الكتابة «الرايقة» تشبه القراءة «الرايقة».. بمعنى أن للكتابة وقتًا ممتعًا.. مثلما للقراءة وقت ممتع.
وعندما نجد أن القراءة هي أسوأ عمل تقوم به.. فهذا يقابله من الطرف الآخر بأن كاتبك المفضل يجد أحيانًا أن الكتابة هي أسوأ عمل يقوم به!!
فمتعة الكتابة والقراءة تخضع لعوامل الطقس الخاصة بالكاتب والقارئ.. فإذا كانت أجواؤك ملبدة بالغيوم.. ونشرتك النفسية مثيرة للغبار.. فإن آخر ما تفكر به هو أن تقرأ.. وكاتبك المفضل يفعل الشيء ذاته.. لأن نشرته النفسية تخضع لعوامل المد والجذر.
وإذا كنت تعذر نفسك في كثير من الأحيان لأنك قارئ سيئ.. فمن العدالة أن تعذر كاتبك المفضل لأنه لم يوفق.. أو خانه التعبير.. أو وجد الكلمات تخونه مع واحد غيره!!
شخصيًّا أقرأ وأكتب.. مهنة وهواية.. ولدي قراءة يومية لكتّابي المفضلين.. وأكتب أيضًا لقرائي المفضلين وغير المفضلين.. أقرأ لكتّاب كبار كل يوم.. ويوم ويوم.. وكل أسبوع.. وكل شهر.. حسب كتابة كل واحد منهم.. وأجد أن بعض كتاباتهم جميلة ورائعة.. وبعضها لا يستحق القراءة.. مع أنهم كتّاب كبار.. لكنني ألتمس لهم عذرًا بعد عذر، لأن للكتابة طقوسها وأجواءها مثلما للقراءة طقوسها وأجواؤها.
فالذي يقرأ صحيفة وهو «رايق» ومزاجه صافٍ كصفاء صباح مشرق جميل.. وهو في مقهى ستاربكس أو كوستا كوفي.. حيثُ كل شيء يصالحك مع الحياة.. ليس كمن يقرأ جريدة في السيارة عند إشارة المرور!!
ومن يكتب وهو في حالة غرامية مع ما يكتب.. ليس كمن يكتب وهو يركض ويسابق الزمن، لأن جريدته التي يكتب فيها تطلب منه إرسال مقال لسد الفراغ.
فالكتابة حالة خاصة جدًّا مثل حالة القراءة.. فعندما لا تستمتع بما تقرأ.. فافعل أي شيء آخر إلا أن تقرأ.. وعندما لا يستمتع الكاتب بما يكتب يصبح موظفًا بدرجة كاتب.. وهذا أسوأ سيناريو يواجهه الكاتب والقارئ معًا.. فعندما يكون الكاتب سيئًا، فبالضرورة سيكون حال القارئ أسوأ!!
وتكون الكتابة عقوبة للقارئ.. لذلك نجد كثيرًا من الصحف والمجلات تعاقب القراء بتقديم نوعيات سيئة للكتّاب.. فهم قد يكونون أي شيء آخر إلا أن يكونوا كتّابا.. فهم كتبة.. أو كتّاب شباك.. أو بوابون بدرجة كتّاب.. دخلوا من بوابة الكتابة.. فأصبحوا كتّاب البوابة من بوابة الكتّاب.. مع خاص التقدير للبوابين، لأنهم يعملون بمهنتهم ويجيدون عملهم باقتدار.. فهناك بوابون بدرجة كتّاب لا تمل من سماع أحاديثهم وقفشاتهم الممتعة اللذيذة.
وفي مقابل عدد القراء الذي يتناقص شيئًا فشيئًا، أصبح عدد الكتّاب يزيد شيئًا فشيئًا.. وهذه ظاهرة مرضية لا صحية، وأفضل تجسيد لهذه الحالة رسم كاريكاتير للفنان علي فرزات لعشرات يقفون أمام ميكرفون واحد لإلقاء كلمة.. بينما القاعة خالية إلا من مستمع واحد!!
شعلانيات
< بعض الناس لو قلعت عينيك له لسألك عن بقية أعضاء جسدك!!
< التجربة الأليمة هي خير «أستاذ» لكي تتعلم أنك تلميذ «خايب» في مدرسة الحياة!!
< الزمن الجميل وهم أو فيلم قديم يتم عرضه على شاشات ذاكرتنا عندما نشتاق للأفلام القديمة!!
< اللسان الطويل دليل على أن اليد قصيرة!!