انتشرت في العقد الأخير من القرن الماضي، كما لم تنتشر في السابق، طرق معالجة الضعف لدى الرجال، قديمًا كانت الوصفة لا تتعدى نصف كيلو من الحلاوة الطحينية مع قليل من المكسرات، أما الآن فقد تعددت الوصفات والأدوية، وأصبح لكل شيخ طريقته في معالجة الضعف، ومنها الكريمات والمساحيق التي تباع على الأرصفة، ومفعولها على حد قول بائعها «مضمون ومجرب»، وهذه الكريمات عبارة عن خلطات أعشاب، بعضها هندية تحمل صورة حيوان ما، للدلالة على القوة التي تجلبها للمستخدم.
وهذه الكريمات للرجال فقط، تساعد الواحد منهم على التحول من رجل عادي إلى أسد، هذه الخدمة مقابل مبلغ زهيد! وتصبح «حديد»، كما يقول فريد، الذي يبيع هذه المستحضرات على «بسطته».
وإذا لم تنفعك هذه الكريمات، فأبو نبيه العشّاب لديه خلطة مقويات، مكونة من أعشاب مختلفة، على رأسها «شرش الزلوع»، الذي ينافس الحبة الزرقاء في فعاليته على حد قول أبي نبيه، إذ يقول: «هذه الأعشاب بديلة لبعض الأدوية الحديثة التي تسبب أضرارًا جانبية».
وهناك خيار ثالث لمعالجة الضعف، عن طريق تشكيلة من الأجهزة المتعددة لمعالجة مشاكل الضعف، ومن هذه الأجهزة على سبيل المثال وليس الحصر: جهاز زيادة القدرة للرجال، وبمبلغ بمتناول اليد، وجهاز للبرود والفتور للنساء، بنفس السعر للرجال تقريبًا، وأغلب هذه الأجهزة هي منتجات غربية.
ولأن بعض وزارات الصحة في وطننا العربي، حريصة على صحة المواطن، أوقفت التصاريح لبيع مثل هذه الأدوية والمستحضرات والأجهزة، ثم بدأ شيئًا فشيئًا هذا التضييق يقل «حبة حبة»، وبدأ ما كان في الخفاء يظهر للعلن، وأصبح لا يقتصر على إعلانات الصحف في الترويج للمقويات، بل هنالك محطات فضائية قائمة بحد ذاتها على الترويج لهذه المنتجات، التي ستصنع منك أسدًا، كما تصوره الإعلانات التليفزيونية، التي تبث عروضها بالساعات لتبيع منتجاتها في مختلف دول العالم، عن طريق الهواتف الظاهرة على شاشة التلفاز، وبدأت الإحصاءات تقول إن نسب التوزيع في العالم العربي غير متخيلة، وأن النسب عالية جدًا رغم أن المواطن العربي يفضل رغيف الخبز على هذه المقويات، وعللت انتشار هذه الظاهرة، ألا وهي تناول الأدوية المقوية، بأن المواطن العربي لديه حالة من العجز التي لا شبيه لها! وبعد التمحيص والتفحيص الشديدين، وبعد خضوع أكثر من مواطن لاختبارات حقيقية للوقوف وراء ظاهرة «النوم في العسل»، مع الاعتذار للفيلم الذي يحمل هذا الاسم، وجدوا أن المواطن العربي يعاني من عقد نفسية، واضطراب في الشخصية، نتيجة ضغوط اجتماعية، ترجع لمصروف البيت، والغلاء والمدارس والبطالة وندرة الخبز، وأن الحصول على لقمة العيش أصبح يحتاج إلى أسد أيضًا، ووجدوا أن الحصول على اختراع لحل معضلة المواطن في الحصول على لقمة العيش، أصعب بكثير من اكتشاف الحبة الزرقاء، بل إن الفشل في الحصول على لقمة العيش يهدد بفاعلية الحبة الزرقاء، إذ بعد أن تعرض مواطن أسد، تناول عشرة أقراص زرقاء، لضغوط اقتصادية، وكبت في رأيه السياسي، وضغط من زوجته، تبين أنه ليست لديه أي فعالية، وأنه رجع للنوم في العسل.. ولا عزاء للزوجات!