مازلت أترقب حضورك، أنتظر هذا اليوم الموعود. مازال الأمل يحدوني أن احتضن حلمي المنشود. أن تصالحني الحياة بقدومك، وتمنحني أجمل هدية في الوجود، ويحتضنني الفرح بعد طول سنين. ما أصعب أيام العمر حينما تمضي ونحن في محطة انتظار. ما أقسى الأيام حينما تركض دون رفيق.
متى يضيء عمري بنور حضورك. يا شخصا طال انتظاره. ورغم ذلك كل يوم أراه في كل التفاصيل. في لون الورد، في زرقة السماء، بين ثنايا الوقت، ومع كل هبة نسيم. أشعر أن القدر يخبئ لي موعده المنتظر. وأرمق ساعات الزمن وما داخلها، لعلك تكون مختبئا بين دقائقها تنتظر حظك السعيد. وأظل أتخيل الملامح، وأكتب الكلمات. وما زلت أحتفظ بقصائد كثيرة، نقشتها لك بمشاعر الشوق وهمسات الحنين.
هل يطول انتظاري؟ هل يكون الموعد وهما، و تكون المشاعر نقشا عابرا. هل تكون قصائدي كلها خيالات، وأحلامي مجرد سراب؟ وأنا الذي تعلمت من انتظارك أن التفاؤل هو الذي يسود، وأن الليل مهما كان حالكا، فإن نور الفجر أقوى، وأن الأمل يهزم اليأس. والفرح ببساطته يتربص بكل لحظات الحزن. ما أروعك حتى في غيابك، ترسم لي طريق التفاؤل، وتقودني إلى شاطئ الأمان.
أحتاجك واقعا في حياتي. كيانا أراهن عليه. ومعا نحول الحلم إلى حقيقة. الحياة جمالها بالأشخاص الذين يشاركوننا اللحظة ويقدرون قيمتها. الأشخاص الذين يجعلون المساحة أكبر من المكان، واللحظة أعمق من الزمان.
أحتاجك فكل يوم يمضي وأنت لم تأت بعد، هو يوم من العمر مفقود. وعند حضورك يصبح الماضي بكل ما فيه فاصلة صغيرة في كتاب كبير. يتحول العمر إلى فرح، وتبدأ حياتي من جديد.
اليوم الثامن:
العمر نوعان:
عمر مسروق لأنك لم تكن فيه
وآخر خطف كل أيام الزمن
لأنك كنت حقيقة وواقعا فيه