أحزان ابنة خائفة
سيدتي أنا فتاة عربية، أنتمي لأسرة مسلمة ملتزمة مرتاحة ماديا بلا إسراف، مشكلتي هي أن والدي وضع مستويات صعبة لزواجي، فإضافة إلى اشتراط أن يكون الخاطب على خلق وتربية وملتزما دينيا، فلابد أن يمتلك بيتا وسيارة قبل أن يفكر في قبوله، أنا في الرابعة والعشرين وأرى أن أي خاطب ما بين الثامنة والعشرين والرابعة والثلاثين، مناسب لسني، ولكن في مثل هذا العمر، من الصعب أن يمتلك كل الإمكانات المادية التي يطلبها أبي، إلا لو كان ابن عائلة ثرية.
أصبحت هذه المشكلة شغلي الشاغل؛ لأن كل الرجال الذين يصادفونني في محيط حياتي، لا يمتلكون تلك المواصفات عدا خاطب واحد، امتلك المواصفات ولكنني لم أشعر نحوه بأي قبول، وهذا خارج عن إرادتي رغم أنني حاولت. المشكلة الأخرى، أن أبي غائب لمدة عامين ولا أستطيع الكلام مع أمي في الموضوع بصراحة، لأنها متحملة مسئولية كبيرة، وحين حاولت، قالت لي كلمي أباك حين يعود،
هكذا حالي مع أمي، لا حوار يجمعني بها، وفي أغلب الأحيان أبقى داخل غرفتي والباب مغلق، أشغل نفسي بالدرس والعمل في انتظار عودة أبي بعد شهور.
أبي رجل طموح للغاية، وقد بنى لنا بيتا كبيرا، ولكنه لا يسمح لأي رجل آخر أن يتواجد في هذا البيت، ولن يوافق على زواجي برجل لا يمتلك بيتا ويطمح في الإقامة معنا.
أشعر بحدسي أن أبي ينوي أن يواجهني بعدة أشخاص من اختياره، ويطلب مني أن اختار زوجا من بينهم، لا أدري ماذا يمكنني أن أفعل، أشعر بأن تعنت أبي في المسائل المادية سوف يحرمني من فرصة اختيار شخص يسر قلبي، وقد ضاعت عليّ عدة فرص من هذا النوع بسبب تشدده، لقد خفّت حدة توتري بعد أن سافر أبي، ولكنه سوف يعود إن شاء الله في غضون أسابيع، ولا أعرف كيف أتصرف في الموقف، أشعر بأنني أعيش وحدة نفسية وعزلة رهيبة.
القلقة سلمى بن ر
عزيزتي أقدّر إحساسك بالوحدة والقلق، ولكن الزواج رزق في علم الله، وقد شعرت من سطور رسالتك أن والدك ليس وحده الذي وضع شروطا تعجيزية لزواجك، فأنت أيضا افترضت أن كل خاطب يأتي عن طريق والدك ومن اختياره، لن يرضيك نفسيا، وكأن والدك يناصبك العداء، أعلم أن كل فتاة تحلم باختيار شريك الحياة داخل إطار رومانسي، يبدأ بالنظرة والابتسامة، ولكن انتماء الفرد لأسرة ملتزمة يفرض على الأسرة السعي بجهد وذكاء، لتوفير فرص الزواج المستقر لبناتها، والدك طموح نعم ولكن خبرته بالحياة أقنعته بأن يختار لك زوجا يؤمن لك مستوى معيشيا لا يختلف عن المستوى الذي تعودت عليه. ولكن ليس هذا هو الشرط الوحيد حسب كلامك، فالوالد يشترط أن يكون الخاطب ملتزما وعلى خلق وأن يحظى بقبولك حين تلتقين به، وهي صيغة معمول بها ومجربة وتوفر لك كرامة وحماية، وليس صحيحا أن تفترضي أن كل من حقق طموحه وامتلك الكفاءة لبناء أسرة، لابد أن يكون قد تجاوز سن الشباب، إن الله يبسط الرزق لمن يشاء بغير حساب.
أعتقد أن جزءا كبيرا من مشكلتك هو الخوف وزعزعة الإيمان، حين يعود والدك لابد من جلسة مصارحة، تضعين فيها شروطك لقبول أي خاطب من حيث العمر والمظهر والثقافة، وأن يتعهد والدك بإتاحة الفرصة لك للقاء الخاطب مرة ومرات، وأن يكون لك حق الرفض أو القبول مهما كانت مميزات الخاطب المادية.
وبما أن والدك ملتزم دينيا فهو يدرك أن القبول شرط عقد الزواج الصحيح، توجهي إلى الله بالدعاء، وسوف يحقق الله أحلامك لأنه قادر على كل شيء.
أين الصداقة؟
سيدتي أنا فتاة مغربية من مدينة مراكش، مشكلتي هي إحساسي بالهم، وأكتب لك لأني أثق برأيك، مشكلتي هي أنني أجد صعوبة في تكوين صداقات وأعتبر نفسي غير محظوظة في علاقاتي مع الآخرين، كيف أحصل على صديقة وفية في هذا الزمان؟
أنا إنسانة طيبة، عمري 33 عاما، ولي ثلاثة إخوة، وأنا البنت الوحيدة، لي شقيقان متزوجان ويعملان في مدن أخرى، مشكلتي مع زوجات إخوتي أنهن رغم التزامهن بالحجاب الشرعي، لا يتورعن عن النفاق وتلقيح الكلام، ولذلك أشعر بالتعاسة وأسأل نفسي لماذا يكرهنني؟ أشهد الله على أنني أتعامل بطيبة وحساسية وأتمنى أن نصير كالأخوات، ولكن كل محاولتي ذهبت هباء، كنت أصبر إلى أن نفد صبري وأصبح قلبي مقفلا وأصبحت أتعامل معهن بحذر، أرجو أن أجد عندك نصيحة.
م، بن طاهر
عزيزتي الصديق الوفي نعمة من نعم الله الكبرى، والعلاقات الإنسانية مستويات، والفرد محتاج لكافة مستويات التواصل الإنساني، من أول التعارف البسيط إلى الزمالة والجيرة والقرابة والصداقة، وهي ليست درجات تفاضلية طبقية وإنما لكل منها دور في بلورة إحساس كل منا بمكانه في الخارطة الاجتماعية والحياتية. لا تتعاملي مع الناس في حياتك وكأن كلا منهم يجتاز امتحان القبول، لكي يصبح صديقا، تعاملي مع الجميع وكأنهم أصدقاء وتوخي الحذر، فالحذر مطلوب ولا يمكن إزالة كل الحدود في العلاقات الإنسانية بدعوى الصداقة، لابد أن يحتفظ الإنسان بشيء من مكنوناته لنفسه.
الوفاء عملة نادرة، ولكن إذا تعامل الإنسان مع الآخرين بصدق، فلابد أن يصادفه الوفاء في صور شتى، وما عليه إلا أن يختار اللحظة المناسبة ليقول للطرف الآخر أشكرك على وفائك وأعدك برد الوفاء بالوفاء. بما أن زوجات إخوتك يُقمن في مدن أخرى، فلا خوف من أن يقتحمن حياتك بما ينغص عليك الحياة، ولكن احرصي على صلة الرحم دون أن تنتظري مردودا، جاملي في المناسبات والأعياد، وتغافلي عن تلقيح الكلام حتى تدرك صاحبته أنها لا تصيب هدفا فتكف عن أذاها، التأثر بكلام الآخرين يعكس افتقارك إلى الثقة الذاتية، ذكري نفسك دائما بما حباك به الله من قلب صادق وذكاء وأسرة وتعشمي خيرا تجدي الخير.
الواقع والخيال
سيدتي أنا سيدة سودانية مقيمة في دولة خليجية، عمري 25 عاما، مشكلتي هي علاقتي الحميمة مع زوجي، لقد تزوجت منذ عام ونصف ولم أنجب بعد، حملت مرة وأجهضت، زوجي يكبرني بعشرين عاما، وهو يعاملني برفق ويحرص على إرضائي ولكني للأسف فاقدة المتعة في علاقتي معه، ولم أجرب ما أسمعه من نساء أخريات، أستمد المتعة من خيالاتي، ولكن ليس من علاقتي المباشرة معه، رغم أنني أتظاهر معه بأنه يرضيني، هذا الأمر يتعبني جدا ويؤثر على تركيزي في العمل وعلى إدارتي لشؤون البيت، أتمنى أن تساعديني بنصيحة.
المخلصة شادية
عزيزتي لا علاقة لفارق العمر بينك وبين زوجك بالمشكلة التي تتحدثين عنها، وقد فهمت من رسالتك أنه شخص طبيعي غير أناني في تعامله معك جسديا، المشكلة هي إنصاتك لما سمعت من نساء أخريات، فالعلاقة بين أي زوجين لها خصوصية وكيمياء خاصة غير خاضعة للمقارنات، وهي ليست علاقة آلية، بل يدخل في نجاحها التوافق النفسي والعاطفي بين الزوجين، فليس هناك زوجة باردة، وليس هناك زوج متفوق على كافة الرجال، ربما تكون المشكلة هي عدم اطلاعك على تشريح جسمك، وعدم درايتك بما يمكن أن يتحقق بعيدا عن الخيالات التي ذكرت، فالخيال خيال، يتجاوز الواقع والمعقول، ولكن الواقع متاح لو تعاملنا معه بصدق وذكاء.
عليك أن تسألي نفسك عن مشاعرك نحو زوجك كاملة وبدون نقصان، هل تزوجته برضاك؟ هل تشعرين بأنه الزوج الذي تمنيت؟ كيف يمكنه إسعادك وهل بإمكانك مصارحته بما يسعدك ويرضيك، آم أنك غير مثقفة، وتحملينه مسئولية عدم اطلاعك على تفاصيل تشريحية هامة؟
ما أنصحك به هو التوجه إلى مكتبة، وشراء الكتب اللازمة لتثقيفك ومصارحة زوجك بما تشعرين به، حتى تعملا معا على تحسين العلاقة الخاصة بينكما، لو انصب اهتمامك على العلاقة الخاصة فقط، فقدت الكثير من مقومات العلاقة الإنسانية والاجتماعية التي تربط بين زوجين، هناك احتمال أخير وهو أن تكون هناك عوامل فسيولوجية تعوق اندماجك مع زوجك، وفي تلك الحالة يجب استشارة طبيبة نسائية للتأكد من سلامتك .
أتمنى لك التوفيق في مسعاك.
ردود
أمجد. ر
لا غبار على طموحك، ولكن إنهاء دراستك قبل الأوان سوف يعيق مسيرتك نحو تحقيق الطموح، أهم مقومات المذيع الناجح هي الثقافة.
ميسون أ، ل.
أقدر إحساسك بالغضب لما يجري في وطنك، ولكن الغضب لن يحل مشكلتك، يجب تحييد المشاعر السلبية والتركيز على الهدف، حصولك على المؤهل يجب أن يكون شغلك الشاغل في الوقت الحالي.