إذا كنا بصدد اختيار إحدى أبرز نجمات الفن العربي في 2023، فلا يمكن أن تخلو القائمة، مهما كانت مختصرةً، من اسم النجمة أمينة خليل. الفنانةُ المصريةُ قدَّمت خلال العام الماضي عدداً من الأعمال الفنية الهامَّة، وتألقت على السجادة الحمراء في أكبر المهرجانات السينمائية العالمية، في مقدمتها مهرجان «كان» السينمائي الدولي الذي حضرته مايو الماضي. ولم يكد العام ينتهي حتى توَّجت أمينة نجاحاتها خلاله باختيارها ضمن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بمهرجان البحر السينمائي في جدة إلى جانب نخبةٍ من نجوم السينما العالميين، لتصبح هذه الخطوة بمنزلة درة تاجٍ لإنجازاتها في 2023.
مديرة إبداعية ومنسقة الأزياء: دانييلا بوديس
حوار: معتز الشافعي
تصوير: دانيال أساتر
مكياج: نهى عزالدين
شعر : آر كافيا
مساعد في موقع التصوير: فرانك بينا
إنتاج: إيتشو دوكاو
تصفحوا النسخة الرقمية لـ عدد شهر يناير 2024 من مجلة سيدتي
أمينة خليل
بدايةً نبارك لكِ باختياركِ في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية بمهرجان البحر الأحمر، ماذا تقولين عن ذلك؟
شكراً لكم.
بماذا شعرتِ خلال حضوركِ المهرجان، والوجود مع المخرج الكبير باز لورمان، والممثلة فريدا بينتو، إلى جانب نجومٍ عالميين آخرين، وإسناد هذه المهمة إليكِ؟
بالطبع كنت في غاية السعادة وأنا أحضر هذا الحدث السينمائي الكبير والمهم للغاية، وتأثَّرت كثيراً باختياري لهذه المهمة، التي أتشرَّف بها. شعرت بأن هذا التكليف بمنزلة تقديرٍ لي على مسيرتي الفنية، التي تمتدُّ 13 عاماً، وبذلتُ فيها جهداً كبيراً، واكتسبت خبراتٍ مهمَّة.
هذا التكليف منحني فرصةً عظيمةً بأن أتناقش في السينما عن قربٍ مع أشخاصٍ مُلهمين ورائعين، لقد عشت معهم ثمانية أيامٍ من المتعة، شاهدنا خلالها 17 فيلماً، ولم أشعر بالتعب قط، بل انتابني إحساسٌ بالبهجة بسبب تلك الحالة السينمائية الرائعة، والفرصة العظيمة التي أتيحت لي، وأشكر الله عليها في كل وقتٍ.
ما الفائدة الأكبر التي خرجتِ بها من هذه التجربة؟
التجربة لامست شعوراً رائعاً، كان في داخلي طوال الوقت، وهو حبي واحترامي وتقديري لفن السينما.
"محمد التركي وجمانا الراشد صاحبا رؤيةٍ ملهمةٍ وقادا مهرجان البحر الأحمر إلى العالمية بنجاح"
ما تقييمكِ لدورة 2023 من المهرجان؟
في رأيي، هناك إنجازٌ قياسي، يحدث كل عامٍ في المهرجان، إذ يتطوَّر ويكبر وينمو بسرعةٍ هائلةٍ.
محمد التركي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر، وجمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر، لديهما رؤيةٌ مستقبليةٌ ثاقبةٌ، ويعرفان كيف يصلان لها. لقد جعلا المهرجان عالمياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى عبر نوعية الأفلام المعروضة، والنجوم المُستقطَبين، الذين نستفيد نحن السينمائيين العرب من وجودهم والاحتكاك المباشر بهم، إلى جانب تعريفهم بأفلامنا التي نقدمها، وهذه أمورٌ مهمةٌ للغاية لدعم وتطوير السينما في المنطقة. هذا إضافةً إلى دعم المشروعات السينمائية المميَّزة.
كيف تقيِّمين الأفلام السعودية في الفترة الجارية، وماذا ينقصها لتتطوَّر أكثر؟
وصول السينما السعودية إلى هذا المستوى العالي بسرعةٍ هائلةٍ إنجازٌ كبيرٌ في رأيي، لكن كل الأفلام، بما فيها أعمالُ هوليوود، بها مساحةٌ للتحسُّن والتطوُّر. أعتقد أن ما تحتاج إليه السينما السعودية حالياً، هو التنوُّع في تصنيف ونوعية الأفلام المقدَّمة، إذ يجب أن يكون هناك مزيدٌ من أفلام الأكشن والحركة، والأفلام الرومانسية والكوميدية حتى تستطيع أن تجذب شريحةً أكبر من الجمهور المحلي والعربي والعالمي.
"شماريخ" من التجارب التي أعتزُّ بها كثيراً
قدَّمتِ أخيراً فيلم "شماريخ" مع النجم آسر ياسين، وعُرِضَ أولاً في مهرجان البحر الأحمر، ثم في مصر، كيف تصفين هذه التجربة، وما الذي دفعكِ لقبول الدور؟
«شماريخ» من التجارب التي أعتزُّ بها كثيراً، وقد وقعت في غرام الفيلم فور قراءة السيناريو، وأسعدني الاستقبال الرائع له من قِبل الجمهور سواءً في مصر، أو السعودية. العمل هو الثاني لي مع آسر ياسين، وسعيدةٌ بالتعاون معه ومع المخرج الرائع عمرو سلامة وكل الطاقم الفني، وأتمنى العمل معهم مجدداً.
حققتِ نجاحاتٍ كبيرةً في وقتٍ قصيرٍ، ما عناصر القوة لديكِ التي تمكِّنكِ من التألق؟
التركيز، والإرادة، والعزيمة على النجاح. كذلك الصدقُ مع النفس أمرٌ مهمٌّ للغاية ففي كل عامٍ أقوم بإعادة تقييمٍ ذاتي، ورصد كل السلبيات والإيجابيات في مسيرتي، لكنني أحرص على عدم القسوة عليها، لأنني أعرف أن الكمال ليس من صفات البشر. الغاية من إعادة تقييم خطواتي، هي معرفة ما ينقصني، والعمل على تطويره، كما أركز على أهدافي وأولوياتي، ليكون هناك تقدمٌ وتطورٌ في مسيرتي طوال الوقت.
أتمنى تقديم عمل يتصدى للتنمر
تولين اهتماماً كبيراً بقضايا المرأة، ما أبرز هذه القضايا التي تشعرين بأنها لم تأخذ حقها من الاهتمام في السينما العربية؟
القضية التي تشغلني منذ فترة أكثر من غيرها، هي قضية «التنمُّر» بكل أشكاله وأنواعه، وهي تخصُّ الجميع، وليست المرأة فقط. «التنمُّر» بالنسبة لي من أبشع الأفعال التي قد يأتي بها البشر تجاه بعضهم، خاصةً بين الأطفال، إذ تنتشر هذه الظاهرة بشكلٍ كبيرٍ في المدارس، وتكبر داخل الطفل، وأعتقد أن الأهل لهم دورٌ كبيرٌ في هذا الجانب، والمطلوب منهم غرس ثقافة الحب في أطفالهم، بدءاً من حب النفس، والثقة بها، وحب الآخرين.
تعلَّمتِ الباليه وأنت في سنٍّ صغيرةٍ، ما الدور الذي لعبته في تكوين شخصيتكِ على المدى البعيد؟
الباليه منحتني التركيز والالتزام، فهي أشبه بالبيئة العسكرية من ناحية الانضباط ودقة المواعيد. بدأت ممارستها في سن الثالثة، وظللت أرقصها حتى صار عمري 20 عاماً، وهو ما ساعدني في فهم جسدي واحترامه، ومعرفة كيفية تطويعه واستخدامه في التعبير الحركي، إلى جانب التركيز الكبير، إذ يعيش الشخص داخل دروس الباليه بكامل روحه وعقله وجسده، وينعزل تماماً عن أي موثرٍ خارجي، وهذا كله انعكس إيجاباً على عملي ممثلةً فيما بعد.
درستِ الإخراج لكنكِ لم تمارسيه حتى الآن بشكلٍ احترافي، هل تنوين دخول المجال، وما القصة، أو القضية التي تحلمين بتقديمها بوصفكِ مخرجةً؟
أحبُّ التمثيل كثيراً، ومع ذلك ما زلتُ في داخلي أحلم بالإخراج. لأقوم بهذه الخطوة بشكلٍ سليمٍ، كان عليَّ أولاً دراسة كافة الجوانب المحيطة بعملية الإخراج الفني، وهو ما فعلته، قبل دخولي التمثيل، وقد ساعدني عملي كممثلة في فهم طبيعة العلاقة الإنسانية الواجب توفرها بين المخرج والممثل، فالمخرج الجيد، هو الذي لا يكتفي فقط بمعرفة أين يضع الكاميرا بشكلٍ صحيحٍ، وكيف يقدم رؤيةً إبداعيةً للعمل، بل ويعرف أيضاً كيف يعامل الممثل بالشكل الأمثل الذي يمكنه من خلاله استخراج أفضل ما لديه من موهبةٍ وقدراتٍ فنيةٍ تخدم العمل ككل.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط أمنية خليل
تمتلكين عديداً من المقومات التي تؤهلك للتمثيل في هوليوود، بما فيها الموهبة والخبرة والطموح وإجادة اللغة، هل تخطِّطين جدياً لهذه الخطوة؟
صراحةً، أحلم بهذا الأمر طوال الوقت، وهو حلم الأحلام لأي ممثلٍ في العالم، لكنني مؤمنةٌ بأن العمل الجاد، والإخلاص، والطموح، والتطوُّر السبيلُ لبلوغ أي هدفٍ، وأن كل شيءٍ يأتي في وقته المناسب.
أنوي خوض تجربة الإخراج وأحلم بتقديم الفوازير والتمثيل في هوليوود
هل سنرى حلمكِ بتقديم الفوازير مثل النجمة شريهان يتحوَّل إلى واقعٍ قريباً؟
أتمنى ذلك، لكن لا أعرف إن كان هذا الحلم ممكناً الآن أم لا. تقديمُ الفوازير أمرٌ مرهقٌ وشاقٌّ، خاصةً من حيث طريقة التقديم، إذ يجب أن تناسب الجمهور في هذا العصر، كما أن الموضوع يتطلَّب بذل مجهودٍ بدني كبيرٍ، وتقديمه بالشكل الأمثل على أرض الواقع، وهذا ما يجعلني مترددةً.
تجمعكِ ثنائيةٌ رائعةٌ مع الفنان محمد ممدوح «تايسون»، ما السر وراءها؟
قدَّمت مع محمد ممدوح مشهداً واحداً في مسلسل «جراند أوتيل» عام 2016، ومنذ ذلك الوقت وكلُّ واحدٍ منَّا يتمنى العمل مع الآخر. أنا ومحمد تجمعنا علاقة صداقةٍ قوية، أسهمت في اختصار المسافات، وخلق حالةٍ من التفاهم والترابط بيننا خلال العمل.
تابعي اللقاء الخاص مع هنا شيحة في جلسة تصوير وحوار حصري لـ«سيدتي»: الشهرة نعمة إذا أدركنا مسؤوليتها
لن أقدِّم أي عملٍ درامي في شهر رمضان المقبل
هل سنراكِ بعملٍ درامي، أو كوميدي في رمضان 2024؟
مع الأسف، لن أقدِّم أي عملٍ درامي في شهر رمضان المقبل، عكس المعتاد، إذ كنت أحرص طوال الأعوام الماضية على تقديم عملٍ درامي خلال الشهر الكريم. بصراحة لم أجد هذا العام القصة المناسبة التي تبهرني، وتدفعني لتقديمها، وتنال إعجاب جمهوري، لذا فضَّلت أخذ قسطٍ من الراحة، خاصةً بعد تقديمي عدداً كبيراً من الأعمال خلال الفترة الماضية، ولعل في الأمر خيراً حتى أجدِّد طاقتي ونشاطي، وأعود بعد فترة الراحة بأعمالٍ ترضيني وترضي جمهوري كما أحاول أن أفعل دائماً.
لمَن تدينين بالفضل في تكوين الشخصية التي أنتِ عليها اليوم، ولماذا؟
لأبي وأمي، فهما اللذان غرسَا في داخلي قيم الحب والتفاهم والاحترام.
إطلالاتكِ راقيةٌ، وتجمع بين الذوق العالي وبين كونها مناسبةً لكِ، كيف تختارينها؟
أختار الأشياء التي تجعلني أشعر بالسعادة والراحة، وأؤمن بأن الجمال ينبع من الداخل أولاً، وعليه من الممكن أن أرتدي قطعاً بسيطةً للغاية، وأشعر بالسعادة والرضا، وينعكس ذلك على مظهري الخارجي، والعكسُ صحيحٌ، فلدي قناعةٌ بأن للأزياء طاقتها الخاصة، لذا على الشخص أن يختار ما يناسب جسده، وألَّا ينجذب للموضة فقط.
كيف ستختارين شريك حياتكِ، بالعقل أم بالقلب، وما أبرز مواصفاته؟
في وقتٍ سابقٍ، كنت أختار بالقلب فقط، وأدافع كثيراً عن هذا الاختيار، لكنني الآن أؤمن بأن التوازن بين العقل والقلب مهمٌّ وضروري للغاية، وهو السرُّ وراء نجاح الاختيار.
ما أجمل المدن التي زرتِها؟
أعشق جزيرة بالي في إندونيسيا، وأسافر إلى هناك كل عامٍ حيث أقضي الصيف كله بها، فهي مصدرُ إلهامٍ بالنسبة لي، وأجدِّد طاقتي وشغفي فيها، وأنعزل عن العالم كلياً. أي شخصٍ مشهورٍ، يحتاج من وقتٍ لآخر لأن يذهب إلى مكانٍ لا يعرفه فيه أحدٌ، وأن يتصرَّف بشكلٍ طبيعي وعفوي، وهذا ما أجده في بالي، وأشعر فيها بالحرية، وعندي احترامٌ كبيرٌ لأهلها، إذ يؤمنون بقدسية الأرض، ويمارسون طقوساً روحانيةً رائعةً لمباركتها.
كذلك زرت المالديف في 2023، وهي رائعةٌ للغاية، وجنوب إفريقيا، وفيينا، عاصمة النمسا الجميلة، حيث قابلت مجموعةً من المصريين هناك، وأحببت الأجواء فيها.
ما الدول التي تتمنين زيارتها؟
أغلب بلدان منطقة أمريكا الجنوبية، مثل المكسيك والبرازيل وكوبا، كذلك أحلم بزيارة بيرو، وتسلُّق جبل ماتشو بيتشو الشهير.
أي «براندٍ» للمجوهرات المفضَّل لديكِ؟
أحبُّ كل المجوهرات التي تحوي أحجاراً كريمةً، مثل الياقوت والزمرد.
ما أهم نصيحةٍ جماليةٍ تقدِّمينها لمتابعيكِ؟
الحرص على استخدام الكريم الواقي من الشمس باستمرارٍ، فالشمس في بلداننا العربية تحديداً قويةٌ للغاية، وتترك آثاراً ضارةً على البشرة، ويمكن تجنُّبها إذا تبنَّينا ثقافة استخدام الكريمات الواقية من الشمس بشكلٍ صحيح.
ننصحكم بمتابعة اللقاء الخاص مع سارة عبد الله: الأمومة أهم إنجاز في حياتي
كيف تحافظين على رشاقتكِ؟
من خلال الأكل الصح.
عند التسوق، ما أكثر الأشياء التي تحرصين على شرائها؟
مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة.
عطركِ المفضَّل؟
Tova.
ما أحبُّ أدواركِ لقلبكِ؟
دور «نازلي» في «جراند أوتيل»، ودور «زيزي» في «خلي بالك من زيزي»، فقد كانت شخصيةً قريبةً من الناس، وشعر كثيرٌ من المشاهدين، خاصةً النساء والفتيات بأنها تشبههم في أمورٍ عديدة.
مَن هو/هي:
صديقك المفضَّل؟
شقيقتي الصغرى زينة.
مكتشفكِ فنياً؟
ماريان خوري، وتامر حبيب.
مثلكِ الأعلى؟
أوبرا وينفري.
مطربكِ ومطربتكِ المفضَّل؟
لا يوجد مطربٌ مفضَّلٌ، ومن المطربات أحبُّ بيلي إيليش وإليسا.
ما هي:
نقطة قوتكِ؟
لا أتأثر بالعقبات.
نقطة ضعفكِ؟
الانغماس في العمل بكل حواسي لدرجة أنني أنسي نفسي أحياناً.
أكبر مخاوفكِ؟
فقدان أحد المقرَّبين مني.
أكبر أحلامكِ؟
القضاء على ختان الإناث في مصر.
سيعجبك قراءة عن سيدات عربيات في علم الآثار ..متعة البحث والاكتشاف