الحياة الجامعية بداية جديدة تحتاج إلى كثير من التكيف والتغيير، وعلى الرغم من أنها مرحلة مليئة بالفرص والتجارب التي تساعد على النمو الشخصي والأكاديمي؛ فإنها أيضاً مليئة بالتحديات والصعوبات.
يواجه العديد من الطلاب مشكلات مختلفة، من التأقلم مع البيئة الجديدة إلى إدارة الوقت، وتكوين العلاقات الاجتماعية، وحتى الضغوط المالية.
في هذا المقال، سأشارككم بعض أصعب التحديات التي يواجهها معظم الشباب في الجامعة، وكيف يمكن التغلب عليها، بناءً على تجارب شخصية ونصائح من خبراء التعليم الجامعي.
تحديات المرحلة الجامعية
هناك مجموعة من التحديات التي عادة ما يشترك فيها طلاب المرحلة الجامعية سواء الذين اختاروا جامعات محلية أو دولية.
الشعور بالغربة
الشعور بالغربة لا يقتصر على الطلاب الذين اختاروا جامعات خارج حدود أوطانهم، بينما الغربة تأتي من الخروج عن منطقة الراحة الممثلة في أصدقاء المدرسة والمنطقة، إلى حدود جديدة خارج إطار المعتاد. تقول منة، 18 عاماً، طالبة في جامعة القاهرة، تقطن في محافظة الإسكندرية في مصر التي تبعد مئات الكيلومترات عن العاصمة، إن "أولى الصعوبات التي واجهتها عند التحاقي بالجامعة كان الشعور بالغربة والابتعاد عن عائلتي وأصدقائي. على الرغم من أنني كنت متحمسة لبدء هذه الرحلة الجديدة؛ فإنني وجدت نفسي أفتقد أجواء المنزل والراحة التي كنت أتمتع بها. لم يكن الأمر سهلاً في البداية، حيث كنت أشعر بالعزلة في بيئة جديدة ومختلفة تماماً".

كيف تتغلب على الغربة؟
بحسب تجربة منة فقد تمكنت من مواجهة هذا التحدي، وقالت: "حرصت على البقاء على اتصال دائم بعائلتي وأصدقائي من خلال المكالمات الهاتفية والفيديو.
حاولت جعل غرفتي في السكن الجامعي أكثر راحة من خلال إضافة لمسات شخصية مثل الصور والأشياء التي تذكرني بالمنزل". وتضيف: "شاركت في الأنشطة الطلابية وتعرفت إلى طلاب آخرين؛ ما ساعدني في تكوين صداقات جديدة والتأقلم مع الحياة الجامعية بسرعة".
الانتقال من المدرسة إلى الجامعة
التغيير من المدرسة الثانوية إلى الجامعة كان تحدياً كبيراً بالنسبة إلى لمياء، 20 عاماً، التي تقول: "في المدرسة، كان هناك نظام واضح للمتابعة والواجبات، لكن في الجامعة، أصبحت المسؤولية بالكامل على عاتقي. كان عليَّ تنظيم وقتي، ومتابعة المحاضرات، وإدارة جدول دراستي بنفسي من دون رقابة مباشرة من الأساتذة".
كيف تغلبت على هذا التحدي؟
تقول لمياء: "انضممت إلى مجموعات دراسية مع زملائي؛ ما ساعدني على فهم المواد بشكل أفضل والاستعداد للامتحانات. حضرت ورش العمل التي تقدمها الجامعة حول مهارات الدراسة، مثل كيفية تدوين الملاحظات بفاعلية وإدارة الوقت. كما حرصت على بناء علاقة جيدة مع الأساتذة، حيث كانوا دائماً متاحين للمساعدة والإرشاد عندما كنت أواجه صعوبة في أي مادة".
تغيير أساليب الدراسة
أما إسلام، 17 عاماً، فقال إن التحدي الأكبر بالنسبة إليه كان في تغيير أساليب الدراسة والمذاكرة. ويقول: "في بداية دراستي الجامعية، كنت أعتمد على الطرق التقليدية للدراسة التي كنت أستخدمها في المدرسة، ولكن سرعان ما أدركت أن الجامعة تتطلب نهجاً مختلفاً".
كيف تحسن أسلوبك في الدراسة؟
يقول إسلام: "جربت أساليب مختلفة مثل استخدام البطاقات التعليمية، إعادة كتابة الملاحظات بطريقة منظمة، والمذاكرة في أماكن هادئة مثل المكتبة.
أنشأت جدولاً زمنياً للدراسة، خصصت فيه وقتاً لكل مادة لتجنب التراكم والضغط في نهاية الفصل الدراسي". ويضيف "استعنت بالمصادر التعليمية الإلكترونية والمحاضرات المسجلة لفهم المواد الصعبة بشكل أفضل".
اقرئي أيضاً: كيف تتجنب العادات التي تُضيع وقت الشباب؟
إدارة الوقت
أحد أكبر التحديات التي قد يواجهها الطلاب في المرحلة الجامعية هو إدارة الوقت بفاعلية. يقول صلاح، 18 عاماً: "واجهت أزمة في التوفيق بين الدراسة، والأنشطة الجامعية، والحياة الاجتماعية الجديدة التي تختلف كثيراً عن حياتي السابقة".

بحسب صلاح، فإن تطبيقات تنظيم الوقت مثل Google Calendar ساعدته في تحديد مواعيد المحاضرات، جلسات الدراسة، والأنشطة المختلفة. ويقول: "وضعت قائمة مهام يومية بالأولويات التي يجب إنجازها؛ ما ساعدني على تحقيق التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية". ويضيف: "تعلمت أهمية تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة والالتزام بالمواعيد النهائية لتجنب التوتر الناتج عن التراكم".
إدارة الميزانية الشخصية
كانت مشكلة سارة مختلفة، حيث قالت إن أزمتها تلخصت في الجانب المادي، وتقول: "الانتقال إلى الجامعة يعني أيضاً تعلم كيفية إدارة الأموال بشكل مستقل، وهو أمر لم أكن مستعداً له في البداية". صحيح أن المصروف الشخصي لسارة قد ارتفع بدخولها الجامعة، لكن الاحتياجات أيضاً تضاعفت، وتقول الشابة العشرينية إنها تغلبت على الأمر: "وضعت ميزانية شهرية تحدد المبالغ المخصصة للإيجار، والطعام، والمصاريف الأخرى. كما تجنبت الإنفاق الزائد على الكماليات، وحاولت الاستفادة من العروض الطلابية والخصومات". لكن عندما ارتفعت الاحتياجات لجأت سارة إلى العمل بدوام جزئي مع الجامعة؛ ما ساعدها في تغطية بعض النفقات الشخصية من دون الضغط على عائلتها.
بناء العلاقات والصداقات
مي، 17 عاماً، كان التحدي الأكبر بالنسبة إليها هو بناء علاقات وصداقات، وتقول: "في البداية، كنت أشعر بالخجل من تكوين صداقات جديدة، خاصة في بيئة مليئة بالطلاب من خلفيات وثقافات مختلفة". تقول مي: “شاركت في الفعاليات الطلابية والأنشطة الجامعية؛ ما أتاح لي فرصة التعرف إلى أشخاص جدد. حاولت أن أكون منفتحة ومبادرة في الحديث مع زملائي داخل قاعات المحاضرات وخارجها. تعلمت أن أحيط نفسي بأشخاص إيجابيين يدعمونني ويشجعونني على تحقيق النجاح”.
قد يعجبكِ أيضاً: كيف يتغلب الشباب المغتربون على تحديات الانتقال إلى بلد آخر؟