ذلك الجانب الروحي في الزواج، الذي يربط بين الزوجين برباط مقدس قائم على المودة والرحمة، هل يمكن أن يغيب وتغيب معه المودة والرحمة وتحل القسوة محلهما؟
يؤكد خبراء الزواج أن الجنس والمادة هما أكثر ما يدفع إلى نشوب خلافات بين الأزواج ويؤدي بهم إلى الوقوع في حبائل مشاكل معقدة تجبر البعض على طلب المساعدة، وقد تجبر البعض الآخر على التفكير في الانفصال نتيجة عجزهم عن إيجاد حلول للخلافات التي تنشب بينهم.
في موقع القناة التلفزيونية الأميركية «سي.إن.إن» على شبكة الإنترنت ، أكد، جيري ويليس، الخبير في العلاقات الزوجية، أن المشكلة تكمن في الأزواج الذين يتبادلون – قبل الزواج- العهود والمواثيق بأن يصبح الزوج والزوجة كياناً واحداً من دون أن يتنبها جيداً إلى ما قد تخبئه الأمور المالية من مشكلات لا قبل لهما بحلها.
ينصح موقع «سي.إن.إن» على شبكة الإنترنت بضرورة ألا تكون هناك أسرار بين الزوج والزوجة، خاصة في الأمور المالية، فإذا كان هناك الكثير من الأزواج لا يجدون ما يمنعهم عن الحديث مع زوجاتهم في الأمور الدينية والجنسية وفيما يتعلق بأطفالهم، فإن البعض منهم لا يجد الشجاعة الكافية للحديث بصراحة في أمورهم المالية التي يمكن أن تتحول إلى سبب للطلاق.
من المهم إذن أن يكشف الأزواج عن كل ما يتعلق بأمورهم المالية والمادية، خاصة تلك التي تتصل برواتبهم وديونهم ومدخراتهم وميراثهم، ومن المهم أيضاً أن يتحدث الزوجان عن بعض أحلامهما كالسفر في رحلة حول العالم أو إدخال الأولاد جامعات مرموقة، لأن تحديد الأهداف يساعد على تحديد السلوك المالي عند الزوجين في تحديد أسلوب الادخار، الشيء الذي يساهم في تضييق أوجه الخلاف بينهما.
يفضل كذلك حدوث اتفاق بين الزوجين على أسلوب واحد للإنفاق بغض النظر عن الاختلاف في دخل أحدهما عن الآخر، وذلك تفادياً للمشاحنات والمجادلات التي تنشأ عن الاختلاف في الأسلوب الإنفاقي لكل منهما.
في كتابه «الحب والمال» يطرح مؤلفه، جيف أويديك، السؤال: «هل يشترك الزوجان في حساب بنكي واحد؟» يجيب أويديك ناصحا كل زوجين شابين في مرحلة تكوين حياتهما بالاشتراك معاً في حساب بنكي واحد، في حين ينصح الزوجين المتقدمين في العمر اللذين لدى كل منهما حسابه البنكي الخاص به بألا يدمجا حساباتهما البنكية في حساب واحد مشترك لأنهما على مدى سنوات العمر الطويلة أصبح لكل منهما طريقته في التصرف في المسائل المالية وأسلوبه في الإنفاق والادخار بحيث يكون من الصعب على كليهما دمج أمورهما المالية والمادية.
وإذا كانت أساليب الادخار والإنفاق في غالب الأحيان تتغير وتتبدل كل خمس أو عشر سنوات تقريبا، لذلك من الضروري أن يكشف كل من الزوجين أحدهما للآخر عن التغير الذي حدث في أسلوب ادخاره وإنفاقه حتى لا تنشب الخلافات التي قد تؤدي إلى التفكير في الانفصال.
من المهم كذلك ألا يشعر كل من الزوج والزوجة بأدنى حرج في الحديث عن الخطط التأمينية المختلفة لمواجهة ظروف نقل مكان العمل أو فقد الوظيفة أو التقاعد أو الموت.. لأن تبادل الحديث بين الأزواج بصراحة تامة حول هذه الأشياء يولد شعوراً بالأمان والراحة لدى الزوجين.
ببساطة.. الجنس والمال يجب أن يكونا في صدارة اهتمامات الزوج والزوجة.. فإذا تم تأمين هذين العنصرين فباقي العناصر يمكن تأمينها.. ببساطة مرة أخرى.. أيها الأزواج اهتموا بالجنس واهتموا بالمال.. فإذا سقط أحدهما أصبح الزواج أعرج.. أما إذا سقطا معاً فقد أصبح زواجاً كسيحاً بلا قيمة ولا معنى.
أشياء أخرى:
«من تتقاضى أجراً عن عمل البيت نسميها شغالة ومن تقوم به مجاناً نسميها زوجة»