كرة زواج المسيار!

زواج المسيار يتأرجح ما بين الرفض والقبول.. التأييد والمعارضة.. كرة يتقاذفها الجميع بعد أن أصبحت ظاهرة تعدت التوقعات، وأضافت سجالاً حادًا بين النساء والرجال عن المستفيد والخاسر.. وآخر بين الشرعيين في تحليل وتحريم الزواج. والنساء انقسم رأيهن ما بين مؤيد اعتبرنه حقًا لهن.. ورافض له اعتبرنه مهينًا لكرامة المرأة، بل هو عبارة عن وجبة جنسيَّة سريعة يحتسيها الرجل؛ ليعود أدراجه إلى بيته وأولاده، وكأن شيئًا لم يكن.

يعرف زواج المسيار بأنه الزواج الذي يتوفر فيه الولي والشهود ورضا الطرفين، وغير محدود بوقت أو زمن، فقد تتخلى الزوجة عن بعض حقوقها كالنفقة والمبيت والإقامة الدائمة للزوج، وهذا حق للزوجة تتنازل عنه بإرداتها ولا إكراه فيه.

زواج المسيار بهذا المفهوم يحل مشاكل عدة في المجتمع كمشكلة الأرامل أو المطلقات أو من فاتهن قطار الزواج أو من يعانين من ظروف خاصة كرعاية الوالدين.. إذن نرى هنا أنه صالح لفئة معينة، وهي شريحة كبيرة في المجتمع، وقد يحل لهن هذا الزواج أمورًا كثيرة ويحافظ على الفتاة من الوحدة أو الانحراف السلوكي، فهي إنسانة بحاجة إلى ونيس، ورفيق درب، ورجل يحميها، وهذه سنة الحياة، حتى إن لم يكن موجودًا بصفة دائمة، لكنه موجود لمواجهة أي موقف من مواقف الحياة الصعبة التي تواجهها الفتاة، حيث يحميها من اللجوء لأشخاص غرباء لا علاقة لها بهم.. وقد يستغلها استغلالاً سيئًا.. لكن من المؤسف أن هناك فئة من الشباب والفتيات اليوم استغلوا هذا الزواج لأغراض أخرى، واعتبروه زواجًا للمتعة فقط، وطريقًا للتنصل من المسؤوليات الزوجية.

المعارضات لهذا الزواج يقلن إن زواج المسيار كارثة ابتلي بها المجتمع السعودي، وكله نتاج العولمة والانفتاح الإعلامي الذي زين للرجال مفاتن النساء والنظر إلى المحرمات، وساعد على تجسيدها شبكات منظمة ممن يترزقون من وراء هذه الجريمة من أمثال الخاطبات وضعاف الشيوخ والمأذونين، وبعض من يدَّعون الأمانة والعفة، وأكثرهم من الرجال القائمين على هذا العمل باستخدام وسائل التقنية الحديثة لترويج حملاتهم من خلال رسائل الجوال والإنترنت.

سيدة أخرى ترى أنه زواج باطل؛ لأنه لا تكتمل فيه شروط الزواج الشرعي الحلال وهو الإشهار، ويتصف بروح السرقة والخطف للزوج من زوجته وأطفاله، وهو ما لا تقبله أي امرأة أخرى.. تضرُّ بهم نتيجة ترك رب الأسرة لأسرته، وجريه وراء ملذاته والاستمتاع بعرس في الخفاء مما يلهيه عن واجباته ومسؤولياته.

زواج المسيار ما زال تحت التجربة.. لننتظر ونرَ.