نصائح للتخلص من التوتر والخوف في أول أيام الجامعة وفق علم النفس

تنظيم الوقت من أهم الأساليب التي تُساعد على تخفيف التوتر  Image by- freepik
تنظيم الوقت من أهم الأساليب التي تُساعد على تخفيف التوتر Image by- freepik

إن الانتقال إلى الحياة الجامعية يعدُّ من أهم المراحل التي يمرُّ بها الشباب في حياتهم، وهو مرحلة جديدة تماماً تحمل في طيّاتها العديد من التحديات والفرص.

لا شكّ أن هذا الانتقال قد يُثير مشاعر التوتر والقلق، حيث يواجه الطالب عالماً جديداً غير مألوف، بمتطلّبات دراسية جديدة، وزملاء جدداً، وضغوطاً نفسية لم يختبرها من قبل.

تلك الأحاسيس طبيعية تماماً، فهي ناتجة عن خوف طبيعي من المجهول، ومن الرغبة العميقة في النجاح والتكيّف مع البيئة الجديدة. من المهم أن يعرف الطلاب كيف يتعاملون مع هذه المشاعر السلبية وأن يتعلموا كيفية إدارة الضغوط بطريقة فعالة. هذه النصائح والإرشادات ليست مجرد وسائل لتخفيف التوتر، بل هي أدوات لتمكين الطلاب من التكيف بنجاح مع الحياة الجامعية والانطلاق في مسارهم الأكاديمي بثقة واطمئنان، كما توضح الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي والبرمجة اللغوية العصبية والعلاج الإيحائي والعلاج بخط الزمن أزنيف بولاطيان لـ"سيدتي" من خلال هذا المقال.

الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان

التحضير المسبق

من المهم أن يُحضّر الطالب نفسه لهذه المرحلة الجديدة قبل بدء العام الدراسي. يمكن أن يقوم بزيارة الجامعة قبل بدء الدراسة للتعرّف على المكان وفهم كيفية التنقل بين القاعات الدراسية. التحضير المسبق يشمل أيضاً قراءة مواد التخصّص والتعرّف على البرنامج الدراسي مما يخفّف من المفاجآت ويزيد من الشعور بالثقة.

تنظيم الوقت

يُعدّ تنظيم الوقت من أهم الأساليب التي تُساعد على تخفيف التوتر. يمكن للطالب إعداد جدول زمني يساعده على تخصيص وقت كافٍ للدراسة والأنشطة الاجتماعية والاسترخاء. التنظيم الجيّد يمنح الطالب شعوراً بالسيطرة على الأمور ويُقلّل من الشعور بالضغط.

الانخراط في الأنشطة الاجتماعية

الانخراط في الأنشطة الاجتماعية داخل الحرم الجامعي يعتبر وسيلة فعالة للتغلّب على التوتر. يُتيح للطالب فرصة تكوين صداقات جديدة والتعرّف على أشخاص يشتركون معه في نفس الاهتمامات. الشعور بالانتماء إلى مجموعة يمكن أن يُعزّز من الثقة بالنفس ويُخفّف من مشاعر العزلة.

 

من المفيد التعرّف إلى تأثير الحالة النفسية على انتظام الدورة الشهرية وفقاً لعلم النفس.

ممارسة الرياضة

لا يجب أن يغفل الطالب عن أهمية الرياضة في التخفيف من التوتر. يمكن أن تساعد الأنشطة البدنية مثل الجري أو اليوغا في تقليل مستويات القلق وتحسين الحالة المزاجية. الرياضة تُعزّز من إفراز الإندورفينات، وهي هرمونات تُساعد في الشعور بالسعادة والراحة.

الاسترخاء والتنفس العميق

تعلّم تقنيات الاسترخاء والتنفّس العميق يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على التعامل مع التوتر. من خلال التركيز على التنفّس ببطء وعمق، يمكن للطالب تهدئة جهازه العصبي وتقليل مستويات القلق. كما يمكن أن يكون التأمّل أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة وسائل مفيدة في تحقيق الاسترخاء.

البحث عن الدعم

لا تتردّد في طلب المساعدة إذا شعرت بأن الأمور تصبح مرهقة للغاية. يمكن للطالب التواصل مع مرشد أكاديمي أو الاستعانة بخدمات الدعم النفسي المتاحة في الجامعة. التحدّث مع أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء يمكن أن يساعد أيضاً في تخفيف التوتر.

التفكير بإيجابية

التفكير الإيجابي له دور كبير في تقليل التوتر Image by - freepik

التفكير الإيجابي له دور كبير في تقليل التوتر والخوف. يجب على الطالب أن يتذكّر أن كل شخص يمرّ بتجربة الانتقال إلى الجامعة بطريقة مختلفة، وأن التحديات التي يواجهها يمكن التغلب عليها. التفكير في التجربة الجامعية كفرصة للنمو الشخصي والتعلّم يساعد على تحويل القلق إلى حماس وتطلّع للمستقبل.

الاعتماد على الروتين

الحفاظ على روتين يومي ثابت يمكن أن يساعد في الشعور بالاستقرار. يمكن للطالب أن يبدأ يومه بتناول وجبة إفطار صحية، والتخطيط لليوم بعناية، والحفاظ على مواعيد نوم منتظمة. هذا الروتين يُساعد على تعزيز الشعور بالتحكم ويقلّل من القلق المرتبط بالتغيّرات المفاجئة.

تحديد أهداف واقعية

من المهم أن يضع الطالب أهدافاً واقعية قابلة للتحقيق. تحديد أهداف قصيرة الأجل يُسهم في الحفاظ على التركيز ويُقلّل من التوتر الناتج عن التفكير في المستقبل البعيد. يمكن أن يشمل ذلك التركيز على إتمام الواجبات الدراسية في الوقت المحدد، أو تحديد عدد معين من الأصدقاء الجدد لتكوين علاقات معهم.

قبول المشاعر

من الطبيعي أن يشعر الطالب ببعض الخوف أو القلق في بداية الجامعة. قبول هذه المشاعر كجزء طبيعي من التجربة الجامعية يمكن أن يُساعد في تخفيف حدة التوتر. يجب أن يتذكّر الطالب أن هذه المشاعر مؤقتة وأنها ستزول مع مرور الوقت والتكيّف مع البيئة الجديدة.

التوتر والخوف في الأيام الأولى من الجامعة هما جزء لا يتجزأ من تجربة الطالب الجديد، إلا أن إدراك كيفية التعامل مع هذه المشاعر يمكن أن يحوّل هذه الفترة إلى تجربة مثمرة وإيجابية. من خلال اتباع النصائح التي تمت مناقشتها في هذا المقال، يستطيع الطالب بناء قاعدة صلبة من الثقة والهدوء الداخلي التي سترافقه طوال مشواره الجامعي. لا يتعلّق الأمر فقط بتخفيف التوتر، بل يتعلّق ببناء مهارات حياتية ستفيد الطالب في مختلف جوانب حياته، سواء على الصعيد الأكاديمي أو الشخصي.

الخلاصة

في النهاية، ينبغي على كل طالب أن يتذكّر أن الجامعة ليست مجرد مكان للدراسة، بل هي فرصة لبناء الشخصية وتطوير الذات واكتساب الخبرات. إنها المرحلة التي تُشكّل من خلالها ملامح مستقبلك، لذلك لا تدع التوتر يُفسد هذه التجربة الرائعة. تذكر دائماً أن ما تشعر به الآن هو مجرد خطوة في رحلة طويلة مليئة بالتحديات والإنجازات، وأنك بقدرتك على التكيّف وإدارة مشاعرك تستطيع التغلّب على أي عقبة تواجهها.

ما رأيك بالاطلاع كيف أن الحالة النفسية السيئة تجلب الأمراض: اختصاصية تشرح طرق إدارتها.
 

*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.