دعينا نعترف بأننا وضعنا في المركب الخطأ، دعينا نقر بأننا لم نختر هذا الطريق، بل وجدنا أنفسنا فيه، لم أكن أنا المخطئ، ولم تكوني أنت الضحية، أقدارنا أرادت لنا ما نحن فيه، فسرنا في مشوارنا، تعاملنا مع الحياة ببساطتنا، وكان الأمل يحدونا أنه المسار الصحيح، حلمنا كان لوحة وردية، صورة لصفحة بيضاء خالية من البثور ولكن، كما يقولون، النوايا وحدها لا تكفي.
أشعر بك, وأعرف أن مسافة ما تفصلنا، كم هي صعبة حينما نتشارك المكان وتفصلنا المشاعر! كم هي قاسية حينما نتقبل الأمر الواقع، ونعيش حياتنا كأداء واجب، أو كرحلة يجب أن نكملها! أحيانا كثيرة
لا يكون الخطأ من الطيار، وليس من الملاحين، بل الطائرة التي كانت في الأساس معطوبة، ونحن نعيش وضعاً مختلفاً، نتحدث، لكننا لا نتكلم، ونصمت ويكون الصراخ عالياً، ربما ما نريد أن نقوله لا تستوعبه الكلمات.
نحن أمام خيارات صعبة، تحتاج إلى المصارحة والمكاشفة، أسئلة كثيرة نطرحها على أنفسنا، وكيف وصلنا إلى هنا، أسئلة مشروعة، ولها مبرراتها، لكن لماذا يشغلنا سؤال من يتحمل الخطأ؟ ولا نهتم كيف نعالج وضعنا، الحديث عن أسباب المرض لا يحل المشكلة، الدكاترة يشغلهم سؤال ما هو العلاج؟
أدرك أنك صادقة المشاعر، مرهفة الأحاسيس، تتجاوزين عن الكثير من أجل أن تسير المركبة، ديدنك هو العطاء، وطاقتك هي التفاؤل، وأنا أراجع نفسي وأكتشف فيك أشياء جديدة لم أرها من قبل، أحاول أن أرسم الابتسامة على شفتيك، وأفرح إذا ما نجحت، مشوارنا به صعوبات، لكن إرادتنا هي الأمل، دعينا ولو لمرة واحدة نصنع خياراتنا بأنفسنا، دعينا فميزة الغد أنه يحمل في كل صباح حلماً جديداً.
اليوم الثامن:
أكثر الكلمات وضوحاً وقوة
هي التي نقولها في صمتنا..