دياموند بو عبود الممثلة اللبنانية: أحلم بترك بصمة إيجابية عبر الفن 

إطلالة من كوجاك استوديو Kojak Studio
إطلالة من كوجاك استوديو Kojak Studio

دياموند أبو عبود نجمةٌ لبنانيَّةٌ، أصبحت سريعاً اسماً لامعاً في سماءِ الدراما العربيَّة، وحجزت لنفسها مكانةً متميِّزةً بين نجماتِ جيلها بفضلِ موهبتها الفريدة، وأدائها الصادق. في هذا الحوارِ معها، نقتربُ أكثر من تفاصيلِ مسيرتها الفنيَّة، ونتعرَّفُ على أسرارِ نجاحها، وتطلُّعاتها المستقبليَّة، إضافةً إلى تأثيرِ الدعمِ اللامحدود من زوجها الفنَّان هاني عادل لها، ورؤيتها للتمثيلِ، والصحَّة النفسيَّة، وأسلوبها في الحياة.
 

حوار | معتز الشافعي Moetaz Elshafey
تنسيق | ساره مرتضى Sarah Mourtada
تصوير | يسرا فوزي Youssra Fawzy
تنسيق الأزياء | آية نجم Aya Negm
شعر | أنطوني منصور Anthony Mansouur
مكياج | سهى خوري Soha Khoury
موقع التصوير | فندق Fairmont Nile City، مصر


دياموند أبو عبود

إطلالة من شهيرة لاشين Shahira Lasheen

 


رحلة فنية حافلة بالتحديات والإنجازات

أنتِ واحدةٌ من أبرزِ النجماتِ اللبنانيَّات في الدراما العربيَّة حالياً، كيف ترين تطوُّرَ مسيرتكِ الفنيَّة؟

أشعرُ بالامتنانِ لكلِّ ما حقَّقته حتى الآن. طوال مسيرتي، كنت حريصةً على احترامِ كلِّ عملٍ، وكلِّ دورٍ أقدِّمه، وأسعى دائماً إلى التطويرِ من نفسي، والتثقيفِ الذاتي. هدفي الأساسُ تقديمُ أداءٍ صادقٍ، يحترمُ عقلَ وقلبَ المُشاهِد، والحمد لله، وجدتُ تقديراً من الجمهور. شغفي الكبيرُ بالتمثيل، يدفعني دوماً للبحثِ عن أدوارٍ متنوِّعةٍ، وتحدِّياتٍ جديدةٍ.

ما الدورُ الذي تعدِّينه نقطةَ تحوُّلٍ في مسيرتكِ، ولماذا؟

كلُّ دورٍ قمتُ به، ترك أثراً في تطوُّري بوصفي ممثِّلةً، وأسهم في صقلِ أدواتي الفنيَّة، لكنْ الأدوارُ التي حققَّت صدى عالمياً، وشاركت في مهرجاناتٍ دوليَّةٍ، كانت بمنزلةِ محطَّاتٍ فارقةٍ في مسيرتي، بينها أدواري في أفلامِ «القضية رقم 23»، «في سوريا»، و«أرزة»، إذ حصلتُ من خلالها على جوائزَ عالميَّةٍ، وتقديرٍ كبيرٍ.

نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع الفنانة هنا شيحة


نجاح مسلسل «سراب»

 

شخصيَّتكِ في مسلسلِ «سراب» لفتت الأنظار، ما الذي جذبكِ لهذا الدورِ، وكيف استعددتِ له؟

أحببتُ شخصيَّة «ريما» في العملِ بسبب تعقيداتها النفسيَّة، وصراعاتها الداخليَّة، وهو ما جعلها مادةً غنيَّةً للاستكشافِ بالنسبةِ لي بوصفي ممثِّلةً. مع أنها تبدو بسيطةً في ظاهرها، لكنْ تفاصيلها تكشفُ عن شخصيَّةٍ عميقةٍ ومتناقضةٍ، لذا بذلت جهداً كبيراً في تحليلها، والتعمُّق في بنيتها النفسيَّة والدراميَّة، بالتعاون مع المخرج أحمد خالد، للوصولِ إلى الشكلِ الذي شاهدتموه على الشاشة.

هل شاهدتِ النسخةَ الأصليَّة من مسلسلِ Seven Types of Ambiguity الذي تمَّ أخذُ مسلسلِ «سراب» عنه قبل تصويرِ العمل؟

لم أشاهد النسخةَ الأصليَّة بالكامل، بل اكتفيتُ بالحلقةِ الأولى فقط منها. كان هدفي أن أتعرَّف على روحِ المسلسل، وألوانِ الصورة، وإيقاعه الخاص، لكنني لم أركِّز على الشخصيَّات، بمَن فيهم «ريما» التي قدَّمتُ دورها، لأنني أتعاملُ مع شخصيَّةٍ جديدةٍ تماماً، وبعيدةٍ عن النسخةِ الأصليَّة. الاقتباسُ هنا، هو إعادةُ الكتابةِ بروحٍ جديدةٍ، وشخصيَّاتٍ تنتمي إلى بيئتنا العربيَّة.

كيف تلقَّيتِ ردودَ أفعالِ الجمهورِ حول كونكِ الوحيدةَ التي تتحدَّثُ باللهجةِ اللبنانيَّة في العمل، بينما يتحدَّثُ بقيَّة الأبطالِ باللهجةِ المصريَّة؟

في الحقيقة، شخصيَّتي في المسلسلِ «ريما»، كُتِبَت منذ البدايةِ باللهجةِ اللبنانيَّة، فهي سيِّدةٌ لبنانيَّةٌ، تعيشُ في مصر، ومتزوِّجةٌ من شخصٍ مصري، لذا كان من الطبيعي أن تتحدَّث بلهجتها الأصليَّة. المخرجُ، وفريقُ العمل، كانوا حريصين جداً على عدمِ خلطِ اللهجتَين على الرغمِ من أن الواقعَ مختلفٌ فعادةً أي شخصٍ، يعيشُ فترةً طويلةً في بلدٍ غير بلده، يبدأ في إدخالِ مفرداتٍ من لهجةِ البلد الجديدِ إلى حديثه، لكنْ هنا كان القرارُ واضحاً بالحفاظِ على نقاءِ اللهجتَين دون دمجهما.

قيل إنكِ لجأتِ إلى طبيبٍ نفسي لمساعدتكِ في تجسيدِ هذه الشخصيَّة، هل هذا صحيحٌ؟


كلا، لم ألجأ إلى طبيبٍ نفسي، لكنني مهتمَّةٌ بعلمِ النفس، ولدي اطِّلاعٌ واسعٌ عليه، لأنه يساعدني في فهمِ الشخصيَّات التي أجسِّدها، وفهمِ ذاتي والآخرين. خلال تحضيري للدور، اعتمدتُ على تحليلي الشخصي، ومناقشاتي مع المخرجِ للوصول إلى البنيةِ النفسيَّة للشخصيَّة.

 

"أختار من الموضة ما يعكس شخصيتي ويشعرني بالراحة"

 

 


أهمية التوازن النفسي

إطلالة من كوجاك استوديو Kojak Studio


هل تؤمنين بأهميَّة الصحَّة النفسيَّة؟

الصحَّة النفسيَّة ضروريةٌ جداً للممثِّل، فهو يعملُ بمشاعره وأحاسيسه، ويحتاجُ إلى فهمِ ذاته، والتعاملِ مع انفعالاته بشكلٍ صحِّي. من المهمِّ أن يكون هناك توازنٌ بين التمثيلِ والواقع، وأن يظلَّ الممثِّلُ صافي الذهن، وقادراً على الفصلِ بين الشخصيَّات التي يؤديها، وحياته الحقيقيَّة. بالنسبة لي، التمثيلُ أداةٌ لفهمِ الذات، وتعزيزِ التعاطفِ والتقبُّل.

فزتِ بجائزةِ أفضل ممثِّلةٍ في مهرجانِ القاهرة السينمائي عن دوركِ في «أرزة»، ماذا يعني لكِ هذا التكريم، خاصَّةً أنكِ حصلتِ على الجائزةِ نفسها عن فيلمِ «في سوريا» عامَ 2017؟

كانت لحظةً مؤثِّرةً ومهمَّةً جداً بالنسبةِ لي. الفوزُ بجائزةِ أفضل ممثِّلةٍ للمرَّة الثانية في مهرجانِ القاهرة السينمائي، الذي أكنُّ له كلَّ الاحترامِ والتقدير، يدلُّ على أن عملي وصلَ، وأثَّر في الجمهور والنقَّاد. أشعرُ بامتنانٍ عميقٍ للجنةِ التحكيم، وكلِّ مَن دعمني في هذه الرحلة.

كيف تلقَّيتِ احتفاءَ الجمهورِ بفيلمِ «أرزة»؟

شعرتُ بسعادةٍ كبيرةٍ وأنا أرى ردودَ الفعلِ الإيجابيَّة، خاصَّةً من الجمهور المصري، الذي أحبَّ الفيلم، وتفاعلَ معه بقوَّةٍ. هذا التفاعلُ كان دليلاً على وصولِ الرسالةِ التي حملها العملُ، وتأثيرها.

من عالم الفن ما رأيك بالاطلاع على هذا اللقاء مع الفنانة ريم سامي


تطلعات مستقبلية


هل هناك شخصيَّةٌ تتمنِّين تقديمها؟

أنا متحمِّسةٌ دائماً لاكتشافِ شخصيَّاتٍ جديدةٍ، وأطمح إلى تجسيدِ أدوارٍ فريدةٍ، تمثِّلُ بيئاتٍ مختلفةً، وتعكس قصصاً واقعيَّةً ذات بُعدٍ إنساني.

إلى أي مدى يُشكِّل دعمُ زوجكِ هاني عادل عاملاً فارقاً في تحقيقِ التوازنِ لديكِ بين العملِ والعائلة؟

دعمُ هاني لي يمنحني القوَّة والثقة، ونحن نساندُ بعضنا، ونتشاركُ الحياةَ بكلِّ تفاصيلها، ما يساعدني في تحقيقِ توازنٍ صحِّي بين عملي وحياتي الشخصيَّة.

ما سرُّ تألقكِ الدائمِ على السجَّادةِ الحمراء؟

الموضةُ بالنسبةِ لي جزءٌ من نمطِ الحياة، وأراها وسيلةً للتعبيرِ عن الذات. أحرصُ على أن أكون على طبيعتي، وأن أرتدي ما يعكسُ شخصيَّتي، ويُشعِرُني بالراحةِ والثقة.

كيف تُحافظين على بشرتكِ وسطَ ضغوطِ العملِ؟

أعتمدُ على الترطيبِ الدائمِ بشربِ الماء بكثرةٍ، إلى جانبِ تنظيف بشرتي صباحاً ومساءً، والتقيُّد بنظامٍ غذائي صحِّي، وممارسةِ الرياضة.

ماذا عن لياقتكِ البدنيَّة، كيف تهتمِّين بها وسطَ جدولِ أعمالكِ المزدحم؟

أمارسُ التمارينَ الرياضيَّة في المنزل، خاصَّةً تمارينَ الليونةِ والتمدُّد stretching للحفاظِ على طاقتي ولياقتي.

ما الذي يجعلكِ سعيدةً خارجَ عالمِ التمثيل؟

العائلةُ، الطبيعةُ، الخيرُ، السلامُ، الأمانُ والتجمُّعاتُ الجميلةُ مع الأحبَّاء.

هل تؤثر الشهرة في حياتكِ الشخصيَّة؟

أتعاملُ مع الشهرةِ بتلقائيَّةٍ وبساطةٍ، وأحاولُ دائماً أن أكون على طبيعتي. أحبُّ الناسَ، وأستمتعُ بالتواصلِ مع المعجبين والجمهور.

هل لديكِِ هواياتٌٌ أخرى بعيداًً عن التمليث؟

أحبُُّ القراءةََ والكتابةََ، والموسيقى والمسرحََ والسينما، وأحبُُّ الرقص.

ما حلمُكِ الأكبرُ الذي لم يتحقَّق بعد؟

أحلمُ بأن يتحقَّق الخيرُ والعدالةُ في العالم، وأن أسهمَ في ذلك من خلال الفنِّ والتمثيل. أتمنَّى أن أترك بصمةً إيجابيَّةً في حياةِ الناس، وأن أنشرَ رسالةَ حبٍّ وسلامٍ في المجتمعات.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط