استطاعت الفنانة التونسية عائشة بن أحمد أن تتخطى مرحلة الشهرة بخطوات واثقة نحو النجومية من خلال مشاركتها في عدد قليل من الأعمال الفنية في التلفزيون والسينما، تاركة بذلك بصمة واضحة عند الجمهور بأداء تمثيلي فني ومتميز وممتع، وصفه البعض بالسهل الممتنع، وعلى الرغم من مصاحبة عائشة في بداية مشوارها لنجوم مثل منى زكي وأحمد عز وخالد النبوي وغيرهم في أعمال حققت نجاحاً كبيراً، فإن أحداً لم يستطع أن يسرق منها الكاميرا، بل استطاعت بما تمتلك من إمكانات وأحاسيس وطاقات إبداعية أن تكتب اسمها بثقة بين الكبار. عائشة خصت سيدتي بجلسة تصوير وحوار خاص، وسألناها عما يقال عنها، وفسرت لنا ذلك.
حوار | مصطفى عبد العال Mustafa Abdulaal
تنسيق | ساره مرتضى Sarah Mourtada
تصوير | كريستين صليب Christine Salib
تنسيق الأزياء | يمنى مصطفى Youmna Mostafa
تصفيف شعر | ملك سامي Malak Sami
مكياج | سهى خورى Soha Khoury
انتاج | Snap 14
موقع التصوير | thatreallycoolstudio@
تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2181 من مجلة سيدتي
أتبع مدرسة الاختزال في الأداء التمثيلي رغم صعوبتها ووصفها بالبرودة
ليس سهلاً أن تقول سأتجه للعالمية، فالموضوع يحتاج إلى طاقة
في البداية، سألنا عائشة عن رأي الفنان علاء مرسي الذي قال: إن عائشة تمتلك مقومات فنية كبيرة جداً تمثل السهل الممتنع في الأداء، أثناء ملاحظته عندما تعاون معك في «وعد إبليس» الرجاء شرح هذه المقولة؟
أجابت عائشة: سعدت بذلك كثيراً جداً، خاصة أن الرأي لفنان كبير، وإن كنت لم أعرف تحديداً المشهد الذي كان يعنيه بكلامه، وقد شاركت هذا الرأي الذي أعتز به على صفحتي، ومعنى أسلوب السهل الممتنع في التمثيل هو الأداء المختزل، وهو إحدى مدارس الفن التمثيلي، خاصة في تونس، وهو نوع من الأداء يعتمد بشكل كبير على قدرة الممثل، وإبراز موهبته، وبقدر ما يوجد اختزال في الأداء من جانب الفنان بقدر ما يكتسب مصداقية، وبقدر ما ينتقل بأحاسيسه إلى المشاهد بشكل جميل.وأضافت: هناك مدارس فنية أخرى ترى أن هذه الطريقة نوعٌ من البرودة في الأداء، وهي مدارس، كل فنان يتخذ طريقة معينة للتعبير عن أحاسيسه بما يراه مناسباً لتوصيل الفكرة. وبالنسبة إلى لفنان علاء مرسي، فقد صورت معه مشهدين أو ثلاثة في مسلسل «ملف سري»، فلم أشعر بأنه سعيد بأدائي حينذاك، ولهذا فقد فاجأني بما قاله عني وسعيدة بذلك.
عكس الاتجاه السائد
جرت العادة أن يقدّم الفنان في بداية حياته الفنية أدواراً من أجل الانتشار السريع، ثم يبدأ في تحديد اختياراته بأدوار متميزة، لكنك لجأت إلى أدوار صعبة في تونس لم تحقق لك نظرية الانتشار، فلماذا سرت عكس الاتجاه؟
لأن من وجهة نظري أهم مرحلة في حياة الفنان هي كيفية اختياراته في بداية مشواره الفني، لو بدأ بأعمال هابطة أو دون المستوى، ورسخت في ذهن الجمهور بأنها بداية تعارف، ثم تحوّل بعدها إلى أعمال جيدة، فالمشاهد لن يتذكر إلا الانطباع الأول. والحمد لله حظي كان جميلاً في بدايتي بهذه الأعمال القيمة، فأنا وضعت البصمة الخاصة بي. ونظراً إلى أنني لم أدرس في أكاديمية الفنون المسرحية أو السينما، فوضعي كان حساساً أكثر من الفنانين الآخرين، وهو ما تتطلب مني أن أثبت نفسي، فلا يمكن أن أقدم شيئاً سطحياً، حتى لا يقال إنني لست متخصصة في هذا المجال. كما اشتغلت كثيراً على نفسي لصقل موهبتي بالدراسة الحرة في ورش العمل الفنية والمسرحية والمشاهدات والمناقشات المتنوعة في مجال الفن، وتعلمت العديد من الفنون المختلفة والمتنوعة التي لم أكن أعرفها لتساعدني.
ثم صمتت قليلاً قبل أن تقول: بعد ذلك عندما أقوم بالمشاركة في أعمال تجارية للشهرة أو الانتشار فهي فقط لأكون موجودة، على اعتبار أنني حققت مفهوم التميز في بداية اختياراتي.
بعض أعمالك في تونس هو ما يطلق عليه أفلام مهرجانات، فهل حققت نجاحاً جماهيرياً مع الناس؟
في الغالب كل الممثلين العالميين، سواء في أميركا أو فرنسا أو إيطاليا، كلهم يقدمون مزجاً بين هذه الأعمال، فلا يقدمون أعمالاً فنية بحتة، أو ما يسمى المهرجانات على حد تعبيرك فقط، إذ سوف يكون مصيره النسيان، مع أن العمل الذي كان شارك فيه لن يتوارى، لكن لا بد من وجود أفلام تجارية بالتوازي مع هذه النوعية من الأفلام. فلا يمكن أن تقدم أعمالاً ترفيهية بالكامل، ولا تقدم أعمالاً تعيش لفترات طويلة، فأنا بصفتي ممثلة أحتاج إلى هذه النوعية من الأفلام الفنية البحتة، وكذلك أحتاج إلى التجارية، فلا بد من أن يكون هناك توازن طوال الوقت لدى الفنان.
الاستفادة من كل الفنون
هل دراستك في مجال الجرافيك والإعلان أفادتك بصفتك فنانة؟
أي شيء يوجد فيه فن استفدت منه بصفتي ممثلة بطريقة غير مباشرة.. كنت أرسم وأنا صغيرة وأرقص وما زلت حتى الآن، وقد تندهش إذا قلت لك إن الفيلم الذي شاهدته مع والدي منذ صغري واستمتعت به أفادني حالياً ومازلت أسترجعه في ذاكرتي، فأنا ممتنة جداً لكل شيء له علاقة بالفن دون استثناء.
من باب أن كل ألوان الفن مفيدة، هل جربت الغناء؟
تضحك قبل أن تجيب: الشيء الوحيد من الفن الذي لم أحب أن أفعله، هو الموسيقى التي ترتقي بالأحاسيس والمشاعر، لكن للأسف لم أقْدِم على هذه التجربة، فأنا أحب أن أدندن في البيت، لكن بالطريقة الاحترافية فليس لدي الوقت لذلك، إضافة إلى أنني لا أستحسن صوتي، فأنا لدي مكتبة موسيقية كبيرة استمتع بسماع الموسيقى والغناء فيها، لكني لم أحب أن أغني، لكن لو عرض علي دور يتخلله غناء فسوف أحاول تقديمه بالتعلم والممارسة، إلا أنني لا أحب أن أغني إطلاقاً.
اتجاهك لتقديم أعمال أجنبية، هل يشجعك على الانطلاق إلى العالمية؟
بالفعل كانت لي تجربة في فيلم إيطالي «بارا تاس» للمخرج لجارا ديونج، وقد تم عرضه في مهرجانات عدة، وتم شراؤه من قبل عدد من القنوات الإيطالية والبريطانية ومنصة تايم فيديو.
وتضيف: بالتأكيد، أي فنان لديه طموح للعمل في السينما العالمية، لكن لا أعرف إذا كنت سأستطيع الدخول إلى هذا المجال أم لا؛ لأن الموضوع يحتاج إلى طاقة كبيرة جداً، فليس سهلاً أن تقول سأتجه إلى العالمية، فالموضوع ليس نزهة أو رحلة.
مع أنك تمتلكين مقومات فنية وموهبة، فلم لا، وماذا تعنين بالطاقة؟
سوف أوضح ذلك. عندما أتيت إلى مصر للدخول إلى مجال التمثيل في هوليوود الشرق، بدأت من الصفر على الرغم مما قدمته في تونس، فقد كانت تونس محطة بداية لها ظروفها ومقوماتها، ثم القاهرة انطلاقة لبداية ثانية بظروف ومقومات أخرى. لذلك، عندما تفكر في محطة ثالثة كالعالمية، يجب أن تكون مهيأ نفسياً لمرحلة من الصفر، فهل ستكون لدي طاقة مرة أخرى لذلك، لكن لو أتيحت لي فرصة كبيرة سيكون الأمر مختلفاً. بالطبع، سوف أرحب بقبول التجربة، ومن جهة أخرى فأنا سعيدة بما أقدمه في مصر وتونس والتنوع الذي أقدمه، وهذا ما يشعرني بأنني عائشة.
تابعي المزيد: تصنيف الدكتورة خلود المانع ضمن أقوى 50 شخصية عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي
مجوهرات من هاوس أوف غلامور House of Glamour
«نيوتن» مرحلة مهمة في مشواري الفني
دراما المنصات توفر جهد الفنان ووقته وتؤدي الرسالة نفسها
تقديم الأعمال المعقدة
أنت تميلين بطبعك إلى نوعية من الأعمال تندرج تحت مسمى مركبة أو معقدة فنياً، مع أن ملامحك تختلف عن هذا التوجه؟
بالفعل أتفق معك في كوني أحب تقديم الأعمال المعقدة، لكن لا أتفق في علاقة الدور بالملامح، فليس له علاقة بالشكل، فكلما كان الدور مركباً ومعقداً كنت مستمتعة بتقديمه، بخلاف الدور الذي يكون سهلاً ولا يتطلب مني مجهوداً، ولا يشعرني بمتعة العمل فيه. لذلك، دائماً أبحث عن هذه النوعية من الأدوار المعقدة والمركبة التي تشبع موهبتي. كما أحب العمل مع كثير من المخرجين الأقوياء؛ لأن كل واحد منهم يُخرِج مني شيئاً جديداً.
من تستشيرين في أعمالك، فمثلاً عندما يُعرض عليك سيناريو: هل تشاركين أحداً في الرأي أم تتخذين قرار القبول بنفسك؟
تقول بسرعة وبلهجة واثقة: أستشير نفسي وأستفتي قلبي، فأولاً أقرأ النص جيداً، فإذا شعرت بأن قلبي أصابته الدهشة، يكون العمل جيداً. وهذا الأمر مررت به كثيراً وعندما أخوض التجربة من دون أن تتملكني الدهشة لا ينال العمل النجاح المرجو. أما في حالة الدهشة فيناله النجاح الكبير، فأنا أكثر إنسان يمكن أن يحكم على نفسه، وأعتقد بشكل عام أن الفنان أكثر إنسان يستطيع أن يقيّم نفسه.
قلت عن خالد النبوي عندما شاركته في حلقات «النزوة»، يمكن أن أتعلم منه الكثير، فهو دقيق جداً، ويكتب بعض التعليقات، بماذا أفادتك تجربتك معه؟
فعلاً، قلت ذلك؛ لأن الفنان خالد النبوي مدرسة فنية من طراز متميز، ومن يعمل معه يجب أن يخرج بالكثير، ويتعلم من مدرسته، فهو يدقق في كل تفاصيل العمل، ويكتب ملاحظات كثيرة بألوان متعددة، وهو يفهم ذلك، ويستفيد، ويرسم، ويختار الملابس بدقة. فأنا بالفعل ألاحظ ما يقوم به، وأسأله وهو يجيب ولا يبخل بالتوجيه والنصح والتشجيع، وعلى الرغم من كونه نجماً، فإنه يتهيأ للدور ويذاكر المشهد من كل جوانبه، ويراجع تفاصيله، فهو يعطي روحاً للمشهد الذي يقدمه، وأنا كنت سعيدة بالعمل معه.
في مسلسل «نيوتن» شاركت نخبة من الفنانين، بعدد قليل من المشاهد، ومع ذلك حققت شخصية أمينة نجاحاً كبيراً وتركت بصمة؟
من أحسن الأدوار التي قدمتها هي في مسلسل «نيوتن»، على الرغم من صغر مساحة الدور. لكنني كنت أتمنى العمل مع المخرج تامر محسن، فعندما تحدثنا معاً سعدت جداً لأمرين؛ لأنه صارحني في البداية أن الدور صغير، فطلبت منه أن يحكيه لي فعندما حكاه قلت «إيه الحلاوة دي»، ووافقت من دون تردد، مع أنه طالبني بالتفكير، لكني أصررت على المشاركة في العمل. الفنان سيد رجب رائع في موهبته، وأيضاً محمد ممدوح، ولم ألتق الفنانة منى زكي إلا في عدد قليل من المشاهد، لكن جميع فريق العمل كان أسرة واحدة من التعاون؛ ما أسهم في هذا النجاح.
المسلسلات المحدودة
بالنسبة إلى أعمال المنصات الإلكترونية التي انتشرت مؤخراً ذات الحلقات الست أو العشر، هل أصبح مريحاً نسبياً مقارنة بالمسلسلات ذات الـ 30 حلقة؟
بالتأكيد طبعاً، الحلقات الست أو العشر بالفعل مريحة، لكن مسلسل «وعد إبليس» كان استثنائياً، على الرغم من أنه حلقاته قليلة، 6 حلقات فقط، لكنها مساوية لـ 30 حلقة، فقد استغرق تصويره ثلاثة شهور، وهي الفترة الزمنية نفسها التي يتم فيها تصوير مسلسل ضخم، إضافة إلى مجهود نفسي وبدني كبيرين في هذا العمل. لكن عادة أغلب الأعمال في المنصات 15 حلقة، وهي تجربة مفيدة وناجحة وأحب العمل فيها، فهي لا تستهلك طاقتنا حتى النهاية، وبالتالي لا يكون هناك ملل من الشخصية، كما توصل رسالة الفنان المرجوة من العمل.
قدمت فيلمين في مصر «ريتسا» و«توأم روحي» يحملان طابعاً رومانسياً، فما الفرق بينهما، خاصة مع وجود تشابه في الفكرة؟
لم يكونا مشتابهين، بالعكس، هما مختلفان تماماً، مع أن الأفكار رومانسية، فالمعالجة مختلفة فبعد عام كامل من عرض «توأم روحي» جاء «ريتسا»، والحقيقة كانت لي رغبة في عودة الأفلام الرومانسية، وهي نقطة التشابه بين الاثنين، الرومانسية فقط، لكن كلاً منهما مختلف تماماً عن الآخر. وكنت قد ابتعدت عن الأكشن أو الكوميدي، وهي الأفكار السائدة في السينما، وأرغب في أن يذهب المشاهد إلى دور العرض لمشاهد عمل رومانسي ذي بعد اجتماعي ونفسي، فأنا شعرت بحاجة الناس لمشاهدة الأعمال الرومانسية، فقد كانت ردود الأفعال مذهلة، وتحديداً «توأم روحي». فالجمهور متعطش لهذه النوعية.
مسرحية «زنقة الستات»
لديك مشاركة في مسرحية «زنقة الستات»، فهل لها علاقة بالاسم نفسه لمسرحية عرضت في ستينيات القرن الماضي؟
لا، هي مسرحية فرنسية للمؤلف المسرحي ليكليم دي بوكسيه، وهي مسرحية كوميدية تدور حول ثلاث نساء يتطلقن ويتقاسمن المسكن نفسه. ثلاثتهن يعشن مرارة تجربة الطلاق بطريقة كوميدية. فقد كانت تجربة جميلة ومفيد بالنسبة إلي، وهي مختلفة تماماً عن زنقة الستات المصرية، وكانت أول مرة أقدم عملاً مسرحياً، على الرغم من قيامي بعدد كبير من ورش المسرح. وقد لاقى هذا العمل نجاحاً كبيراً في تونس، كنت أقدمه يومياً، وهو ما أوجد في داخلي شعور التفاعل والارتجال مع الجمهور مباشرة، وهذا ما جعلني أحب ما يطلق عليه في السينما One Shout أي لا يوجد فيه تقطيع، وهو ما يكتسبه الفنان في عمله بالمسرح؛ حيث يعطي للفنان طاقة فريدة. ويوجد فنانون كثيرون لم يستطيعوا التوقف عن العمل في المسرح لما فيه من شعور جميل يتولد يومياً بالتفاعل مع الجمهور.
تابعي المزيد: رشحت للفوز بجائزة امرأة العام مع الاحتفاء العالمي بالأمن السيبراني الدكتورة فاطمة الحربي: منظومة الأمن السيبراني في السعودية في تطورٍ مستمر
أحب تصفح الكتب الورقية وأسمع الموسيقى وأشاهد أفلام الجوائز
هناك مقولة إن الفنان الذي لم يقدم مسرحية في حياته فهو لم يمثل، فماذا ترين في ذلك؟
بالفعل، لأنه لم يعش تجربة التفاعل مع جمهور المسرح، فأنا عندما انتقلت إلى مصر، كنت أعرض هذه المسرحية في تونس فلم يكن من الممكن استكمال هذا الأمر، لكني لو كنت في تونس لاستمر عملي في المسرح نظراً لحالة الحب الكبير التي تنتاب الممثل على خشبة المسرح. وللأسف، منذ ثلاث سنوات أتيحت لي الفرصة للعمل على المسرح مع النجم يحيى الفخراني في مسرحيته «الملك لير»، لكن في تلك الفترة كان لدي عمل آخر في بيروت حال دون ذلك، فقد كنت أتمنى العمل معه بشدة، وحالياً لو أتيحت لي الفرصة لعمل مسرحي، فعلى الفور سأتجه مباشرة إليه، فهي تجربة جميلة، وأشعر بأني مقصرة في المشاركة في الأعمال المسرحية.
وقت الفراغ
بعيداً عن التمثيل، كيف تعيشين حياتك؟
بمجرد الانتهاء من عملي في أي مشاركة فنية، اتجه على الفور إلى تونس لقضاء الوقت مع أسرتي التي أشتاق إليها كثيراً، وأزور عائلتي وأصدقائي، لكني عندما أكون في مصر أمارس التدريبات والتمارين الخاصة بي، كما يوجد بعض الأصدقاء الذين ألتقيهم، إضافة إلى مكوثي في البيت كثيراً؛ حيث أشاهد أفلاماً في وقت الفراغ، وأحب تحضير بعض الأكلات، وأتسامر مع قططي.
ما نوعية الأفلام التي تستهويك؟
حسب حالتي النفسية، أحب طبعاً مشاهدة أفلام المهرجانات التي لم يحالفني الحظ لمشاهدتها، وبعض أصدقائي لديهم هذه الأفلام فأشاهدها معهم. وأحياناً أحب ألا أفكر في شيء، فأبحث عن فيلم ترفيهي للتسلية، وهذا يحدث خاصة عندما أكون مرهقة.
هل تميلين لمشاهدة نجوم زمان من خلال أفلام الأبيض والأسود؟
في الحقيقة كان لدي مشكلة مع تلك الأفلام سواء كانت عربية أم أجنبية، لم أكن أشاهدها ولم أكن ميالة لذلك، لكن منذ عامين بدأت مشاهدة بعضها الإيطالية والمصرية، مثل أفلام مارلون براندو القديمة. أحس أنني بحاجة إلى مشاهدتها لمعرفة كيف تطور التمثيل خلال عقود من الزمان
هل تمارسين الرياضة؟
بالفعل أمارس الرياضة والرقص في الجيم، من خلال كورسات أتلقاها مع مجموعة متدربين، سواء رقص شرقي أو غربي.
هل تفضلين قراءة الكتب ورقياً أم إلكترونياً؟
أحب القراءة من الكتب الورقية، فلا أعرف القراءة عبر الإنترنت، حتى السيناريوهات لا بد أن ترسل لي مطبوعة، فأنا من الجيل الذي يحب قراءة الورق، وأكتب ملاحظاتي علي ورق السيناريو. وفي الكتب أخط على بعض النقاط التي تستوقفني لكي أرجع إليها في وقت آخر، فأنا أحب أن يكون الكتاب في يدي، ولدي نسخة في مكتبتي عندما أريد الرجوع إليه أعرف مكانه.
هل تحبين السفر؟
أحب السفر، لكن للأسف الوقت لا يسعفني لذلك، فعندما يتاح لي وقت أذهب على الفور إلى تونس لقضاء الوقت مع أسرتي، فلا يوجد متسع من الوقت لكثرة السفر، لكني أخطط حالياً لتخصيص وقت للسفر، ففيه فوائد عديدة.
مولعة بالطعام
هل جربت عمل أكلات تونسية ومصرية؟
لم أجرب عمل أكلات مصرية؛ لأن أغلبها يعتمد على اللحوم والدواجن، وأنا لا آكل اللحوم مطلقاً. لذلك دائماً أحضّر أكلات من المطبخ التونسي أو المطبخ الأوروبي لا تدخل في مكوناتها اللحوم، وأحب تناول الأسماك، فأنا أحب الأكل بطبعي، وعندما أكون متفرغة في البيت أحب صنع بعض الأكلات «أدلع نفسي»، لذلك يزيد وزني في تونس بسبب الأكل.
هل يقول لك أبوك وأمك ملاحظات عن أدوارك؟
بالتأكيد، لكن أبي شخصية حساسة جداً لا يحب الأعمال الحزينة، فهو يحب الفرح والضحك، ولا يميل إلى مشاهدة العنف أو المآسي، في حين أن أمي عندما تشاهد عملاً وأريد رأيها أطالبها بأن تشاهده بمفردها لكي لا تتأثر برؤية أبي، وعندما أتحدث معها عن هذه الأعمال أنتقد نفسي أمامها قبل أن توجه لي أي نقد أو ملامة.
ألم تفكري في الحب؟
لا يوجد إنسان لا يفكر في الحب، كلنا نفكر أن نحب وننحب، وهذا أحلى شيء في الوجود، وهو نصيب. وعندما يحين وقت الحب من الله فأكيد سنُحب.
ما حكمتك التي تؤمنين بها؟
أن الفرح وراؤه حزن، لذلك عندما يأتي فرح وسعادة أنتظر شيئاً حزيناً، والعكس بعد الحزن يأتيك الفرح، فالأحوال لا تدوم على حال.
هل تغضبين سريعاً؟
بالفعل، أنا عصبية جداً، وقد أثور سريعاً من عدم الاهتمام أو اللامبالاة من الآخرين... أيضاً عدم تحمل المسؤولية من البعض.
ما الأشياء التي لا تحبين أن يفعلها أمامك أصدقاؤك وأحباؤك؟
أكثر شيء يضايقني الكذب، فهو يجعلني أغضب كثيراً، وأثناء العمل أكون في حالة عصبية ومتوترة، ولا أطيق أن يتحدث إلي أحد، وعندما أنتهي من عملي أصبح شخصية أخرى تماماً، أغني وأضحك وأرقص.
لماذا لا تستخدمين المكياج كثيراً، وهل لذلك تفسير مرتبط بأن الإنسان الصريح يرفض القناع أو المكياج؟
بالفعل، لا أحب المكياج، خاصة في التمثيل، فأنا أريد أن تستريح بشرتي، كما أنني في التمثيل لا أحب أن أجعله مكثفاً؛ حتى أعطي فرصة لطلة الوجه، ولمعة العين، ووهج البشرة، أن تسطع على المشاهد، فلو كثفت المكياج فسيكون الوجه مثل البلاستيك، وأصبح مثل الدمية. أما عن الصراحة والأقنعة، فهناك فأناس كثيرون يزعلون مني؛ لأنني أقول الصراحة مجردة، خاصة عندما يكون العمل غير جيد مثلاً، وأنا في العمل نفسه أقول لبطل العمل إن العمل سيئ، وهو ما يسبب الضيق وسوء الفهم مع الآخرين. الصراحة في الحياة أجمل شيء بين البشر.
تابعي المزيد: الطبيبة والسبّاحة السعودية مريم بن لادن: أحاول ربط إنجازاتي بأعمالٍ إنسانية
مجوهرات من هاوس أوف غلامور House of Glamour