الحب أحمق..لكنه ليس أعمى

ربما الحب أحمق في كثير من الأحيان، لكنه ليس أعمى بأي حال من الأحوال.. وفي بحث أجري أخيرًا جاء فيه أن مظهر المرأة أكثر أهمية عند أول نظرة للرجل، وأن المظهر المفضل بالنسبة للمرأة هو الجبهة التي تكون أعلى من المعتاد، والشفاه الأكثر امتلاء، والذقن الأصغر حجمًا، والعينان الواسعتان، وعظمتا الوجنتين البارزتان بروزًا نسبيًا.. ويشير البحث في المقابل إلى أن الرجل الذي يجتذب المرأة هو الأسمر والأكبر سنًا.

تطرح عالمة النفس الأميركية، إيلين هاتفيلد، تساؤلاً عن سبب انجذابنا أحيانًا لأناس بعينهم دون الآخرين، وتجيب عن تساؤلها بأن السبب في ذلك يرجع للذكريات المطبوعة في الذهن، فنحن نتعلق ببعض الناس؛ لأنهم يثيرون فينا ذكرياتنا القديمة.

كما تشير بعض الأبحاث والدراسات إلى أن الناس ينجذبون إلى أشباه آبائهم وإخوانهم، وإلى أن عقلنا الباطن يجعلنا نحبُّ أناسًا يذكِّروننا بمن أحببناهم ونحن صغار، ونأمل منهم أن يكونوا لنا كأمهاتنا وآبائنا.

تقول الدكتورة، أنا جودين، مستشارة لغة الجسم، إنَّه عندما يجمع الحب بين شخصين يبدآن من دون وعي بتقليد كل منهما للآخر في حركات يديه وجسمه ووجهه، ثم يتحركان بإيقاع متناغم، وينظر كل منهما في عين الآخر، وإذا وضع أحدهما ساقًا على ساق، فعل الآخر الشيء نفسه، وإذا مال أحدهما برأسه إلى الأمام، تبعه الآخر في الحركة ذاتها.

وتضيف الدكتورة أنا جودين، أنَّ أول أربع دقائق من الاتصال البصري بين الرجل والمرأة على قدر كبير من الأهمية؛ لأنَّه في هذه الدقائق المعدودة يستقر في وعي كليهما ما له علاقة بمظهر الآخر وعمره ووضعه الاجتماعي، وتساعده تعبيرات الوجه على إكمال الصورة في الدلالة على الحالة المزاجية والشخصية.

وتقول الدكتورة جودين إنه بعد قراءة الوجه بذلك الاتصال البصري، الذي لا يتجاوز الدقائق الأربع، يقود العينين للنظر والتحرك في اتجاه الفم، ثم الشعر، وفي أثناء هذا الفحص يشعر الإنسان، الذي يقع عليه الفحص بما تسمِّيه الدكتورة جودين، بحركة الحواجب السَّريعة، حيثُ تتحرك بصورة آلية لأعلى وأسفل، وهو ما يعني الترحيب الودِّي، وبارتفاع الحاجبين تتسع العينان، وتدركان أن الشخص الذي تراه فيه كل المتطلبات التي يريدها في حبيبه.

وفي رأي الدكتورة باولا أيدلمان، اختصاصية علم النفس الإكلينيكي، أنه ليس هناك أفضل من وجود شخص معاكس لنا تمامًا حتى تشتعل عواطفنا تجاهه، وتفسر ذلك عبر النظرية التكميلية في الحب بقولها إنَّنا عندما ننجذب إلى الشريك الذي لديه بعض الصفات التي نتمنى أن تكون لدينا، نجد أنفسنا نضم إلينا هذه الصفات عند ارتباطنا بهذا الشَّريك، ونصبح بذلك مكتملين