حافة الخطر
سيدتي أنا فتاة خليجية في الثانية والعشرين، أكملت دراستي الجامعية، وحصلت على عمل جيد، وحياتي على ما يرام والحمد لله، تعرّفت على شاب في مؤسسة تعليمية التحقت بها لتحسين مستوى أدائي العام، وأعرفك إنني فتاة ملتزمة أنتمي لأسرة معروفة بالسمعة الطيبة، أعجبني الشاب المذكور، لأني شعرت بأنه مثابر، وأعجبني تمسكه بي، واستعداده لعمل المستحيل ليفوز بي، لمست فيه الصدق، والوفاء، ونحن متفاهمان على الكثير، اتفقنا على الارتباط، ولكن هناك عنصرًا في العلاقة يشعرني بالقلق، الشاب يكلمني عن مواضيع تختص بالحياة الجنسية بعد الزواج، وأنا أرفض الخوض فيها، وأقول له إلى أن نرتبط على سنة الله ورسوله يجب ألا نتكلم في هذه الأمور، ويكون رده أنه يجب ألا نتزوج إلا بعد أن يعرف كل منّا ما يحب، وما يكره في تلك الأمور، ولكن إصراره هذا يشعرني بأنه شهواني، وأنا لا أعرف إن كان هذا أمرًا طبيعيًا أم لا.. لا أريد زوجًا يقتصر تفكيره على الجانب الحسي في الزواج، وكأن الهدف من الزواج هو الجنس فقط، هل انفعالاتي في غير محلها نظرًا لأنني انتمي إلى مجتمع محافظ؟ أحيانًا أشعر بأنني لا أريد إكمال المشوار معه بسبب تلك النقطة.
وإضافة إلى هذا الجانب المقلق أقول إنه يهتم بي، ويمنحني الحنان، والعطف على حساب راحته أحيانًا، ولكني لاحظت أنه -ورغم مضي قرابة العام على بدء العلاقة- إذا كنّا في مكان عام لا يفكر بشراء شيء إلا إذا طلبته، وحين أقارن سلوكه بسلوك أخي نحو خطيبته، وأولاد عمومتي مع زوجاتهم أشعر أنه ربما يكون بخيلًا، هل أصارحه بما أشعر؟ أرجوكي انصحيني، كل أفراد أسرتي يتعاملون بكرم مع الآخرين.
ابنتك بنت الخليج
عزيزتي هذا الشاب لم يتقدم لخطبتك، ولا تربطك به أية علاقة رسمية، ولم تستنيري بعد برأي أهلك، وأسرتك فيه، ومعنى ذلك أن مسؤولية تقييمه كإنسان اجتماعي تقع عليك وحدك، وبما أنك طلبت رأيي أقول لك إن إصراره على الخوض في المسائل الجنسية بذريعة أنه يريد أن يعرفك قبل الزواج، هو تجاوز لكل الحدود المقبولة، وبما أنك فتاة ملتزمة، كما يرى، فمن أين تصور أنك اكتسبت العلم، والخبرة في الأمور الجنسية؟ كل هذا يوحي بأن تجاوزه لحدود اللياقة في الحديث خطأ؛ لأنه لم يخبرك بعد، ولم يخدش حياءك كفتاة عفيفة، هناك احتمال آخر، وهو أن تكون محاولاته لاستدراجك إلى أحاديث كتلك هو نوع من الاختبار لالتزامك بالعرف، والأخلاق، وفي جميع الأحوال أنصحك برفض تلك الأحاديث، رفضك لها على أساس ديني، وأخلاقي في محله، ومع ذلك أشعر بأن نفورك العام من الجانب الحسي في الزواج يضع علامات استفهام عن علاقتك بذلك الشاب تحديدًا.
العلاقة الجنسية بعد الزواج ليست عيبًا، ويجب ألا تسبب نفورًا عند أحد الزوجين، فهي فطرة خلقها الله فينا لكي يحبب لنا التكاثر، وتعمير الأرض، ولذلك أنصحك بالنظر في أعماقك لكي تعرفي جذور تلك المشاعر إن كانت متعلقة بالشاب شخصيًا أم أنها ترسبات نفسية عندك ينبغي تصفيتها قبل الزواج.
قضية البخل مثيرة للقلق أيضًا، ولكني لا أعرف ظروف الشاب، ولا أريد أن أظلمه، ربما كانت إمكانياته المادية ضعيفة، ولذلك يحاول أن يقتصد لأنه مقبل على زواج، وفي تلك الحالة لا يعتبر هذا البخل صفة متأصلة، ولذلك أنصحك بحسم الأمر فإما أن يتقدم لك فيشاركك أهلك في تقييمه بالسؤال عنه، واكتشاف كل مايتعلق بظروفه وصفاته، وإما أن تقنعي بأن الفتاة يجب ألا تقبل الزواج إلا وهي واثقة بأن الرجل الذي تختار يمكن أن يصونها، ويسعدها ويمكن أن تصونه، وتسعده أيضًا.
مشكلتي هوايتي
سيدتي أنا شاب عربي، في العشرين من عمري، أنهيت دراستي الجامعية منذ أسابيع، وكنت طالبًا مجتهدًا ومنضبطًا في الدراسة وفي الحياة الاجتماعية، كنت أول دفعتي بالجامعة طوال سنوات الدراسة، وكنت دائمًا موضع فرحة أهلي ومعقد آمالهم.
المشكلة هي هوايتي وهي الغناء، أحب أن أغني، فأنا أتمتع بصوت جميل، وهذا هو رأي الزملاء والأصدقاء، وبعد أن أنهيت الدراسة، فكرت في الاشتراك في برنامج مخصص لهواة الغناء، وفوجئت برفض شديد من الأسرة، وصل إلى حد الشجار مرارًا، حاولت إقناع أمي بأن أقدم طلبًا للمشاركة في البرنامج، وأترك النتيجة للظروف، فمن المحتمل أن يُقبل الطلب، ومن المحتمل أن يُرفض أيضًا، ولكني لو لم أقدمه فسوف أعيش في حالة غضب وندم، الجدير بالذكر أن أمي امرأة متعلمة ومتفتحة اجتماعيًّا، ومع ذلك اعتمدت العناد الشديد في هذا الأمر.
فكرت في تقديم الطلب دون أن يعلم أحد، وإنْ قُبِل كان خيرًا، وإنْ رُفض فلن أخسر شيئًا.
أتمنى أن أجد لديك نصيحة، لقد أتممت دراستي بنجاح، وأستعد الآن للدراسات العليا، ولكني لو لم أحقق حلمي بالغناء فقد أُجن، لم أفاتح والدي بالأمر؛ خوفًا من ردّة فعله، أتمنى أن أتلقى ردًّا منك.
الحائر مازن
عزيزي أولاً أهنئك على النجاح الدراسي، وأغبطك لأن الهواية لم تعرقل مسيرتك الدراسية التي تمت بنجاح والحمد لله، ويدهشني أن ترفض الوالدة هذا الرفض القاطع دون إبداء أسباب، فمن حق الوالدة أن تخاف على ولدها، ولكن الأسلوب الصحيح للتعبير عن التحفظ هو الحوار الهادئ، وليس إصدار الفرمانات الغاضبة، والدتك لم تأخذ في الاعتبار أنك صرت رجلاً تخرج في الجامعة، وتحمل مسؤولية نفسه بجدارة، ثم إن الصوت الجميل هبة من الله، وهناك أكثر من وسيلة لإشباع هوايتك، التقدم لبرنامج الهواة، الذي ذكرته، ما هو إلا خطوة تعرفك رأي المختصين بصوتك وقدراتك، وكما ذكرت في رسالتك أن البرنامج يتلقى آلاف الطلبات، وقد يُقبل طلبك وقد يُرفض.
أنا من المؤمنين بالطرق المستقيمة، وبما أنك لم تفاتح والدك خوفًا من ردّة فعله، أقول لك تقدم بشجاعة، يسبقك المنطق، وهو أنك أثبت أنك شخص مسؤول، وأنك على استعداد لتفهم وجهة نظر تقدم إليك بوضوح مشفوعة بأسباب يقبلها عقلك، وأنك لو لم تحاول إشباع هوايتك؛ فسوف تتأثر مسيرتك العملية في الحياة، تقدم لوالدك وتعشم خيرًا، أتمنى أن يهديك الله للطريق السليم لحياتك ومستقبلك.
الكتاب يُقرأ من عنوانه
سيدتي أنا فتاة في العشرين عشت تجربة حب فاشلة عن طريق الإنترنت، وحين استشرتك طلبت مني إنهاء العلاقة تمامًا، وأن أعيش فترة نقاهة نفسية، وقد عملت بنصيحتك، وبعد فترة تقدم لخطبتي شاب مطلق، لم يكن مر على طلاقه سوى بضعة أسابيع، علمًا بأنه طلق زوجته مرتين، وحين سألنا عن السبب قيل إنه عصبي.
هذا الخاطب تقدم لخطبتي
بعد أن رآني في إحدى المناسبات الاجتماعية، وأعجبته، ولكني مترددة في القبول،
وأهلي مترددون، وأريد رأيك.
الحائرة شمس
عزيزتي من الواضح أن هذا الشخص شخص انفعالي مندفع، قلت إنه لم يمض على طلاقه سوى أسابيع، وإذا به يرى فتاة لا يعرف عنها شيئًا فيعجبه مظهرها، فيندفع لخطبتها، إما لأنه يريد أن ينتقم من زوجة طلقها، أو لأنه كطفل ما إن يرى لعبة تروق له حتى يصيح طالبًا إياها.
أهلك على حق في ترددهم، لا يغرك أنه أعجب بك، فتشعرين بأن إعجابه صك أمان سوف يجعله زوجًا كريمًا صالحًا، لا أنصحك بقبوله من باب أن ندع ما يريب إلى ما لا يريب، نصيبك سوف يأتيك فاصبري، وخيرها في غيرها إ ن شاء الله.