أنا طالبة جامعية.. في السنة الثانية.. تعرفت قبل سنوات على شاب عن طريق الإنترنت، استمرت علاقتي به أسبوعًا من خلال النت وتطورت لمكالمات هاتفية، شعرت نحوه بالإعجاب والحب المتبادل.. اتفقنا على الزواج فور تخرجه.. بعد خمسة أشهر تخرج، وتقدم لخطبتي واتفقنا ألا نكذب على والدي ونعترف له بقصة حبنا وتعارفنا، وحتى خروجنا مع بعض اعترفنا به.. بابا بمجرد رؤيته رفضه.. بحجة تتغير كل ساعة، مرة لأني استغفلته وتعرفت عليه.. ومرة لأن أصله مختلف عنا.. ولأن مستواه دون المطلوب.. وبعد فترة وافق، لكن بشروط مجحفة.. المهر مائة ألف.. والمؤخر 600 ألف.. ولو تزوج عليَّ 600 ألف.. على أن يكتب البيت باسمي.. وبعد كل هذا غيَّر رأيه مهددًا: لو تريدينه لا أنت ابنتي ولا أعرفك.. ولا تدخلي بيتي ولا أدخل بيتك.. وإخوانك محرَّمون عليك.. وطبعًا «هُزئت» وضُربت وشُتمت.
مرت الأيام على أمل أن يغير رأيه.. تقدم الشاب ثاني وثالث ورابع مرة.. لكن رفضت جميعًا، لم يمنحه أي فرصة للحديث معه.. وعندما يتصل يقفل في وجهه صارخًا.. أنا لا أحادث أطفالاً.. قلت له صارخة أحبه ولن أتزوج غيره، رد هازئًا.. «طز».. إن شاء الله تعنسي.
لن أوافق لو طلعت السماء ونزلت الأرض.. منحتك ثقتي وأحضرت لك كمبيوتر وإنترنت وجوالاً، وقد خُنت ثقتي.. هل الحب حرام.. هل الزواج عن حب حرام؟! لم نُجْرِم ولم نُخطِئ.
تقدم لي على سنة الله ورسوله، لكنه يرفضه.. دخل البيت من أبوابها لكنه يطرده.. ماذا نفعل.. وكيف أجعله يوافق؟ أمي لا حول لها ولا قوة.. لا تستطيع التأثير عليه.. أحد الشيوخ من أقربائنا تدخل، لكنه لم ينجح بإقناعه.
سيدي.. بعد هذه المشاكل امتنعت عن رؤيته لمدة سبعة أشهر واكتفينا بالمكالمات الهاتفية.. لكن الآن وبعد إصراره على الرفض أصبحت أراه من جديد وأقابله.. هل هذا أفضل له ولسمعتي؟!
أرجوك خاطب الآباء حتى تلين قلوبهم قليلاً.. وليتفهموا أن الزمن تغير.. وكل إنسان مسؤول عن قراراته ونتائجها.
RSH
حظك يا ابنتي أن تكوني ابنة لهذا الرجل الضيق الأفق.. وأنا لا أملك بالطبع إجباره على زواجك من فتى أحلامك.. وكل ما أستطيعه أن أنشر لك رسالتك كاملة وقد فعلت..أما أبوك فمنه لله.. وسوف يندم عندما ينصرف العرسان كراهية فيه ورفضًا لشروطه الغبية.
وللأسف الشديد قد يؤدي تعنته إلى أن تصلي لسن العنوسة فيبيعك بالثمن الرخيص.. ويا أيها الآباء زوِّجوا بناتكم ممن ترضون تدينه وليس ثراءه.. فالزواج سترة وحماية، وبيت الزوجية ليس مهمًّا أن يكون قصرًا، يكفي ما فيه من ضرورات، فالحب يستكمل كل ما نقص.
أشياء أخرى:
«النصيحة.. شيء تطلبه بعد أن تكون قد قررت ما تفعل».