الأدب ..وقلة الأدب !!

 

قالت صحيفة التايمز اللندنية الشهيرة على صدر صفحتها الأخيرة: إن من قلة الأدب أن تصادف وأنت جالس في القطار وترى بجانبك امرأة تحل لغز الكلمات المتقاطعة ولا تحاول أن تساعدها.

هذه الكلمة جاءت على شكل حكمة اليوم.. وأنا رجل من الحكمة بمكان أن أتلقف أي حكمة، التي هي ضالتي وضالة كل مؤمن ..وأنا مؤمن، ولدي ضالة.. وضالتي فيما أكتب هي المرأة.. فأنا منها وإليها.

الحكمة تقول: إن من «قلة الأدب» ألا تساعد امرأة حتى لو كانت تحل لغز الكلمات المتقاطعة، وأنا والقارئ من الأدب بأن نساعدها ونفني أعمارنا في مساعدتها، حتى وإن كانت اهتماماتها  «كبيرة» و«عظيمة» لدرجة تجعلها تطلب المساعدة في حل مشكلة «عويصة» مثل مشكلة الكلمات المتقاطعة، وإذا لم تساعدها في ذلك فأنت «قليل أدب» حتى لو «ضيعت» ثلاثة أرباع عمرك وأنت تحاول أن تثبت لمدرسك أنك تلميذ نجيب وتعرف «الأدب» وتجلس في الصف الأول وترفع يدك بـ «أدب».. كل ذلك يذهب هدرا؛ لأنك لم تساعد واحدة  «مشغولة» جدا بحل الكلمات المتقاطعة.

يأتيك هذا الاتهام من صحيفة محترمة جدا و«مؤدبة» جدا... في دولة عريقة جدا تعرف الأدب.. وتهتم بالقضايا الكبرى للعالم، لدرجة أنها «تؤدب» كل رئيس دولة لايعرف «الأدب».

مرة أخرى.. ما كتبته الصحيفة الرصينة يقول لك: كن حكيما.. وكن مؤدبا.. وكن مقداما وسباقا لتقديم المساعدة للمرأة، حتى في الكلمات المتقاطعة!

ولا أعرف ما مشاكل المرأة إذا كانت تجد في كل مشاكلها من يتعامل معها بحكمة وأدب وتفان، بينما لا يجد الرجل من تتعامل معه بحكمة وأدب و«مقدامية»!

فلم نقرأ لصحيفة محترمة -مثل التايمز- أن كتبت تقول: «إن من قلة الأدب أن تصادف المرأة رجلا بجانبها يعاني من أزمة عاطفية ولا تحاول أن تساعده»، فالرجل في كل حالاته مغلوب على أمره؛ فهو إذا حاول أن يساعد المرأة في حل الكلمات المتقاطعة فهو قليل أدب؛ لأنه يحاول أن يساعدها.. وإن لم يحاول فهو قليل أدب.. فماذا يفعل لكي يبدو أمام المرأة «ذا أدب جم»؟! المرأة تريد الرجل مؤدبا بما يكفي لأن يساعدها عندما تتعطل سيارتها.

ومؤدبا بما يكفي لأن يسمح لها بأن «تتحرش» به!

ومؤدبا بما يكفي لأن يحبها.

ومؤدبا بشكل مضاعف لأن «يتقدم» لها.

ومؤدبا طوال عمره بألا يساعد امرأة أخرى «تتعطل سيارتها»!!

لكن ما لم تقله التايمز: ماذا لو تصادف أن وجدت امرأة لديها مشكلة أكبر من حل لغز الكلمات المتقاطعة.. كأن تكون مثلا سيارتها متعطلة، هل يكون من قلة الأدب ألا تصحبها معك في سيارتك؟!. وأوصلتها إلى بيتها؟ هل من قلة الأدب ألا تطبع قبلة على جبينها؟!. أو هل من قلة الأدب إن فعلت ذلك؟!

وهل من قلة الأدب والذوق أن «تطبع» قبلة على جبين امرأة، وتعاملها كما لو كانت خالتك؟!

فالرجل في كل الأحوال تبدو أفعاله كنوع من قلة الأدب والذوق طالما أن على الطرف الآخر امرأة.

فهو لو فعل الأدب لقالت عنه إنه قليل الذوق.. ولو فعل الذوق لقالت عنه إنه قليل أدب!!

 

 

شعلانيات

 

< الأصدقاء يذهبون ويجيئون.. أما الأعداء فيتناسلون ويتكدسون!!

< لا ترهق نفسك في هذه الدنيا فلن تخرج منها حيا!!

< المتزوجون يكرهون المأذون مع أنه ليس هو السبب!!

< يوجعك أكثر من تحبه أكثر!!