هذه الأيام أقصى طموحات الناس أن تعود إلى بيوتها سالمة.. فالناس أصبحت على قناعة مطلقة بأن السلامة غنيمة.. هذه الأيام السلامة تعد أكبر جائزة يحلم أن يعود بها أي واحد منَّا.. فهذا الزمن ليس زمن الغنائم الكبيرة.. بعد أن أصبحت الأحلام الصغيرة غنيمة.. فأنت بمجرد أن تخرج من بيتك تكون قد دخلت في معركة.. معركة كل يوم مع الحياة.. بعد أن تكون خرجت من موقعة كل يوم.. هذه المعركة صغيرة في معناها ولكنها كبيرة.. وكثيرة في تفاصيلها الصغيرة!
في الشارع هناك معركة صغيرة.. وفي المدرسة هناك معركة أخرى ولكنها بسيطة.. وفي السوق هناك زحمة تشبه المعركة.. وفي العمل هناك معركة ولكنها معركة عملية.. وفي الحياة هناك زحمة ولكنها ليست كبيرة.. وفي نفسك هناك مجموعة معارك صغيرة.. مع الشارع والمدرسة والبيت والسوق.. والعمل مع نفسك ومع الآخرين.. كل هذه المعارك تواجهها كل يوم.. وعليك بعد ذلك أن تقنع نفسك بأنها معارك صغيرة.. أو معارك ليست كبيرة.. ولكنها في واقع الحال معركة كبيرة.. حتى وإن كانت مجموعة معارك صغيرة.. فأنت تحاول أن تعيش بسلام.. مع نفسك ومع الآخرين.. ومع الحياة.. ولكن تجد نفسك تدخل كل يوم معركة لست طرفًا فيها.. أو لم تكن تريد أن تدخل فيها، ولكنها تفرض عليك.. فأنت تحاول كل صباح أن تعلم أطفالك أن السلام أجمل من المعارك.. وتأمرهم ألا يتعاركوا مع الآخرين وأن يكونوا مسالمين.. وأن يتجاوزوا عن أخطاء الآخرين.. وأن.. وأن..!!
ولكنك بعد هذه المحاضرة الطويلة مع أولادك بلحظات تجد أن هناك من يريد أن يدخلك معه في معركة لا يريدك أن تعود سالمًا.. ويبحث لك عن أي خطأ ليبدأ معك معركة.. كل ذلك لأنه يرى أن المعارك أجمل من السلام.. وكل ذلك لأنه يرى الحياة في الخندق الآخر.. وكل ذنبك في ذلك أنك ترى الحياة في خندق السلام.. بينما يراها الآخرون من زاوية مناهضة للسلام.. فإذا استطعت أن تعود برغم ذلك إلى بيتك سالمًا.. فأنت حققت انتصارًا كبيرًا.. لنفسك ولقناعاتك.. وللمواعظ الطويلة التي كنت تقولها لأولادك.. والأهم من كل ذلك أنت عدت سالمًا، وهذه أكبر جائزة وأعظم انتصار هذه الأيام على الأقل!!
شعلانيات
النظرية تقول: لا أحد يزعل من الصراحة.. ولكن الواقع يقول: لا أحد يزعل إلا من الصراحة!!
الحب يلهم المحبين أفكارًا عظيمة ويمنعهم من تنفيذها في الوقت نفسه!!
هذه الأيام القراء الجيدون مثل الكتّاب الجيدين.. أقلية!!
السياسة والمرأة والحب والبحر.. من بعيد أحلى!!