتقدات أن الجنين قد يغير هيئته بعد ذلك، ولكن الحقيقة عكس ذلك حيث ينزل الجنين ويستقر في الحوض وتبدأ حركته تقل تدريجياً في حين أنه يمارس حياته بشكل طبيعي ويحرك ساقيه وذراعيه مثلاً، وينام ويتغذى أيضاً، ولا يعد نزول الجنين إلى الحوض في هذه الفترة من علامات الولادة المبكرة.
العوامل التي تحدد ضيق الحوض عند الحامل
- اعلمي أن مرحلة الطلق وبدء الاستعداد لنزول الجنين ومروره من مجرى الولادة إلى خارج الرحم هي المرحلة التي تحدد إذا ما كان الجنين سوف يخرج إلى الحياة عن طريق الولادة الطبيعية أو الولادة القيصرية فلا يمكن تحديد نوع أو طريقة ولادتك قبل ذلك على الإطلاق.
- لاحظي أن العلماء قد قسموا أشكال الحوض الضيق عند الحامل أو تضييق الرحم إلى أربعة أشكال وذلك بدءاً من العام 1933، حيث قام أحد أطباء الأشعة الأمريكين بتقسيم أشكال الحوض، ومن بين هذه الأشكال أن الحوض الضيق لا يزيد نسبته عند النساء حول العالم عن 5% ولذلك فخيار اللجوء إلى الولادة القيصرية مرتبط بقرار من المرأة فيما لو كانت لم تدخل في مرحلة الطلق وبدء اعراض ومراحل الولادة.
- تعرفي إلى نوع فحص يتم اجراؤه للحامل خلال الولادة النشطة يقوم به الطبيب في الطب الحديث ويعرف بفحص "patrogram" ويقوم به الطبيب في حال توسع عنق الرحم لمسافة 4 سنتيميتر، حيث يبدأ الطبيب في إجراء عدة قياسات منها توسع عنق الرحم باستمرار ونزول رأس الجنين في الحوض وبعد مرور أربع إلى 6 ساعات من الطلق أي التقلصات الرحمية يبدأ الطبيب في قياس درجة توسع الرحم وزيادتها بالسنتميتر وكذلك درجة نزول رأس الجنين باتجاه مجرى الولادة فيقوم الطبيب بتحديد إذا ما كان هناك مشكلة في الحوض أم أن القياسات التي يحصل عليها الطبيب وكذلك توسع الرحم ليست في المعدل العام، وفي حال كانت تلك القياسات في المعدلات الطبيعية يتم إكمال عملية الولادة الطبيعية والعكس صحيح في حال مرور الوقت أكثر وعدم الحصول على قياسات تتماشى مع وقت الطلق وتوسع عنق الرحم.
- توقفي تماماً عن الاعتقاد أن لديك حوضاً ضيقاً ما لم يحدد ذلك مقياس رأس جنينك، وتناسبه مع توسع عنق الرحم خلال الطلق، ولذلك يجب عليك أن تكوني في حالة نفسية جيدة، وعدم الإصابة بالقلق والتوتر قبل موعد ولادتك بفترة طويلة أو ابتداء من الشهر الثامن تحديداً.
نصائح لتسهيل الولادة الطبيعية
- اهتمي بممارسة التمارين الرياضية، ويفضل أن تكون رياضة المشي وهي أفضل الرياضات، إضافة لرياضات التأمل والاسترخاء وبعض تمارين اليوغا، فيجب أن تعرفي أهمية الاسترخاء والتأمل لصحة الحامل والجنين الجسدية والنفسية؛ لأن الحالة النفسية للحامل تلعب دوراً كبيراً في حصولها على ولادة طبيعية سهلة وبدون مضاعفات، وتساعد الرياضة على توسع عنق الرحم بشكل جيد، مما يؤدي لنزول رأس الجنين بنفس المعدل مع تسارع معدل الطلق والانقباض الرحمي، وعدم اضطرار الطبيب إلى اللجوء لجهاز شفط رأس المولود مثلاً.
- اهتمي بتمارين القرفصاء وكذلك القيام بأعمال منزلية ترتبط بالانحناء، مثل مسح الأرضيات وكذلك صعود السلالم؛ لكي تساعدي في نزول رأس الجنين للأسفل، وتسهيل الولادة الطبيعية التي تحقق لك مزايا كثيرة وكذلك للمولود، وتساعدك على الولادة بشكل أسهل واسرع.
- توقفي عن تغيير شكل جلوسك فجأة وكذلك الوقوف السريع والمفاجيء؛ لكي لا تصابي بالدوخة في شهر حملك الأخير، واهتمي بشرب السوائل وترطيب جسمك باستمرار، مع الاهتمام بالتغذية الصحية السليمة والمتوازنة، وحاولي أن تجهزي مستلزمات مولودك استعداداً لولادة طارئة، ولكن يجب ان تضعي في حسبانك انها ستكون ولادة طبيعية وسوف تعودين بعدها سريعاً إلى البيت.
مزايا الولادة الطبيعية عن الولادة القيصرية
- اختاري الولادة الطبيعية ولا تجعلي الولادة القيصرية خياراً أولياً لك إلا في حال حدوث ظروف معينة مثلا، ولا تطلبي من الطبيب الولادة القيصرية ما لم يكن هناك دواعي طبية تمثل خطراً عليك أو على الجنين مثلاً؛ لأن الولادة الطبيعية تنتهي مضاعفاتها وأعراضها بمجرد نزول الجنين والمشيمة، وتشعرين بتقلصات رحمية بسيطة لمدة يومين سرعان ما تنتهي، على العكس من مضاعفات الولادة القيصرية من حيث صعوبة الحركة والتعرض لمضاعفات التخدير، وقد يؤدي صعوبة الحركة والنزول من السرير بسبب شق الجراحة إلى الإصابة بجلطات دموية في الساق مثلاً بمعنى أن مدة التعافي من الولادة عموماً تكون أسرع في حال الولادة الطبيعية.
- اهتمي بأن تحصلي على ولادة طبيعية لتقليل مضاعفات قد تحصل لطفلك في حال الولادة القيصرية، كما أن المولود يكون مستعداً للرضاعة الطبيعية؛ بسبب أنك لا تحتاجين لوقت من الإفاقة من التخدير، ويمكن أن يوضع المولود إلى جوارك وتلقمينه صدرك ليحصل على مضادات حيوية بكمية كبيرة، تعزز مناعته من السائل الزيتي الذي ينزل من الثدي بعد نزول الجنين، وقبل نزول المشيمة او قطع الحبل السري كما أن الولادة الطبيعية بهذه الطريقة تعزز وتزيد من إدرار الحليب عند الأم.
- اعلمي أن هناك دراسات علمية حديثة قد أثبتت أن الولادة الطبيعية تساعد على إطلاق بروتين خاص في دماغ الطفل الجديد، يعمل على تحسين نمو المخ ووظائف الدماغ مع تقدم عمر الطفل، وابتداء من سن الطفولة حتى مرحلة البلوغ، كما تعمل الولادة الطبيعية على تحسين عمل وكفاءة الجهاز الهضمي للمولود، وتقيه من التلبكات المعوية التي تزيد عند الأطفال الذين ولدوا عن طريق الولادة القيصرية وتأخر إرضاعهم من الأم.
قد يهمك أيضاً: متى يلجأ الطبيب للطلق الصناعي وما هي أضراره؟
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.