انظري إلى نفسك أولاً!

مشكلة بعض السيدات هي المقارنة المستمرة بينها وبين الأخريات؛ فهذه أكثر جمالاً، وتلك أكثر ثراءً، وأخرى ناجحة متميزة تلتفت إليها الرؤوس، وتتجه إليها العيون كيفما اتجهت، ومن النماذج التي حفل بها بريدي فتاة متوسطة الجمال، تبكي من شعورها بأنَّها شديدة القبح، وعند البحث عن أسباب هذا الشعور القاسي، والبعيد عن الحقيقة بعدم الرضا عن النفس، وفقدان الثِّقة فيها ثم الانتهاء إلى رفض الذات، وجدت من كلماتها أنَّها تتمنى أن يكون شكلها مثل شكل شقيقتها الكبرى شديدة الجمال، التي كانت مثار إعجاب الجميع، واكتشفت أنَّها تقارن نفسها دائمًا بشقيقتها، وهو الأمر الذي لم يفارق تفكيرها يومًا، لدرجة أنَّه انعكس تلقائيًا على المحيطين بها.

إنَّ مثل هذا النموذج يتكرر كثيرًا، سواء كان سبب رفض الذات بسبب الشكل، أو الفشل في العمل، أو صعوبة تكوين صداقات أو علاقات ناجحة بالآخرين، وفي كل الأحوال تكون المقارنة بالآخرين هي العذاب بعينه، وتزداد المشكلة تعقيدًا؛ لأنَّ الشخص المفتقد الثِّقة في النفس ينقل هذا الإحساس للمحيطين به، ويفقدهم تدريجيًا، الأمر الذي يؤكد للآخرين أنَّه بالفعل يجد نفسه في حلقة مفرغة، ويحتاج عندها لعلاج نفسي. وللتغلب على هذا الألم النفسي يرى المختصون نفسيًا أنَّ هناك طريقة ليواجه فاقد الثقة بنفسه هذا الشعور؛ وهي: أولاً عدم الهروب من مواجهة الشعور بالإحباط، إذا كان قد فشل في علاقة عاطفيَّة أو عمل، أو أن تكون فتاة تشعر بأنَّها ليست على جانب كبير من الجمال، وأنَّ الهروب من التفكير في الألم يقوي الإحساس به داخلنا وليس العكس. وأنَّ المواجهة هي الحل الوحيد، وينصح المختصون كل شخص يعاني من ألم نفسي أن يجلس في هدوء في حجرة بمفردة، ويغلق فمه، ويركز في الشعور الذي يؤلمه بعمق، وكأنَّه ينزل سلمًا يؤدي به إلى الأعماق. ربما يشعر في البداية بأنَّ الألم يزداد، إلا أنَّه بعد قليل من الوقت سيكتشف أنَّه يقل تدريجيًا حتى يزول تمامًا.

في هذه المرحلة يصل الإنسان إلى الصفاء النفسي، والتجرد من الماديات ومن أسباب الآلام الزائفة، فلكل شخصيَّة تركيبة خاصَّة مليئة بالمميزات والعيوب والصفات التي تجعلها متفردة تستطيع أن تعيش بنجاح، وأن تشعر بالسعادة التي تنبعث من الداخل التي لا يجب أن تكون مرهونة بأشخاص آخرين وبأحلام بعيدة المدى. إنَّه الإحساس بالرضا والقناعة والسلام الداخلي. فلننظر داخلنا أولاً...!

 

أشياء أخرى:

«لا تطعن في ذوق زوجتك؛ فقد اختارتك».