لمن يدق قلب حواء؟..ومن هو الرجل الجذاب في عيون المرأة؟.. هل اختلفت محددات شخصيته على اختلاف العصور؟.. هل هو الرجل القوي مفتول العضلات صاحب الشارب الذي يقف عليه الصقر؟!
في كتاب «مستقبل الرجال»، الذي اشتركت في كتابته ثلاث كاتبات أميركيات هن ماريان سالزمان، وإبرامثاينا وآن أوريلن، يتضح أن صورة وشخصية روميو في رائعة المسرحي والشاعر الإنجليزي وليم شكسبير، التي تحمل اسم «روميو وجوليت» قد شغلت عقول النساء لفترة كبيرة، حيث كن يبحثن عن «روميو» الذي تسيل من فمه كلمات الغزل المعسول ويستخدم السلم الحديدي ليتسلل إلى نافذة «جوليت».
ثم جاء دور نجوم السينما، خاصة جيمس دين، بملابسه الضيقة وتسريحة شعره الغريبة لتصبح صورة للرجل الجذاب الذي يستولي على قلب حواء، خاصة بعد أن قلد الشباب في كل أنحاء العالم خطواته.
ثم تغيرت صورة الرجل الجذاب وصار قلب حواء يدق بشدة وينجذب نحو الرجل العاشق للجمال، وهو الجميل أيضاً الذي يهتم بمظهره وينفق الكثير على ملابسه، ويقضي الوقت الطويل للعناية بصورته الرائعة التي يريدها أمام عيون حواء، وهو الذي يعشق الأغاني العاطفية ويتمايل مع نغماتها، ويقاسم حبيبته نفس العطر ودهان الشعر، ويمضي فترات طويلة أمام المرآة معتنياً بتسريحة شعره، وقد انتشر هذا النموذج الناعم من الرجال بين شباب الجامعات حتى أصبح من الصعب أحياناً التمييز بين الشباب والشابات، خاصة مع وجود السلاسل الذهبية في أعناق الشباب وأحياناً القرط الذهبي في آذانهم.
تقول الكاتبات الأميركيات الثلاث في كتابهن، إن أهم ما يميز الرجل الجذاب في عصرنا الحالي هو ملامحه الصارمة الجادة، والتي تمكنه من التحدث في السياسة والثقافة والرياضة، ويمتلك الجرأة في التحدث عن عواطفه مع السيدات، وتكون لديه ثقة في النفس مع قوة العاطفة والاعتدال في الملابس.
وهذه الخصال التي تتطلبها حواء حالياً تتفق مع الصفات الذكورية التقليدية، حيث يرتبط الرجل بعلاقات صداقة قوية مع أقرانه من الرجال، وبشرط أن يصبح بالنسبة للمرأة العاشق الجاد الذي يسعى لانتزاع قلبها وامتلاكه والسيطرة عليه بتلك الجاذبية التي تعلن عن رجل يتجه إلى حواء في ثقة واعتزاز برجولته.
كما يشير الكتاب إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، قد يكون أقرب صورة للرجل الجذاب الحديث في عيون المرأة؛ لأنه يتمتع بجاذبية فطرية، وهو حاسم ولديه ثقة بالنفس بلا حدود، ويعرف كيف يحرك عواطف النساء، إلا أن عيبه الوحيد هو أنه لا يخجل من البكاء.
وفي اعتقادي أنه من الصعب تنميط الرجال، فالرجل ليس سيارة يمكن تحديد مواصفاتها وإمكاناتها وقوتها، واستهلاكها للوقود وسرعتها؛ لأن هذه المواصفات كلها يمكن صناعتها. أما الرجل فهو إنسان من صناعة الخالق العظيم ولا يمكن تحديد مواصفاته، فهناك رجال يفتقدون المواصفات القياسية التي تحدثنا عنها في الرجل ومع ذلك تقبل عليهم النساء، والمسألة بسيطة، فالمسألة ليست الطول والعرض والوزن. الرجل أولاً «شخصيته»، فقد لا يكون طويلاً وعريضاً وغنياً، ومع ذلك يتمتع بما نطلق عليه «الشخصية» أو الكارزما، التي هي خليط مدهش من مواصفات كثيرة، كما أن ما يعجب امرأة قد لا يعجب أخرى، فما رأيك سيدتي في هذا الكلام؟!
أشياء أخرى:
«الحب ليس هلوسة.. ولكن فيه الكثير منها»