|
هل يهدد جهاز الكومبيوتر الحياة العاطفية، خاصة بين المتزوجين حديثًا؟ هل يجتذب الكومبيوتر الرجل في غالب الأحيان، ويجعله ينفصل عاطفيًّا عن زوجته، ويلجأ إلى ما يطلق عليه اليوم عالم فضاء الرجل؟ هل تشعر الزوجة بالغيرة من آلة الكومبيوتر التي أخذت زوجها منها وجعلته ينفق ساعات طويلة من الليل وهو يداعب مفاتيح هذه الآلة؟
لقد استطاع جهاز الكومبيوتر أن يفرض نفسه على الإنسان، ويشكل تهديدًا على الحياة الزوجية التي يميل أحد طرفيها إلى إدمان الجلوس أمام شاشة الكومبيوتر، ويترك الطرف الآخر يعاني من الشعور المرير بالوحدة، والهجران.. ومن المعروف أن نسبة إقبال الرجال على الكومبيوتر تزيد كثيرًا على نسبة إقبال النساء عليه، وذلك لأن الرجل يعشق النشاط الفردي، ويحب أن يختلي بنفسه مع الآلة في حين تميل المرأة إلى الصحبة، والثرثرة في المجالس.
في رأي الباحث الأميركي الدكتور نورث والاس أن عالم الكومبيوتر يقدم حلولاً أكثر سهولة ويسرًا للرجل الذي يعاني من تعقيدات الحياة الزوجية، تظهر للرجل أنه أكثر سلاسة في قيادته مقارنة بالمرأة، وكذلك الرجل يعتقد أن علاقته الجديدة بالكومبيوتر تساعده كثيرًا على الاتصال بنفسه، وتحقيق ذاته.
يتزايد الإحساس عند الرجل أن الكومبيوتر هو ملاذه، لكي يبعد عن مشاكل الزوجة، وهو أيضًا ملجؤه الذي تتحسن معه حالته المزاجية بعد أن يكون قد قضى وقتًا طويلاً في محادثات غرف الثرثرة، كما يجد الرجل في الكومبيوتر الحماية من الإحساس بالفشل الذي كثيرًا ما ينتابه عند مواجهته زوجته، والأمان الذي يفتقده كثيرًا إذا ما عاد لسبب ما إلى عالم زوجته المليء بالشجار والصراع.
ربما تكون الزوجة في كثير من الأحيان السبب في دفع زوجها إلى أحضان آلة الكومبيوتر عندما تنشغل بأمور أخرى غير زوجها، ربما المشاكل الناجمة عن علاقة زوجية يحتدم فيها الصراع هي التي تدفع الزوج إلى الهروب بدلاً من المواجهة.. ربما سلوكيات الزوجة هي الدافع الرئيسي إلى ابتعاد الزوج، وإلى إدمان الكومبيوتر.
إن العديد من الرجال حسب الاستطلاع الذي أعده الباحث الأميركي الدكتور نورث والاس، لديهم الاستعداد للتوافق مع الزوجات، إذا أحس الرجل أن زوجته قد تفهمت حاجته إلى وقت خاص به، يفكر فيه في بعض الأمور الخاصة، كذلك لدى الرجال الاستعداد الكامل للتواصل مع الزوجات، حينما لا يشعر الرجل أن الجلسات التي تجمعه بزوجته لن تخصص لإظهار ضعفه، والسخرية من عاداته، وسلوكياته، ويؤكد الباحث أن على الزوجة أن تتجنب في جلسات التواصل مع زوجها إظهار لومها، وانتقاداتها له حتى لا يهرب الزوج من جديد إلى أحضان جهاز الكومبيوتر.
من ناحية أخرى يؤكد الباحث في دراسته على ضرورة أن يراعي الرجل حاجات الزوجة، ويقلل من الوقت الذي يقضيه في النشاط الفردي، ويكثر من الوقت الذي يقضيه في الحديث مع الزوجة، حتى لا تشعر أن تجنبه الحديث معها يعني بالنسبة لها افتقاد الأمان في العلاقة الزوجية، كما يعني أنها غير مرغوب بها.
وأخيرًا وردتني رسالة «إي. ميل» من زوجة دكتور ناجح وثري، تشكو فيها أنه عندما يعود إلى البيت يترك كل شيء، ويتفرغ للكومبيوتر، فماذا تفعل.؟ وقد رددت عليها بما أراه.. وهذا ردَّ آخر من خبراء.. لعل كل زوجة تشكو من الكومبيوتر تستفيد منه.
أشياء أخرى:
«أن تؤمني به... هي الخطوة الأولى لمساعدته»