لا
أعرف لماذا يبقى الرجل طوال عمره وهو يحاول إثبات حبه لامرأة ما بأشكال متعددة؛
بالنظرة.. ثم بالكلمة.. ثم بأكثر من كلمة.. ثم بكلام كثير يتبعه بأفعال كثيرة تصل إلى أن يقطع أجزاء من جسده ليثبت صدق حبه.. مثلما فعل فان جوخ عندما قطع أذنه وأهداها لحبيبته من أجل أن يقول لها إني أحبك، وهذه أذني هدية لك تأكيدًا على أنني سأكون ´كلي آذان صاغية لك.!!
وقبله فعل عمير المخزومي في الجاهلية عندما فقأ عينه؛ لكي يثبت لمحبوبته أنه لا يرى غيرها. مع أنه بفعلته الحمقاء هذه أصبح لا يرى حتى محبوبته، لكنه أراد أن يقدم ´تذكارًا ودليلاً قاطعًا عن حبه، حتى وإن كانت ´عينًا عوراء لمحب أصبح فيما بعد ´أعورَ بسبب حبه!!
وبين هذا المجنون، وذاك كان مجنون آخر اسمه هجرس التابعي.. عاش في العهد الأموي، وقدم لسانه ´قربانًا لحبه.. فهو قطع لسانه؛ لكي يثبت للحبيبة أنه لا يكلم أحدًا سواها..
ولو فعل كل عشاق هذه الأيام ما فعله لتعطلت لغة الكلام، ولتعطلت أجهزة المحمول، ولخسرت جميع شركات الاتصالات، لكنهم سيظفرون بمحبوباتهم؛ لأن كل واحدة لا تريد لحبيبها أن يكلم غيرها.. حتى لو أصبحنا أمة من الخرسان!!
وقبل فترة قرأت عن ذلك الشاب البنغالي الذي بثت خبره وكالات الأنباء العالمية عندما أقدم على قطع أصبعه؛ ليثبت حبه لشابة كان يغازلها، لكن فعلته أتت بفعل عكسي.. بعد أن أثارت ´هدية نيان ميا، وهذا اسمه، غضب والد الشابة الذي وصفها بأنها هدية ´غير لائقة، واطلع وجهاء البلدة على الأمر الذين بدورهم غضبوا أيضا و´وبخوا العاشق صاحب الأصبع المجذوعة الذي لم يجد ما يدافع به عن نفسه سوى أنه يحبها، وأنها طلبت منه ´عربونًا، فلم يجد سوى أصبعه ليقطعه ويقدمه على طبق من نحاس!!
وإذا قلنا: إن هذا الشاب يعيش في العالم الثالث، وهذا حدود ´علمه و´تعلمه .. فماذا يمكننا أن نقول عن ذلك الشاب الكندي الذي ينتمي للعالم الأول، والذي أرسل رسالة إلى سيدات وآنسات بلجيكا ممن يحملن اسم ´سابينا، في محاولة للوصول إلى محبوبته التي لا يعرف سوى اسمها الأول، وكان هذا الشاب قد تعرف على ´المحروسة سابينا خلال رحلة إلى كوبا، وبرغم إعجابه بها إلا أنه لم يجرؤ أن يسألها عن عنوانها أو حتى اسم عائلتها.
وبعد أن افترق العاشق الخجول عن محبوبته لم يستطع التخلص من شوقه إليها.. وصمم على العثور عليها بأي طريقة وبأي ثمن فوجد أن أفضل طريقة للوصول إليها هي أن يكتب خطابات لكل البلجيكيات اللواتي يحملن اسم ´سابينا بعد أن حصل على عناوينهن من خلال دليل الهاتف.. وقال في ختام تصريحاته عنها للصحف: ´إذا لم أجدها قطع يدي حتى لا أكتب لأحد غيرها»..
إذن ما الفرق بين العالم الأول والعالم الثالث وبين الجهل والعلم فكما قال غوار الطوشة يومًا «يضرب الحب شو بيذل»
شعلانيات::
> هدية بسيطة غير متوقعة لها تأثير أكبر بكثير من هدية ثمينة متوقعة.
> الفاشلون يقولون: إن النجاح هو مجرد عملية حظ!
> الابتسامة لا تكلف شيئًا، لكنها تعني الكثير..
> الإنسان لا يستطيع أن يتطور، إذا لم يجرب شيئًا غير معتاد عليه..!