نجمة "شارع الأعشى" الممثلة السعودية عائشة كاي: أشعر وكأنني في حلم جميل

نجمة "شارع الأعشى" الممثلة السعودية عائشة كاي
الممثلة السعودية عائشة كاي

نجاحٌ كبيرٌ حقَّقه مسلسلُ «شارع الأعشى» دليلُه تصدُّرِه نسبَ المشاهدةِ في دولِ الخليجِ خلال شهر رمضان المبارك. بطلتُه الممثِّلةُ السعوديَّة عائشة كاي، التي أبهرت الجمهورَ بدورها، حلَّت ضيفةً على «سيدتي» في جلسةِ تصويرٍ خاصَّةٍ، وحوارٍ مميَّزٍ لغلافِ عددِ شهر مارس حيث تحدَّثت عن تجربتها في المسلسلِ، وردودِ الفعلِ التي تلقَّتها عن شخصيَّتها، إضافةً إلى كواليسِ اختيارها دورَ «أمّ إبراهيم».
 

حوار | معتز الشافعي Moetaz Elshafey
مديرة إبداعية ومنسّقة الأزياء | جيد شيلتون Jade Chilton
مكياج وشعر | عايدة غلو Aida Glow
مساعدة منسّقة الأزياء | تريكسي هينا أباندو Trixie Hena Abando
إنتاج | إيتشو دوكاو Icho Ducao
موقع التصوير | Enso Studio

 

تصفحوا النسخة الرقمية لـ عدد مارس 2025 من مجلة سيدتي
 

                                                                                               فستان من لايم Lime


عائشة كاي


بدايةً، كيف تصفين جلسةَ تصويرِ الغلاف مع "سيدتي"؟


أشعرُ وكأنَّني في حلمٍ جميلٍ. هذا أوَّلُ غلافٍ أقومُ بتصويره في مسيرتي الفنيَّة، لذا سأظلُّ ممتنَّةً لمجلَّةِ «سيدتي» إلى الأبد.


مسلسلُ "شارع الأعشى" حقَّق نجاحاً كبيراً، وأصبح حديثَ الجمهورِ في كلِّ دولِ الخليج. كيف كانت ردودُ الفعلِ التي تلقَّيتِها، وهل كنتِ تتوقَّعين هذا النجاحَ منذ البداية؟


بصراحةٍ، تعلَّمتُ من تجاربي السابقةِ ألَّا أبني توقُّعاتٍ مسبقةً، لأن الجمهورَ قادرٌ دائماً على مفاجأتنا. مع ذلك، لا أخفي أن ردودَ الفعلِ فاجأتني بشدَّةٍ، خاصَّةً عندما علمتُ أن المسلسل، احتلَّ المركزَ الأوَّلَ في نسبِ المُشاهَدةِ في الخليج. خلال التصويرِ، كنتُ متأكِّدةً من أن الصورةَ ستكون جميلةً جداً، إذ كان أسلوبُ الإخراجِ، يشبه الأفلامَ السينمائيَّة أكثر من كونه مسلسلاً درامياً، لكنْ حجمُ النجاحِ، فاق توقُّعاتي بالفعل.


هل كان لعرضِ "شارع الأعشى" في رمضان دورٌ بنجاحه، أم أن المسلسلَ كان سيُحقِّق الأصداءَ نفسها لو عُرِضَ خارجَ الموسمِ الرمضاني؟


لا يمكنني التنبُّؤ بشكلٍ دقيقٍ، لكنْ لا شكَّ أن العرضَ في رمضان منحه دفعةً قويَّةً، وأسهم في تصدُّره المشهد. رمضان، هو الموسمُ الذهبي للدراما حيث يركِّزُ الكثيرون فيه على متابعةِ المسلسلات، ما يمنحُ أي عملٍ فرصةَ الوصولِ إلى أكبر شريحةٍ من الجمهور.


كيف جاءتكِ فرصةُ المشاركةِ في المسلسل، وما مراحلُ اختياركِ للدور؟


في البدايةِ، طُلِبَ من كلِّ الممثِّلاتِ تقديمُ مشهدٍ لشخصيَّةِ البدويَّة «وضحى». كانت تلك الشخصيَّة التي تمَّ اختبارُ الجميعِ من خلالها بدايةً، وكان من المقرَّرِ أن تُجرى عمليَّاتُ الاختيارِ لاحقاً بناءً على الأداء.

بعد الاختبارِ الأوَّلِ، عُرِضَت عليَّ شخصيَّةُ «أمّ إبراهيم»، وبدأتُ المناقشةَ حول تفاصيلها. أدركتُ أن الشخصيَّة تُناسبني أكثر من غيرها، وهذه إحدى الميزاتِ التي يكتسبُها الممثِّلُ مع مرورِ الوقت حيث يبدأ في فهمِ نوعيَّة الأدوارِ التي يمكنه تقديمُها بأفضلِ صورةٍ.

ومن عالم الفن نقترح عليك لقاء مع الفنانة خيرية أبو لبن

 

 

الدراما أصبحت أكثر جرأة في تقديم القصص التي تعكس هويتنا

 


أدَّيتِ دورَ الأمِّ بامتيازٍ في المسلسل، ما مرجعكِ الذي استندتِ إليه في تجسيدِ هذه الشخصيَّة، وهل تأثَّرتِ بشيءٍ من حياتكِ الخاصَّة؟


عندما ارتديتُ الملابسَ الخاصَّةَ بالشخصيَّة للمرَّة الأولى، شعرتُ بارتباطٍ قوي بـ «أمّ إبراهيم». بمجرَّدِ أن نظرتُ إلى نفسي في المرآةِ، تذكَّرتُ جدَّتي عائشة، رحمها الله، إذ كان هناك شبهٌ كبيرٌ بيني وبينها! كان الأمرُ أشبه بأن روحَها، رافقتني أثناء التصويرِ، وكان ذلك شعوراً عاطفياً قوياً، أثرى تجربتي في أداءِ الدور.


المسلسلُ يعكسُ جزءاً مهماً من تاريخِ الرياض، والسعوديَّة بشكلٍ عامٍّ، كيف تمَّ العملُ على التفاصيلِ التاريخيَّة لضمان الدقَّة؟


من أهمِّ العناصرِ التي جعلتني أشعرُ بأن العملَ سيكون على مستوى عالٍ الدقَّةُ في التفاصيلِ، والتحضيرُ الجيِّدُ. كان لدينا مستشارٌ ثقافي، ومستشارٌ للديكور الداخلي، إضافةً إلى مستشارٍ للأزياء، وهو ما أضفى طابعاً أصيلاً على المسلسل. حتى اللهجاتُ، تمَّ مراجعتُها بدقَّةٍ، إذ كان هناك مدقِّقٌ للهجةِ النجديَّة، وآخرُ للهجةِ البدويَّة، ومدقِّقٌ أيضاً للهجةِ اليمنيَّة، أو الحضرميَّة، ما ساعدَ في تحقيقِ أقصى درجاتِ الواقعيَّة.


أجدتِ اللهجةَ بشكلٍ كبيرٍ في المسلسل، هل يعودُ ذلك إلى الموروثِ العائلي، أم بسببِ مساعدةِ الفريقِ لكِ في إتقانها؟


بالنسبةِ لي، الأمرُ يعتمدُ على الموروثِ، والاستعدادِ الشخصي. والدي من أشيقر، وجدَّتي «والدته» من عنيزة، كما عشتُ نصفَ أعوامِ حياتي في الرياض الأمرُ الذي ساعدني في امتلاكِ أساسٍ قوي للهجة.


هناك مَن رأى أن «أمّ إبراهيم» كانت متشدِّدةً في أسلوبِ تربيتها. من وجهةِ نظركِ، هل كان أسلوبُها صحيحاً، أم يحتاجُ إلى تطعيمه بمفاهيمَ أكثر حداثةً؟


لاحظتُ من ردودِ أفعالِ الجمهور، خاصَّةً من نجد ودولِ الخليج، أنهم كانوا الأكثر تفهُّماً لشخصيَّةِ «أمّ إبراهيم». المسألةُ ليست مجرَّدَ شدَّةٍ، أو تساهلٍ، فهناك أيضاً بُعدٌ اجتماعي عميقٌ. في ذلك الزمنِ، كانت هناك أهميَّةٌ كبيرةٌ للحفاظِ على صورةِ العائلةِ وسمعتها، وكان يُنظَرُ إلى الصرامةِ بوصفها وسيلةً للحمايةِ، وليس التسلُّط! لم تكن "أمّ إبراهيم" متشدِّدةً بقدرِ ما كانت تحاولُ حمايةَ أسرتها وفقاً لما كان يُعدُّ مقبولاً اجتماعياً في تلك الفترة.

 

 

روح جدتي رافقتني أثناء التصوير.. وكان ذلك شعوراً عاطفياً قوياً

 

بلوزة وبنطلون من توم فورد Tom Ford
أقراط من أند أوثر ستوريز &Other Stories

 


كيف كان العملُ خلفَ الكواليسِ مع خالد صقر الذي أدَّى دورَ زوجكِ في «شارع الأعشى»، ومع الممثِّلاتِ اللاتي جسَّدن دورَ بناتكِ؟


عندما يكون اختيارُ الممثِّلين قوياً ومدروساً، ينعكسُ ذلك إيجاباً على التناغمِ الطبيعي بينهم، وهذا ما حدثَ معنا في "شارع الأعشى"، لذا لمسَ الجمهورُ علاقاتٍ عائليَّةً حقيقيَّةً بين الشخصيَّات.


ما أصعبُ مشهدٍ نفسياً، أثَّرَ فيكِ خلال تصويرِ المسلسل؟


هناك مشهدٌ، كان صعباً جداً عليَّ، نفسياً وعاطفياً، وكنت متخوِّفةً كثيراً منه منذ اللحظةِ التي قرأتُ فيها النص، وهو عندما تكتشفُ «أمّ إبراهيم» أن ابنتها لديها علاقةُ حبٍّ مع ابن الجيران، وتدخلُ، بسبب ذلك، في مواجهةٍ مباشرةٍ معها. هذا اليوم، كان عصيباً جداً بالنسبةِ لي، إذ تطلَّبَ مني أن أكون صارمةً وعاطفيَّةً في آنٍ واحدٍ.


قدَّمتِ سابقاً دورَ مديرةِ مدرسةٍ في مسلسلِ «بنات الثانوية»، وهو دورٌ فيه تشابهٌ مع شخصيَّةِ «أمّ إبراهيم» في «شارع الأعشى»، هل شعرتِ بوجودِ نقاطِ التقاءٍ بين الشخصيَّتَين؟


نعم، لاحظتُ أن هناك نمطاً معيَّناً في الأدوارِ التي تُعرَضُ عليَّ حيث يتمُّ اختياري كثيراً لأداءِ شخصيَّاتٍ ذات سُلطةٍ وحزمٍ! هذا جعلني أفكِّرُ في أن أقدِّم، بوصفي ممثِّلةً، جوانبَ مختلفةً من شخصيَّتي ليعرفَ الجمهورُ أنني شخصٌ لطيفٌ، وإنسانةٌ حنونةٌ أيضاً. لكنْ، يبدو أن أدوارَ القوَّةِ والسلطةِ، ما زالت تُلازمني حتى الآن.


شاركتِ في أعمالٍ عدة، تتناولُ حقباً تاريخيَّةً مختلفةً، بينها فيلما «نورة»، و«صيفي»، ومسلسلُ «شارع الأعشى»، هل تشعرين بحنينٍ خاصٍّ لتلك الأزمنةِ، وهل هناك حقبةٌ ما، تمنَّيتِ العيشَ فيها؟


المفارقةُ العجيبةُ أنني شخصٌ، لا يرتبطُ كثيراً بالماضي، فنظرتي دائماً تتَّجه للمستقبل. لا أقضي وقتاً طويلاً في التأمُّل بالماضي، أو استرجاعِ ما حدث. مع ذلك، أعتقدُ أن كثرةَ الأعمالِ التي تدورُ حول فتراتٍ زمنيَّةٍ قديمةٍ، تعودُ إلى المرحلةِ التي تمرُّ بها السعوديَّة حالياً، إذ نشهدُ انفتاحاً كبيراً في مجالِ الصناعة الفنيَّة، وهذا يتزامنُ مع لحظةِ تأمُّلٍ واسترجاعٍ للتراثِ والتاريخ. أرى أن هذه المرحلةَ صحيَّةٌ جداً، لأنها تساعدنا في بناءِ ذاكرةٍ جماعيَّةٍ قويَّةٍ، تمهِّدُ لنا طريقَ التقدُّمِ نحو المستقبل.

نفترح أن تتابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع الفنانة ميلا الزهراني

 

 

شارع الأعشى ليس مجرد مسلسل.. إنه تجربة بصرية أعادت إحياء زمن مضى

 

عباءة من 1309
توب من شاتس باي سي دام CHATS by C. Dam
أقراط وسوار من لاتولييه نوبر L‘Atelier Nawbar

 


كان لديكِ فيلمُ «طريق الياسمين» عامَ 2020، هل ترين أنه كان انطلاقتَكِ الحقيقيَّةَ في عالمِ التمثيل، أم أن هناك أعمالاً أخرى، تعدِّينها البدايةَ الفعليَّةَ لكِ؟


أؤمنُ بأن الانطلاقةَ الحقيقيَّة لأي شخصٍ، تأتي بالتعلُّمِ، والتطويرِ المستمرَّين. بين عامَي 2015 و2018، كنت أشاركُ في أفلامٍ قصيرةٍ مجاناً، وأعملُ مع الطلابِ، وأحاولُ اكتسابَ الخبرة، لكنْ الأهمُّ من ذلك، أنني كنت أذهبُ إلى حصصِ التمثيلِ ليلاً، لذا لم يكن هناك عملٌ واحدٌ، شكَّل انطلاقتي، بل كانت رحلةً من التعلُّمِ والتجربة.


كان لكِ دورٌ في فيلمِ «نورة» العامَ الماضي، وعلى الرغمِ من أن مشاركتكِ لم تكن كبيرةً إلا أنكِ كنتِ جزءاً من أوَّلِ فيلمٍ سعودي يشاركُ في مهرجان كان العالمي، كيف تصفين هذه التجربة؟


«نورة» كان أوَّلَ عملٍ لي في السعوديَّة، وشكَّل الفيلمُ تجربةً مميَّزةً جداً. مَن دعمني حينها، هو أحمد الملا، مديرُ مهرجانِ أفلامِ السعوديَّة، حيث وجَّه لي دعوةً، ساعدتني في اختصارِ التكلفةِ الماديَّة للحضور، خاصَّةً أن دوري في الفيلمِ لم يكن كبيراً، والأجرُ بالتالي كان بسيطاً. بالنسبةِ لي، «نورة» كان بدايةَ الأملِ، إذ شعرتُ بأنني أبدأ أخيراً رحلتي في صناعةِ السينما السعوديَّة، وأصبح جزءاً من تحوُّلها إلى العالميَّة.


في عامِ 2022، كنتِ ضمن لجنةِ تحكيمِ مهرجانِ أفلام السعوديَّة، كيف تلقَّيتِ هذا التكليف، وهل كان مفاجئاً لكِ؟


نعم، تفاجأتُ عندما تلقَّيتُ الدعوةَ لأكون ضمن لجنةِ تحكيمِ مسابقة الأفلامِ الطويلة. في ذلك الوقتِ، لم يكن أحدٌ يعرفني في السعوديَّة، لأنني كنت في الخارجِ، أدرسُ وأعملُ، ولم أكن جزءاً من المشهدِ السينمائي في البلاد. فجأةً، وصلني بريدٌ إلكتروني، يُبلغني بأنني سأكون عضواً في لجنةِ التحكيم! وحقيقةً، شكَّل ذلك بالنسبةِ لي خطوةً مهمةً جداً. سأظلُّ ممتنَّةً لهذه الفرصةِ التي منحتني مكاناً في المشهدِ السينمائي السعودي، وأشكرُ أحمد الملا على ثقته بي.

نقترح عليك قراءة اللقاء الخاص مع الفنانة ماريا بحراوي

 

مشهد المواجهة مع ابنتي كان الأصعب علي نفسياً وعاطفياً

 

فستان من 1309
عقد وسوار من زيمرمان Zimmermann

 


بعد النجاحِ الكبيرِ لـ «شارع الأعشى»، هل تشعرين بأن ذلك يفرضُ عليكِ مسؤوليَّةً أكبر في اختيارِ أدواركِ المقبلة، وهل ستُعيدين النظرَ في نوعيَّةِ الشخصيَّاتِ التي تقبلينها؟


النجاحُ، يأتي مع تحدِّياته الخاصَّة. تعلَّمتُ شيئاً مهماً من والدِ ابني، وهو كاتبٌ روائي، عندما أصدرَ روايته الأولى، وحقَّقت نجاحاً كبيراً. بعد ذلك، كان الجمهورُ يسأله في كلِّ مناسبةٍ: «لماذا لا تكتبُ روايةً أخرى، تشبه الأولى؟». هذا ما يحدثُ أيضاً مع أي فنَّانٍ، يحقِّقُ نجاحاً في عمله الأوَّل!

الجمهورُ دائماً متطلِّبٌ، وينتظرُ منك تكرارَ ما أعجبهم، لكنْ بوصفي فنَّانةً، لا أريدُ أن أكرِّرَ نفسي، وأسعى إلى أن أتطوَّرَ، وأن أغامرَ بأدوارٍ جديدةٍ. بالنسبةِ لي، التحدِّي الآن، هو أن أتقبَّل فكرةَ أنني قد أخوضُ تجاربَ، لا تُحقِّق النجاحَ نفسه فهذا جزءٌ من الرحلة. لا بدَّ أن أخوضَ المخاطرة، وأن أقبلَ التحدِّيات، لأن هذا ما يجعلني أنضجُ، وأتطوَّرُ بوصفي ممثِّلةً.


لديكِ شغفٌ واضحٌ بتعلُّمِ اللغاتِ، وتسافرين لدراستها، من أين جاء هذا الشغف؟


أحبُّ كثيراً دراسةَ اللغاتِ، وتُعجبني فكرةُ «سياحةِ اللغة» حيث يسافرُ الشخصُ إلى بلدٍ ما ليدرسَ اللغةَ في الصباحِ، ثم يتجوَّل في المدينة، ويتعرَّف على ثقافتها في المساءِ، ما يجعله يعيشُ التجربةَ وكأنَّه أحدُ سكانها، وليس سائحاً فقط. أعدُّ هذا النوعَ من الرحلاتِ من أمتعِ التجاربِ التي أخوضها، فهي تُعلِّمني اللغةَ، وتُعزِّز فهمي للثقافاتِ المختلفة.


كيف نجحتِ في تحقيقِ التوازنِ بين حياتكِ المهنيَّةِ، وشغفكِ باللغاتِ، وسفركِ من جهةٍ، ودوركِ بوصفكِ أماً من جهةٍ أخرى؟


التوازنُ كان تحدِّياً في بعضِ الفترات، لكنَّني أؤمنُ بأن الأمومةَ، لا تعني التخلِّي عن الشغفِ، أو الطموحِ، وإنما إيجادُ طرقٍ لتحقيقِ التوازنِ بين مختلفِ جوانب الحياة، وهذا ما حاولتُ فعله.

يمكنك أيضً التعرف على فتون الجار الله، وروان الطويرقي، ورسيل العتيبي ثلاثُ مبدعاتٍ سعودياتٌ

 

لا أبني توقعات مسبقة لكن ردود الفعل كانت أقوى مما تخيلت

عباءة من 1309
فستان من مارينا رينالدي Marina Rinaldi


نحتفلُ في شهرِ مارس من كلِّ عامٍ بـ «يوم المرأة العالمي»، كيف ترين وضعَ المرأة في الدراما السعوديَّة اليوم، وهل تعتقدين أن النساءَ حصلن على التمكين الكافي في هذا المجالِ، أم لا تزالُ هناك خطواتٌ، يجبُ اتِّخاذها؟


من الصعبِ أن نقولَ: إن النساءَ حصلن على التمكين الكاملِ في الدراما، لأن التغييرَ عمليَّةٌ مستمرِّةٌ ومتطوِّرةٌ. إذا نظرنا إلى الأعوامِ الأخيرة، فسنجدُ أن هناك تقدُّماً كبيراً في تمثيلِ النساء سواء أمامَ الكاميرا، أو خلفها.

على مستوى الأدوارِ، بدأنا نرى شخصيَّاتٍ نسائيَّةً أكثر عمقاً وتعقيداً بعيداً عن الصورِ النمطيَّة التقليديَّة. لم تعد المرأةُ مجرَّدَ عنصرٍ مساعدٍ في القصَّة، بل أصبحت محوراً رئيساً في عديدٍ من الأعمال.

أمَّا من ناحيةِ الكتابةِ فالمسلسلاتُ التي تكتبها النساءُ عن النساءِ، تكون غالباً أكثر دقَّةً في تصويرِ تجاربهن. هذا أحدُ أسبابِ نجاحِ «شارع الأعشى»، فالقصَّةُ تتمحورُ حول النساء، والكاتبةُ امرأةٌ، ما أضفى على الشخصيَّاتِ صدقاً، وتفاصيلَ دقيقةً، لا يمكن التقاطها بالعمقِ نفسه من وجهةِ نظرٍ ذكوريَّةٍ.


مَن النساءُ اللاتي ألهمنكِ في حياتكِ، سواء في مسيرتكِ الفنيَّة، أو الشخصيَّة؟


كلُّ النساءِ في عائلتي، كان لهن تأثيرٌ كبيرٌ علي. النساءُ في حياتي كنّ نماذجَ قويَّةً ومُلهمةً، وهذا ما أؤمنُ بأنه موجودٌ لدى كثيرٍ من النساءِ العربيَّات اللاتي يحملن قوَّةً داخليَّةً عظيمةً.


ما أهمُّ درسٍ تعلَّمتِه من والدتكِ، وتتمنِّين أن ينقله أبناؤكِ عنكِ يوماً ما؟


أهمُّ درسٍ تعلَّمته من أمي، هو الشغفُ. إلى اليوم، يمكن أن تستيقظَ في منتصفِ الليل لأن لديها فكرةً جديدةً لقصَّةِ أطفالٍ، أو تشعرُ بالحماسِ إذا تلقَّت عرضاً للتعاونِ على كتابٍ جديدٍ. لديها دائماً روحُ الفضولِ، وكأنَّها طفلةٌ، لا تزالُ تستكشفُ العالم.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط

الفنانة السعودي
                              فستان وعقد من زيمرمان Zimmermann
                              جاكيت من مارينا رينالدي Marina Rinaldi 
                             أقراط من لاتولييه نوبر L‘Atelier Nawbar 

 

غلاف سيدتي لـ عدد مارس 2025